مشاركتهم في المهمة إذا لزم الأمر: في أحيانٍ كثيرة، نطلب من أطفالنا أمراً قد يكون من الصعب عليهم تنفيذه، أو ربما يشعرون بالملل وليسوا متحفزين لذلك. لذا، في مثل هذه الأحوال من الأفضل أن نجعل الأمر لعبةً مرحة أو أن نشاركهم فيه. هل تكرهين ترتيب مكعبات البناء الصغيرة المتناثرة في أرجاء الغرفة؟! وأنا أيضاً! لكن أحياناً لا يكفي أن أطلب من صغيرتي أن ترتبها وحدها، بل هي تحب أن أكون معها في ذلك، لكنني أصمم على أن تقوم هي بمعظم المهمة على الأقل، فأمسك بعلبة المكعبات وأقول لها: “هيا أطعميني! أنا جائعة!” فتشعر بالحماس وتبدأ بملئها بينما أنا أصدر أصواتاً “هم نم نم!” حين تضع المكعبات، فتضحك وتكمل في انتظار الأصوات الجديدة، وحين تنتهي تقول لها “العلبة”: “شكراً لكِ! لقد شبعتُ الآن!”
التبعات المترتبة على عدم تنفيذ الطلب: حسناً، ماذا لو كانت الطلبات واقعية وعرضتِ على طفلك مشاركتها، لكنه تهرّب بدل القيام بها؟ لا بد هنا من تبعات صغيرة قصيرة الأمد: “لن أعطيك العصير إلا حين تعيد كتبك إلى مكانها.” قد يتأخر الطفل أو يؤجل المهمة، لكن طالما أن المهمة تحتمل الانتظار فلا بأس، فالمهم أن يدرك أن ما يفعله لن يمر.
حين تضعين حدوداً، من الضروري أن تلتزم بها الأسرة بكاملها: فإن كنت تصرين على طفلكِ أن يلتزم بوقت الاستحمام بينما يستطيع أخوه أن يرفض الاستحمام دون أي مشكلة، فأنتِ هنا، بالنسبة إلى طفلك، تفرقين بينهما في المعاملة. كذلك الأمر بالنسبة إلى الترتيب والمساعدة في المنزل مثلاً، فإن كانت الابنة مطالبة بالترتيب بينما الولد ليس كذلك، فأنتِ تعلمين ابنكِ أن هنالك من سيتولى مسؤولية أفعاله عنه، بينما ابنتكِ ستشعر بالظلم وربما يزيد تهربها من المساعدة بسبب التمييز بينها وبين أخيها. حتى الكبار يجب أن يلتزموا ببعض القواعد التي تنطبق على كل الأسرة؛ مثل عدم استخدام الإلكترونيات في وقت الطعام أو خلال ساعات معينة.