لم يمرّ خبر وفاة المتسوّلة اللبنانية فاطمة محمد عثمان مرور الكرام على اللبنانيين ، إذ ضج الشارع الللبناني ووسائل التواصل الاجتماعي ليس بخبر الوفاة بل بقيمة الثروة التي تركتها المتسوّلة في المصارف والتي تقدّر بـ 1.7 مليار ليرة لبنانية أي ما يعادل حوالي مليون ومئة ألف دولار ، بالإضافة إلى 5 ملايين ليرة لبنانية أي ما يعادل حوالي 3 آلاف و300 دولار كانت موجودة معها في السيارة حيث تعيش وتنام، وهي موضبة داخل أكياس جمعتها من حسنات الخيّرين والمتعاطفين معها.
في التفاصيل أن فاطمة محمد عثمان ( مواليد عام 1965) من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحمل بطاقة تشير إلى هذا الأمر، توفيت نتيجة أزمة قلبية أًصابتها داخل أنقاض سيارة غير صالحة للسير، كانت تتخذ منها مسكناً لها في منطقة البربير الأوزاعي بالقرب من ثكنة الجيش في المنطقة،وهي كانت في الصباح قصدت إحدى مستشفيات العاصمة لأنها شعرت بأن صحتها ليست بخير ولكنها لم تبقَ فيها سوى بضع دقائق متذرّعة بأن لا مال معها حتى تتعالج، فأصرّت على الخروج منها وعادت إلى مكانها الذي تجلس فيه للتسوّل منذ عام 1982.
الخبر الصاعق الذي نزل على اللبنانيين فهو أن المتسوّلة من أصحاب الثروات وكانت تأكل وتشرب من الحسنات التي يقدّمها إليها المارة، ووجد بحوزتها 3 دفاتر مصرفية تحتوي على حساب بقيمة مليار وسبعماية مليون ليرة.
حتى هذه اللحظة، لا أحد يعلم ملابسات رفض فاطمة عثمان العيش ضمن عائلتها في بلدتها عين الذهب في عكار (الشمال) ولكنها تركت لهم إرثاُ لم يحلموا بجمعه يوماً! عاشت حياة معدمة وبائسة، ولكنها أورثت عائلتها الف ثروة لم تكن تحلم بها يوماً، جمعتها فاطمة من التسوّل على مدى أعوام.
هذا وقد تناقلت الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن جثمان فاطمة قد دفن في بلدتها ومسقط رأسها، وبأن عائلتها التي تتألف من والدتها و 5 شقيقات وشقيقين، جميعهم متزوجون، تسعى إلى تكليف محامٍ لمتابعة دعوى حصر إرث لتبيان كامل ثروة فاطمة، كما تذكر المعلومات أن هذه العائلة فقيرة جداً ، وأن فاطمة زارت مؤخراً بلدتها للاطمئنان إلى عائلتها ولكنها لم تمكث طويلاً بل عادت إلى مكان إقامتها في محلّة البربير.
بالطبع، فوجئت عائلة فاطمة بوفاتها، ولكن المفاجأة الكبيرة كانت الثروة التي تركتها وراءها فاطمة التي كانت تظهر منذ سنوات طويلة بمظهر المعدمة والفقيرة ،والكل في محيطها لم يكن على علم بحجم ثروتها.
وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن آخر صورة لفاطمة كانت في اللقطة الشهيرة لأحد عناصر الجيش اللبناني وهو يسقيها الماء، وهذه الصورة كانت سبباً لترقيته وتهنئته من قيادة الجيش على إنسانيته وصدق مشاعره تجاه المتسوّلين.