مع قدوم شهر رمضان بالمزامنة مع توقيت اختبارات نهاية العام في العديد من الدول العربية والإسلامية قد يُصاب الكثير من الطلبة بالارتباك والقلق؛ عندما يتعلق الأمر بكيفية الدراسة، وأداء الاختبارات في أثناء الصيام.
وعلى الرغم من أن الأمر يبدو صعباً عند تخيله بالنسبة للكثيرين؛ فإن التنظيم الجيد وتطبيق النصائح التي سوف تتعرف إليها من خلال التقرير التالي سوف تسهل عليك المهمة، وستساعدك على الجمع وتحقيق التوازن ما بين الدراسة والصيام.
1- تناول الطعام بذكاء
في شهر رمضان يجب أن تكون ذكياً على صعيد جميع المجالات، بما في ذلك الطعام بكل تأكيد؛ فخلال شهر رمضان تنحصر الوجبات الرئيسية في اثنتين فقط؛ وهو ما قد يتسبب بالمشاكل إذا تم اختيار الأنواع الخاطئة من الطعام، خصوصاً في فترة الامتحانات.
فعلى سبيل المثال الصيام لساعات طويلة خلال أجواء حارة يتطلب بشدة أن تكون وجبة الإفطار بعيدة كل البعد عن أي أطعمة أو مأكولات مقلية وسكريات ومشروبات غازية.
فعلى المستوى العقلي والبدني تسبب نسبة السكريات الكبيرة التي تشتهر بها الحلوى الرمضانية بالخمول الجسدي والتقليل من القدرات العقلية والذهنية والوظائف المعرفية للإنسان، وذلك بحسب بحث نشرته جامعة أوتاغو في نيوزيلندا.
وينطبق الأمر نفسه على الوجبات المقلية التي يجب عدم تناولها طوال فترة الامتحانات، والتي تقلل من القدرات الإدراكية والاستيعابية وتعزز الشعور بالكسل.
لذلك وبعد ساعات طويلة من الصيام وخلال فترة الاختبارات يجب أن يتغير روتين تناول الطعام؛ ليصبح أكثر صحة وذكاء، وذلك بالتركيز على شرب السوائل طوال ساعات الإفطار، وبخاصة المياه؛ لمد العقل والجسد بما يحتويه من أعضاء حيوية بالترطيب والانتعاش والتأثير إيجابياً على رفع كفاءة الوظائف الاستيعابية والمعرفية.
وبجانب السوائل، تناول التمر والفواكه، بالإضافة إلى الخضراوات واللحوم البيضاء المطهية، أو الأسماك غير المقلية؛ أفضل الخيارات الخاصة بوجبة الإفطار الرمضانية خلال فترة الاختبارات.
2- الروتين الدراسي
نظراً لأن روتينك اليومي على الأصعدة كافة يتغير خلال شهر رمضان فإن طريقة الدراسة والمراجعة للاختبارات سوف تختلف بكل تأكيد.
فالدراسة والقدرة العقلية على جمع المعلومات سوف تكون مثالية للغاية خلال الفترة الزمنية التي تنحصر ما بعد وجبة الإفطار حتى الساعة الـ10 مساء.
وإذا كانت تلك الفترة لا تناسب روتينك اليومي فيمكنك الدراسة خلال ساعات الفترة الثانية التي تبدأ بعد الفجر مباشرةً أي بعد تناول وجبة السحور حتى الساعة الـ5 صباحاً؛ فالعقل والجسد خلال تلك الفترة لا يشعران بالتعب أو الحاجة إلى المياه والسوائل بسبب تناول وجبة السحور منذ فترة زمنية قصيرة.
ولعل من أهم الأمور التي يجب على الطلبة الانتباه لها خلال الدراسة هي البدء بالأجزاء الصعبة من المناهج الدراسية أولاً وليس الأجزاء السهلة؛ وذلك بسبب استغلال النشاط والحيوية التي يتمتع بها الطالب خلال الفترة الأولى من البدء في الاستذكار، بجانب ترك الأجزاء السهلة للأوقات التي تبدأ فيها معدلات الإرهاق والتعب وانخفاض القدرات العقلية والمعرفية تظهر على الطالب.
3- فترات راحة فعالة
يجب على الطالب معرفة كيف يتحكم في طاقته المحدودة في أثناء شهر رمضان خصوصاً خلال فترة الاختبارات؛ لذلك عند بدء استذكار الدروس، خصوصاً في أثناء الصيام، يجب الحرص -مع عدم المبالغة- على أخذ فترات قصيرة من الراحة.
يقوم خلالها الطالب بالجلوس بعيداً عن المكتب أو مكان المذاكرة مع فرد الساقين والابتعاد تماماً عن استخدام الهاتف أو جهاز الكمبيوتر أو حتى مشاهدة التلفزيون؛ وذلك حتى لا يتشتت العقل وتستنزف قواه وقدراته على التركيز.
ولعل من أهم الأمور التي تمنحها دقائق الراحة خلال فترات المذاكرة هي المساهمة بفاعلية في عدم شعور الطالب بالملل أو الضجر أو التعب عبر منح العقل بعض اللحظات الهادئة من الصمت.
4- الدراسة الجماعية
على الرغم من أن البعض لا يستطيع التركيز عند الدراسة مع الأصدقاء بسبب الأحاديث الجانبية وغياب عنصر التركيز والجدية؛ فإن اختيار الطالب لزملاء أو أصدقاء يستطيعون الفصل ما بين الجد واللهو له مفعول واُثر غاية في القوة والإيجابية في التغلب على مشكلة الإرهاق الناجم عن الدراسة في أثناء الصيام.
فالتحفيز والمشاركة بين الأصدقاء يقومان بعملية تمويه وخداع للعقل، ويجعلانه لا يفكر بالتعب أو الإرهاق بشكل قوي؛ وهو ما سيجعل الطالب يشعر بإرهاق أقل.
كما أن أخذ بعض الفترات من الراحة مع الأصدقاء للصلاة وتبادل بعض الأحاديث الجانبية سوف يخلق جواً مريحاً ورائعاً للدراسة دون شك.