اللمحة العلمية في الأمر تتلخص فيما كتبته فيكتوريا عبر حسابها على إنستغرام «لقد أخذت مُصمِّمة مُرطِّب الوجه هذا دميَّ، وصنعت منه عناصر شافية من خلاياي الخاصة، لها قدرة عالية على تخفيف الالتهاب وتجديد الخلايا».
وعليك الآن أن تصدق، العبوة الواحدة ثمنها 1200 جنيه إسترليني (1556 دولاراً).
يُتوقع أن تجني شتورم ثروة من وراء مرطبات البشرة المصنوعة من الدماء ومن المنتجات التي تصنعها لوجوه الأطفال.
إذ نشرت فيكتوريا أيضاً صورةً لابنتها ذات السبع سنوات وهي تضع علاجاً لوجهها، مصحوبة بنداء واضح: «علينا استخدام منتجات نظيفة لأطفالنا!».
وجاء الرد السريع من المتابعين أن قطعة من الأسفنج مبللة ستكون مناسبة جداً لهذه المهمة، وأن الأمر لا يحتاج للأطفال مواد خاصة للعناية بالبشرة.
مستحضرات تجميل مصاصي الدماء
على أية حال، تتخصَّص الدكتورة شتورم فيما يعرف باسم «مستحضرات تجميل مصاصي الدماء»، وهو ما يُذكِّرنا بالأهمية المطلقة لتمييز نفسك في السوق المُكتظَّة لمستحضرات تجميل الوجه.
يزداد سوق العلاج بالدماء تشبُّعاً مع انتقال الرأسمالية المعاصرة إلى مرحلةٍ متفاقمة، وفي مسألة العلاج بالدماء هناك مجازٌ آخر من هذه المجازات.
فهم إما يُعالجون بدمائهم، ما يعد تعبيراً صريحاً عن كونهم هم أنفسهم علاجهم الوحيد، وإما يُعالجون بدماء المواطنين الأفقر، وهو تعبيرٌ أكثر صراحةً يخلو من أي جمال.
دماء شباب في مواجهة الشيخوخة
وهنا دعونا نتناول الاحتمال الأخير أولاً، نشرت إحدى المجلات العلمية العام الماضي مقالاً، كان يروي قصة احتفال ثمنه 195 دولاراً للفرد أُقيم في أحد نوادي التقاعد الخاصة بالأثرياء.
يطل على الشاطئ في ولاية فلوريدا، حيث كان هناك أحد المعلنين يبيع فرصة نقل دم الشباب بغرض تأخير أو حتى قلب آثار الشيخوخة.
ومن حينها. تناول عددٌ من المقالات هذا الاتجاه المتنامي بالتفصيل، وفي هذا الأسبوع أعلنت شركة Ambrosia لنقل الدماء لمواجهة الشيخوخة، افتتاح 5 عيادات لتبادل الدماء في خمس مدن رئيسية في الولايات المتحدة، يستبدل العجائز دماءهم بدماء الشباب.
جلسة واحدة تمنحهم حياة أكثر كما يعتقدون، تتم المبادلة نظير 8 آلاف دولار للتر الواحد، أو 12 ألف دولار للترين.
وبالأغلب الفقراء من الشباب هم الذين يقعون ضحية لهذه العمليات، يبيعون دماءهم ويأخذون بدلاً منها دماء عجائز
التبادل بدوره يعمل على تفريغ كل الخلايا الشائخة لشخص عرف المعنى الحقيقي لدولة الرفاهية، والتعليم المجاني ذي الميزانية الضخمة.
إذ يمكنهم غمر أنفسهم بدماء الحياة التي تُباع باللتر من أشخاص يعيشون في غرفة صغيرة بها سرير وصنبور للاستحمام وبالكاد يتحملون المعيشة.
تبادل دماء بين عجائز وشباب لمواجهة الموت
ارتبطت شركة Ambrosia مسبقاً ببيتر ثايل، أغرب المتحررين في وادي السليكون -المنافسة شرسة هناك- الذي أكد أن «الموت مشكلة يمكننا حلها».
لكن طبقاً لمسؤولي الدعاية لديه فإن ثايل لا يعتمد بعد على دم الشباب لتنفيذ تهديده بالبقاء إلى الأبد.
لكن من الواضح أن الشركة تتوسع، ورئيسها التنفيذي الطبيب يدَّعي أن نقل الدماء يمكن أن يتسبَّب في حدوث أشياء مثل عودة الشعر الأبيض إلى لونه الأسود.
لا يوجد بالطبع أيُّ دليلٍ حقيقي على أيٍّ من هذا، لكنه يدَّعي أيضاً أنه يرى في مرضاه «تغيُّراً ملحوظاً» وهو شىء لا يجب استخدامه كوحدةِ معايرة علمية.
المؤلم أنه لا يمكنك مكافأة الناس الذين تأخذ منهم الدماء، طبقاً لتقارير مختلفة عن شركة Ambrosia، ليس قانونياً أن تدفع للناس مقابل دمائهم، لذا فهم يعتمدون على مرافق التبرع.
بالمقارنة بهذا تبدو مُرطِّبات بيكهام وديعةً للغاية، لأنها تستخدم دمها بدلاً من استخدام دماء الآخرين.
شاركت غوينيث بالترو «وهي ممثلة أمريكية» في سوق «استخدم دمك الخاص»، واستضافت أحد الأطباء على موقعها Goop، وشرح الطبيب شيئاً يُدعَى «الدم الذاتي»،
وهو عبارة عن: «حقن الدم الوريدي للشخص في عضلة مؤخرته مرة واحدة أسبوعياً لعددٍ من الأسابيع لتقليل مهاجمة الجهاز المناعي لنفسه، وتقوية المناعة وإزالة السموم».
علاجات مضادة لتقدُّم العمر
ربما ما تزال الفرصة للارتياب والتشكيك في العلاجات المضادة للتقدُّم في السن ذاتية التدمير هي ما نريده من المشاهير غير المنطقيين، قبل أن يحصدوا دماءنا.
فكِّر في البهجة التي أُضيفت لمختلف الأمم بالمحاولات المستميتة لسايمون كاول «مقدم برامج إنجليزي ومنتج تلفزيوني»، الذي يعود تاريخ اعتماده على البوتوكس لسنين طويلة،
لقد أنهى علاقته الغرامية مع متخصصة مستحضرات التجميل الخاصة به، وكانت مثالية للغاية.
فور ذهاب سر الشباب الدائم، انطلق كاول في رحلةِ بحثٍ شاقة، دونها وشارك في كتابتها الممثل الأمريكي، التي شارك فيها كاول أيضاً.
وقال فيها: «ذات مرة، اضطر كاول «لطرد امرأة نصف صماء كانت تزوره أسبوعياً لتُغطِّيه بالزيت، وتلفُّه بالسيلوفان وتدفعه إلى داخل أنبوب.
على وعدٍ بأن عدم الارتياح هذا الأشبه بالشلل وهذا الشعور بالحكة يضمنان له إزالة السموم وإمداد جسمه بالأكسجين»، لعبة عادلة بالنسبة لها.
تَمثَّل الهوس التالي لكاول في دفع 5 آلاف دولار من أجل علاج لمدة ساعة في «فقاعة». يقول باور: «حمل ثلاثة رجال الجهاز الغريب إلى غرفة نومه».
الجهاز كان من شأنه إزالة السموم، والحث على فقدان الوزن، وإطالة العمر. قال له كاول: «كرهت هذا الشيء».
اتضح أن «المعالج الألماني قضى الساعة كلها يستعرض أفكاره لبرامج تلفزيونية جديدة، والمريض الأسير مضطر لأن يسمع».