لمة صحافة: منار جولاني
“ما بتلبق الحنة إلا لايديكي … يا فاطمة زينة العرايس لمحمد اوديكي”
بهذه الكلمات التي تتردد على ألسنة السيدات في ليلة الحناء الخاصة بالعروس والتي تكون قبل عرسها بيوم واحد، بدأت فاطمة الزهراء شبير والبالغة 19 عاما من مدينة غزة بفكرتها بتصوير طقوس هذه الليلة الخاصة التي لا تنسى ولا تعاد فبدات بنقل عاداتهن وتقاليدهن لعدسة الكاميرا الخاصة بها لتشارك العالم اجمع بهذه المناسبة، ففازت بجائزة ناشيونال جيوغرافيك الدولية.
رغم الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة غزة والمعاناة والألم، كانت مشاهدة فاطمة للعديد من الأفلام الوثائقية وتواجدها في معارض للملابس التراثية هو بداية اكتشافها للتصوير الفوتوغرافي قبل أربعة أعوام، فجذبت الألوان والخيوط المطرزة عينيها لحب التوثيق.
وككل الأمهات كانت أمها الداعم الأكبر لها، فقالت شبير في حديث للمة صحافة: “أمي دعمتني ووضعتني على المسار الصحيح حيث احضرت لي كاميرا شبه احترافية وبدأت بالتجول في غزة، وكان أكثر ما يؤثر بي هي عيون الأطفال التي كانت تلتقطني والتقطتها في المخيمات”.
وأضافت: “تعلمت التصوير من المواقع الالكترونية وتابعت أساسيات التصوير وطبقتها على الواقع ورغم اختلاف دراستي الجامعية في موضوع إدارة الإعمال إلا أنني وجدت وقتا لتعلم التصوير وقادني شغف الصورة إلى أن استمر في هذا المجال”.
ناشيونال جيوغرافيك
نظمت قناة “ناشيونال جيوغرافيك ” مسابقة “لحظات” للتصوير الفوتوغرافي عن فئة “التصوير الوثائقي ” والتي شاركت بها شبير بعد أربع سنوات من المراقبة، فقالت: “إن الاشتراك بهذه المسابقة كان حلمي حيث كنت أتابع هذه المسابقة لمدة أربع سنوات إلى أن شاركت بها فعليا وكان ذلك جزء من حلمي بدأ يتحقق “.
وكانت فكرة المسابقة لهذا العام هي المشاركة بصورتين أو ستة صور للتعبير عن حالة فرح أو احتفال شخصي أو عام وشعبي، لتجذب بها المشاهدين وتبعث الفرحة والسرور في قلوبهم فاختارت شبير ليلة الحناء، وأشارت إلى أن ليلة الحناء هي تقليد بدأ بالاندثار من طقوس أفراحنا التي اتجهت الى منحى حديث وعصري، لذلك أردت أن أسلط الضوء على هذه العادة على أمل أن يعود المجتمع اليها “.
“لم اصدق انني فزت في اول مسابقة دولية لي”، عبرت شبير عن سعادتها بالفوز بأول مسابقة دولية، وهي عبارة عن رحلة استكشافية الى كوبا مدتها 11 يوما مدفوعة التكاليف ومعدات خاصة بالتصوير بقيمة 7500$ من شريك قناة ناشيونال جيوغرافيك في التصوير الفوتوغرافي “نيكون”، والسفر إلى حفل توزيع الجوائز في الامارات العربية المتحدة.
وتقول شبير: “إن ليلة الحناء هو احتفال لتوديع حياة العزوبية والأهل والدخول إلى القفص الذهبي الذي هو مصير وفرحة كل فتاة “.
رحلة التصوير
واستطاعت شبير تحدي المعيقات الناجمة عن المجتمع المحافظ في قطاع غزة، ووجود عدد قليل فقط من الفتيات ممن يحترفن التصوير، وأفادت أنه: “رغم التعليقات السلبية التي اتلقاها في أزقة المخيمات مثل “يا عيب بنت عم بتصور” “وليش بتصورينا”، إلى أنني أصر على تحضير كاميرتي والانطلاق بحثاً عن صورة جميلة”.
وتبحث شبير عن لحظات فرح توثقها رغم الألم الكبير المنتشر في قطاع غزة وتقول: “بما أن لحظات الفرح في غزة قليلة ويتأثر الناس بالوضع السياسي سلبا إلا أنه هنا يكمن دورنا في نشر الفرح والسرور لأطفالنا وعائلاتنا بشتى الطرق”.
وأضافت: “طموحي أن أصبح مصورة صحفية للأحداث السياسية والأحوال الصعبة في غزة إلا ان جانب الفرح سيأخذ الحيز الاكبر في موهبتي وعملي ومستقبلي”.