أكدت الأخصائية النفسية ميس السمهوري أن الأردنيين باتوا يقدرون دور الطبيب و الأخصائي النفسي.
ورأت السمهوري في حوار مع “أنتِ لها” بأن الوصمة الاجتماعية اتجاه المرض أو المريض النفسي بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا وأن بعض العمانيين يتوجهون للعلاج باسم مستعار.
– باختصار من تكون ميس السمهوري؟
أخصائية نفسية اكلينيكيه.
ابنة.. زوجة .. أم ..صديقة و محبة للوطن و الإنسان و من ثم أخصائية نفسيه .. درست علم النفس شغفا حقيقيا..
– ما هو السر او السبب في دخول الاخصائية ميس , في علم النفس , هل كان رغبه و حب لهذا التخصص ام انه كان كحال الكثير حين تغلق جميع التخصصات و لا يبقى امامك الا هذا التخصص ؟
كنت ادرس في تخصص علم أصول الإنسان (انثروبولوجيا، anthropology)، و في السنة الثالثة في الفصل الأخير سجلت بمادة حرة في كلية التربية و كانت ( مقدمة في علم النفس العام) أصابني الذهول.. و كأنني وجدت جزءا مما يشكل كياني الكامل… بعد ذلك عزمت على دراسة البكالوريوس في علم النفس في الجامعه الأردنية و أحببته أكثر..
أنجبت طفلتي الأولى و بعدها تدربت في مركز الملكة رانيا للأسرة و الطفل ببرنامج الخط الساخن، بعدها عملت في مجال منظمات المجتمع التي تعنى بأمور اللجوء و عملت مع متضررين الحروب من نساء و أطفال و رجال و رأيت مالا يمكن تصديقه من تعذيب و فقدان و طفولة مهانة ضائعة إلى امومة معتصرة القلب إلى رجال أصابهم الكبت و الغضب و قطعت سبل الحياة أمامهم و خنق الصوت تحت مسمى اللجوء.. عملت معهم بالمجال النفسي كأخصائية علاج نفسي، ثم استلمت منصب مساعد مدير المشروع النفسي في جمعية المستقبل الزاهر في عمان .
ثم بدأت بتطوير قدراتي العلاجية من خلال التعرض للعديد من التدريبات المتخصصة في المجالات النفسيه و التحقت ببرنامج ماجستير علم النفس العيادي في جامعه عمان الأهلية و أثناء دراستي للماجستير رزقت يابنتي الثانية و حصلت على عدة شهادات تدريبيه في مجال العلاج النفسي و بدأت بأعطاء تدريبات للطلاب بأجور رمزية جدا يذهب ريعها لضحايا الحروب و دعم المشاريع النفسية التي تقدم علاج نفسي مجاني، حاليا اعمل مع عيادة الطب النفسي و الإدمان للدكتور هاشم الفاخوري كأخصائي تقييم و تشخيص و علاج نفسي، احمل شهادات في العلاج المعرفي السلوكي و العلاج بتقنية الحرية العاطفية و العلاج باللعب و الدراما النفسية العلاج النفسي بحركة العين الثنائية لعلاج الصدمات النفسية و علاج الاضطرابات الجنسية بجانب الإدمان و غيرها..
– الاخصائية ميس , تملك سيرة ذاتيه مليئه بالانجازات الكبيره حقيقة و التي تدعوا للفخر فعلا .فماذا تطمح لتضيف ايضا لتلك السيرة الذاتيه؟
طموحي بسيط جدا هنا.. و هو أن تصبح زيارة الأخصائي النفسي و الطبيب من الأمور الأساسية في حياة الإنسان و ان لا ينظر لها بأنها ضرب من ضروب الإخفاق النفسي و ان تصبح ضمن ثقافة مجتمعاتنا و ان تكون متاحة للجميع..
و على الصعيد العلمي فأنا مصممة على أن أحصل على شهادة دكتوراة في مجال علم النفس الإكلينيكي لاحقاً و ابدأ بالتدريس بالجامعات حيث أن العمل العيادي مع المراجعين يعد من الأمور الجميلة جدا لكن لا أنكر صعوبتها.
– كيف ترتب الاستشارية ميس وقتها في خضم كل هذه المسؤوليات؟
جدولي اليومي حافل.. في الصباح اتواجد بالعيادة و بعد العصر اتفرغ لأمومتي و أحاول استجماع ما تبقى من طاقة نفسية للقليل من الاجتماعيات و التواصل الاجتماعي الذي من شأنه أن يخفف عني عبء العمل لأعود مجددا لممارسة نوع من تمارين الاسترخاء النفسي قبل النوم
– يخلط الكثير من الناس بين الطبيب النفسي، والمحلل النفسي، والأخصائي النفسي، فما هو الفرق بين الاختصاصات الثلاثة؟
من أكثر الأمور التي يخلط بها الناس هي الفروقات بين الأخصائي النفسي و بين الطبيب النفسي.. و سأقوم بشرح بسيط هنا لعله يسهم في التثقيف النفسي للقراء الأعزاء :
الطبيب النفسي يعتمد في تشخيصه على الأعراض القائمة أمامه عصبية جسدية و نفسية , و العلاج الأساسي لديه هو الأدوية و العقارات النفسية للسيطرة على الأعراض بعد الكشف عنها جميعها و يطور خطة علاج دوائية و يتابع المراجع حتى تستقر حالته.
أما الأخصائي النفسي فيعتمد في تشخيصه على الأعراض القائمة أمامه , و على المقاييس النفسية و الإختبارات , و على تَتَبُع مراحل العمر للمريض لمعرفة الأسباب الأساسية للمرض و علاجها نفسيا, و على عمل خطة علاجية نفسية , و يتابع الأخصائي مع المريض حتى يجهزه للاعتماد على نفسه.
و هنا يكون جديرا بالذكر أن عدد لا بأس به من الحالات تتم متابعتها من قبل الأخصائي النفسي و الطبيب النفسي في نفس فترة العلاج و ان هناك حالات لا تحتاج إلى الطبيب و الدواء مطلقا كما أن هناك حالات لا تحتاج الاخصائي و تحتاج الدواء و الطبيب فقط.. و هذا الأمر يقرره الطبيب او الأخصائي بعد فحص الحالة و التأكد من الأعراض و التاريخ و التشخيص.
– من خلال خدمتكم للمجتمع عن طريق قنوات متعددة , كيف ترون عمان من الناحية النفسيه ؟ وما مدى تقبل العمانيين لفكرة الاستشاري النفسي ؟
أود ان أؤكد من هذه المنصة الاعلاميه أن العمانيين باتوا يقدرون دور الطبيب و الأخصائي النفسي و بأن الوصمة الاجتماعية اتجاه المرض أو المريض النفسي بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا وذلك نلمسه بشكل كبير عندما نسأل بعض المراجعين السؤال التالي :من وين سمعت عنا؟ أو مين قلك عنا؟
نجد أن أغلبهم يأتون للعيادة من خلال الأصدقاء و العائلة و توصياتهم و ذلك بحد ذاته يؤكد على أن وصمة العار اتجاه المراجع العيادات بدأت تختفي لأن الناس بدأت تتشارك خبراتها في المراجعه و العلاج..
وللانصاف في هذا المقام ما زال بعض العمانيين يتوجهون للعياده بأسم مستعار على سبيل المثال و يطلب أن لا يكون أي شخص في العياده غير العاملين فيها خوفا من (كلام الناس).
– كلمة اخيره لمحبات علم النفس من خلال “أنتِ لها” !
و اخيرا أود أن أتوجه لجميع المهتمين و المحبين لعلم النفس بجملة طالما كتبتها و رددتها في كل مكان أو زمان أتيحت لي الفرصة لنطقها وهي الاضطراب النفسي مو عيب .. ولا جنان.. و مافي حدا معصوم منه .. المتعلم و الأمي .. المتدين و غيره .. الفقير و الغني.. الانثى و الذكر.. الطفل و المراهق.. لا تحكم على الناس لعلك تكون في مكانهم يوما ما ..ولا تستهزء بهم .. لعل القدر يخبئ لك ما لا طاقة لك به و ما لا تستطيع احتماله، ارحمو من فى الارض..