الأحد, يونيو 1, 2025
24 °c
Jerusalem
22 ° Tue
21 ° Wed
23 ° Thu
26 ° Fri
26 ° Sat
أنتِ لها
Advertisement Banner
  • ميديا

    Trending Tags

    • رياديات

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      Trending Tags

      • تجربتي

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

      • صحتكِ
        فوائد تمارين الاطالة

        فوائد تمارين الاطالة

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

      • مطبخكِ
        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        تكمن فكرة مطبخ حرف G في توفير مساحة للدخول والخروج

        أحدث تصاميم ديكورات المطابخ

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

      • إطلالتكِ
        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        نصائح لبشرة صافية

        نصائح لبشرة صافية

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        Trending Tags

        • منوعات
          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

        • فرصتكِ
          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

        • حياتي شوب
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        أنتِ لها
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج

        أردنيات عالقات في الضفة الغربية

        عيد ميلاد آخر قضته هنا، في رام الله، هذا معناه أن عامًا آخر قد مرّ من دون أن تُحلّ قضيتها، وقضية الآلاف غيرها. خلال الأعوام الماضية، تركت آلافُ النساء مكان نشأتهنّ في الأردن، واتجهن رفقة أزواجهنّ الفلسطينيّين، ودخلنَ فلسطين المحتلة بتأشيراتٍ مؤقتة. وبعد انتهاء مدّة التأشيرة، التي لا تتجاوز في العادة شهرًا واحدًا، لم يكن لديهنّ خيارٌ إلاّ مخالفةُ مدّة التأشيرة والبقاء مع أسرهنّ الجديدة.

        تقدّمت العائلات حينها بطلب «لمّ الشمل» عبر هيئة الشؤون المدنيّة التابعة للسلطة الفلسطينية. طلبٌ يُضاف، بحسب الهيئة، إلى أكثر من أربعةِ آلاف طلبٍ مكدّس، تقدّم بمعظمها فلسطينيّون بالنيابة عن زوجاتهم الأردنيّات، أو الفلسطينيات اللواتي يحملن وثائق أردنية ولا يحملن ما يدل على كونهن فلسطينيات، ليتمكنّ من العيش في فلسطين بصورةٍ «قانونيّة». هذه الطلبات المكدّسة جمّدها الاحتلال الإسرائيليّ بعد الانتفاضة الثانية، فأصبحت كلمة «مُخالِفة» كفيلةً بشرحِ جزء مهم من قصص حياتهنّ.

        «النشميّات» في رام الله

        تفاجأت سمر، بأنّ زميلتها حينما كانت طالبة في الإعداديّة في مدينة عمّان «مخالِفة» مثلها حين صادفتها في مدينة رام الله. ثمّ قادتها صدفةٌ أخرى، سعيدة على نحوٍ ساخر، إلى خمسِ نساءٍ مخالفات، التقت بهنّ افتراضيًّا عبر تعليقاتٍ على صفحة فيسبوك اسمها «النشميّات». وهكذا أصبحنَ صديقات، يعتبرنَ هذه المجموعة الصغيرة دافعًا لمتابعة قضيّة لمّ الشمل، ومعرفة جوانبها القانونيّة، بعد أن كدنَ يستسلمن للأمر الواقع.

        كما اعتبرن هذه المجموعة فرصة لإحياء حياتهنّ الاجتماعيّة التي اضطررن لإعادة بنائها من الصفر بعد انتقالهن للعيش في فلسطين؛ فهؤلاء النساء لا تجمعهنّ اهتماماتٌ مشتركة بقدرِ ما يجمعهنّ همُّ تفهمنه كلّهنّ: «إحنا صداقتنا رحمة إلنا، لأنّا فاهمين وجع بعض». وعند سؤالهن عن الوضع بعد هذه السنوات من الغربة القسرية تشاركن في وصف فلسطين بأنّها أشبه بالسجن، المشكلة بحسبهن ليست المكان بحدّ ذاته، بل في أنّهنّ علقن فيه، وانعزلن عن كلّ ما تعلّقن به في الأردن.

        العائلة عن بُعد

        إذا فكّرت إحداهنّ بالسفر إلى الأردن، فلن يكون بإمكانها العودة إلى فلسطين، ولن يكون لأطفالها أيّ فرصةٍ بأن يكونوا «أردنيّين» ما دام القانون الأردنيّ لا يسمحُ للنساء بإعطاء الجنسيّة لأبنائهنّ، ويحدّ من إمكانية تحصيلهم إقامة طويلة الأجل. وإذا بقينَ في فلسطين، فهذا يعني فراق عائلاتهنّ في الأردن، والعيش بقلق خلف أبوابٍ مُوارَبة.

        تقول سمر إنّها وصلت إلى حدّ كراهية التحدّث عبر الهاتف مع عائلتها في الأردن، فمكالمات الفيديو لا تُشعرها إلّا برغبةٍ يائسة في كسر شاشة الهاتف حتى تكون معهم. تتفحّصُ صورَ أقاربها بعناية لتراقبَ ما تغيّر في ملامحهم عن آخر صورةٍ وصلتها، فتلحظُ تجعيدًا جديدًا في وجه أمّها، وتدرك أنّ أختها الصغرى لم تعد طفلة.

        لقد تغيّرت هي الأخرى خلال السنوات السبعة الماضية، وأصبحتْ أمًّا لثلاثةِ أطفالٍ أنجبتهم جميعًا بعيدًا عن والدتها، وهو ما يزيد من شعورها بالغربة.

        حين توفيَّ والدُ سمر في نيسان الماضي، لم تصدّق الخبر، إلى أن ألقتْ نظرة الوداع على وجهه عبر كاميرا الهاتف، ووصلها بعد أيّامٍ آخر قميصٍ قطنيّ ارتداه: «ريحته فيه، وما غسَلته».

        خلال السنوات التي قضتها سمر في فلسطين، استطاعت عائلتها أن تزورها مرّتيْن، بتأشيرةٍ سياحيّة لأسبوعٍ واحد، يُخصم منه يوم الوصول ويوم الرحيل. تصف سمر مشاعرها خلال تلك الزيارات: «من أول ثانية بستقبلهم فيها، ببدأ أفكر بلحظة الوداع، ولا مرّة كنت أشبع منهم».

        لا يحقّ لحملةِ الجوازات الأردنيّة أن يتقدّموا بطلبٍ لتأشيرةٍ ثانية إلّا بعد مرور ستّة شهورٍ من حصولهم على الأولى، ولا يضمن ذلك نجاحهم في استصدارها، إذ يستطيع الاحتلال رفضها دون تقديم أيّ مبررات.

        قضتْ أسيل نفسَ المدّةِ التي قضتها صديقتها سمر في رام الله، بعد زواجها من فلسطينيّ. في لحظةٍ ما، راودتهما الفكرة نفسها بأنْ تتركا كلّ شيء وتعودا إلى عمّان، لكسبِ دقيقةٍ واحدةٍ مع أحبّائهما. عام 2012، بعد إنجاب أسيل طفلها الأوّل بأقلّ من شهر، فقدتْ أخاها وقد كان شابًّا في التاسعة عشر من عمره. حاولتْ حينها الوصول إلى عمّان عبر تهريبها في سيّارة إسعاف، لكنّها أدركتْ أن رحيلها لن يسمح لها بالعودة مجددًا إلى الضفة الغربيّة: «لو أقدر بس أشوفه مرّة أخيرة وأرجع».

        الخوفُ من أن تفوتهنّ الحياة حقيقيّ جدًا، تعبّر عنه سمر بقولها: «مع السنين بتبيّن صعوبة هذا الوضع، أهلك بيكبروا، الناس بتموت، تتم فرحة ونجاح وعرس، بس إنتِ دايمًا غايبة».

        أيّ لمّ شمل؟

        أن تتنقّل دون بطاقة هويّة أمرٌ صعبٌ بحدّ ذاته، فما بالك في فلسطين؟ ابتكرت «النشميّات» استراتيجيّاتٍ لتجنّب التفتيش على حواجز الاحتلال العسكريّة في مدن فلسطين وقراها. من بينها أن يتجنّبنَ الخروجَ من مركز المدينة أصلًا، يعني أن يبقيْن حبيساتٍ وسطَ رام الله، وأنْ يتظاهرنَ بالنوم كلّما مررنَ بالسيّارةِ على حاجز، أو ينشغلنَ بتهدئةِ طفلهنّ الذي بكى في الوقت المناسب، وحين يُسألن، يقلن: «نسيت الهويّة»، على أمل ألّا يشكّ الجنديّ بقولهنّ. المسألة ببساطة مسألة حظّ، واحتلال استعماريّ استيطانيّ طبعًا.

        تنطبق تسمية لمّ الشمل على عدّة معاملات؛ أولًا تلك التي يحتاجها زوجان مقيمان في «الأراضي الفلسطينيّة»، وكلاهما يحملان هويّة فلسطينيّة، لكن أحدهما من غزّة والآخر من الضفة الغربيّة. وهناك لمّ شملٍ آخر، لزوجيْن أحدهما من حَمَلة الهويّة الإسرائيليّة أو المقدسيّة والآخر من حَمَلة الهويّة الفلسطينيّة. ونوع آخر يُعنى به الفلسطينيّون المتزوجون بأشخاصٍ من حملةِ جوازاتٍ عربيّة أو أجنبيّة.

        يحتكر الاحتلال السيطرة على السجل المدنيّ للفلسطينيّين، وبالتالي إصدار بطاقات تعريفيّة بهم، ومنح حَمَلة الجوازات الأجنبيّة منهم تأشيرات زيارةٍ لفلسطين. وبعد اندلاعِ الانتفاضة الثانية، تحديدًا مع نهايةِ أيلول عام 2000، جمّد الاحتلال الإسرائيليّ المعاملاتِ المُطالبة بلم شمل الفلسطينيّين مع أفراد عائلاتهم المقيمين في الخارج، والتي تقدّر هيئة الشؤون المدنيّة عددها بـ40 ألف طلب.

        ادّعى الاحتلالُ حينئذ عدم استلامه تلك المعاملات ملقيًا اللومَ على السلطة الفلسطينيّة، ومدعيًا أنّها فشلت في تبليغه بالطلبات. منذ ذلك الوقت مُنحت مئات الإقامات بشكل استثنائيّ لعائلاتٍ فلسطينيّة، لكنّ سياسة الاحتلال تجاه هذه القضيّة غير متسقة ومتغيّرة باستمرار، كما أنها لا تقدّم أسبابًا للرفض أو القبول.

        في العام 2009، صرّح رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، حسين الشيخ، لوكالة «فلسطين اليوم الإخباريّة» بأنّ ملفّ لم الشمل الداخلي سينتهي قريبًا. مرّت حوالي عشر سنواتٍ ولم ينته الملف، بل ازداد تعقيدًا. حين تواصلت حبر مع مهند عناتي، مدير عام إدارة تسجيل السكان في الهيئة، كان تصريحه مقتضبًا: «لا جديد». لكن الهيئة أكّدت مرارًا، عبر منشوراتٍ على صفحتها في فيسبوك، أنّ هذا الملفّ من أولويّاتها، ولكنّه معلّق من قبل «الجانب الإسرائيليّ».

        الدخول

        بتأشيرات سياحيّة، بحجّة السياحة الدينيّة، أو بإدراج أسمائهنّ في قائمةِ مشاركين في مؤتمر ما، أو فرقةٍ للدبكة الشعبيّة، كلّها طرقٌ تعتمدُها النساءُ للدخول إلى فلسطين للّحاق بأزواجهنّ.

        ليست كلّ هذه الطرق مجانيّة بالضرورة، فقد دفعت فادية 12 ألف دولار من أجل الدخول إلى فلسطين في المرّة الأولى، تقاضاها محامٍ إسرائيليّ مقابل تسهيله استصدار تأشيرة. دخلتْ يومها مع ستّ نساءٍ أخريات، أغلبهنّ متزوجات من فلسطينيّين ولديهنّ أطفال، أوصاهنّ المحامي الإسرائيليّ بالوصول إلى جسر الملك حسين في يومٍ وساعةٍ محدديْن، للتعاملِ مع موظّفين معيّنين متعاونين معه، وبالفعل كان هناك من ينتظرهنّ ومعه سبع تأشيراتٍ مؤقتة للدخول.

        يقول المحامي هيثم خطيب إنّ الاحتلال طرحَ بعض التسهيلات لزيارة الأجانب إلى فلسطين، لكنّه لم يعنِ استفادة العرب منها. هناك ثلاث طرقٍ لدخول الضفة الغربيّة: الأولى عبر تصريح زيارةٍ عن طريق السلطة الفلسطينيّة، متاح نظريًّا للدول حتى وإن لم يكن لها علاقة دبلوماسيّة مع الاحتلال.

        الطريقة الثانية هي الحصول على تأشيرة دخول إلى «إسرائيل»، قد تصل مدّتها إلى عاميْن قابلة للتجديد، والطريقة الثالثة هي تأشيرة للدخول إلى الضفّة عبر «إسرائيل» للدول التي لديها علاقات دبلوماسيّة مع الاحتلال فقط، ما عدا 11 دولة، منها الأردن. لذا فإنّ امتياز تمديد التأشيرة غير متاح للأردنيّين مثلما هو متاح للأوروبيّين مثلًا.

        لا يعني ذلك أنّ زواج الفلسطينيّين من حملة الجوازات غير العربيّة أقل صعوبة، فقد أعاق الاحتلال مؤخرًا، وبشكلٍ متزايد، تجديدَ العديد من تأشيرات الإقامة للأجانب، واضعًا الكثيرَ من الأسر في مواجهةِ احتمالاتٍ بترحيل أفرادها، وتشتيتهم، ما دعا إلى انطلاقِ حملاتٍ حقوقيّة فلسطينيّة وعالميّة لضمان الحقّ في الدخول إلى فلسطين، للأزواج والناشطين والأكاديميّين.

        الاحتيال على الأمل

        أحدث المُنْضمّات إلى مجموعةِ النشميّات، منال، قرّرت أنْ تبحث عن حلٍّ غير الانتظار، فتواصلت مع محامٍ وعدَها بإمكانية استصدار بطاقة هويّة عن طريق المحاكم الإسرائيليّة، وطلب منها 5000 دولار في المقابل. ولولا استشارتها صديقاتها، لما علمت عن الآلاف التي دفعنها مقابل وعدٍ كاذب بحلّ قضيّة مجمّدة بقرارٍ سياسيّ. ليس من الصعب إيجاد هذا النوع من المحامين، فهم يراسلون النساء بأنفسهم ويبحثون عنهم باستمرار. يطلبون المبالغ على قسطيْن، واحد قبل البدء بالمعاملة، والثاني بعد أن يختفوا دون أثر.

        تتعلّقُ الأسرُ الفلسطينيّة بأيّ بادرة أمل، وتمضي الأسر أعوامها رهنًا لأي خبر جديد، قّلما يزيدُ فحواه على كلمتيْن: «الملفّ مجمّد». آخر الأخبار التي نُشرت على الفيسبوك بين أوساط المخالِفات كانت حول استصدار 117 هويّة لمّ شمل أواخر حزيران الماضي. تزامن هذا الخبر مع نشرِ شركة الأخبار الإسرائيلية (القناة الثانية سابقًا) خبرًا حول خلافٍ حادّ بين وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) نداف أرغمان، وذلك على خلفية طلب أرغمان للمصادقة على حوالي 100 حالة لم شمل، متجاوزًا ليبرمان.

        إثر ذلك الخبر دعت مجموعة من المقيمين في فلسطين لاعتصامٍ أمام مقر الرئاسة الفلسطينيّة في رام الله، احتجاجًا على كون الهويات التي شاع خبرُ إصدارها، قد منحت لأشخاص مقرّبين من السلطة، وبقرارٍ من الرئيس محمود عبّاس.

        تواصلت حبر مع إحدى منظِّمات الاعتصام، ديما زيادة، التي أكّدت إلغاء الاعتصام وعدم انعقاده، لأنّ المنظّمين علموا أنّ الاحتلال قد أوقف إصدار الهويات الـ117. من جانبها، نفت هيئة الشؤون المدنيّة هذا الخبر، وقالت إنّها مجرّد «إشاعات عارية عن الصحّة»، وأنه لم تكن هناك هويّات بالأساس حتى يتم إيقافها أو استصدارها، حسب التصريح.

        «كنت أفكر الموضوع رح يخلص بسنة كحد أقصى. حكولي مثل ما طلع التصريح، بتطلع الهوية. ما توقعت يمرق 7 سنين»، قالت سمر، وصديقاتها يومين برؤوسهنّ، يؤكّدن على خوضهنّ رحلةَ الأمل والخيبة ذاتها. حين حاولت والدة سمر أن تقدّم طلبًا لتصريح من أجل زيارة ابنتها خلال عيد الأضحى الماضي، أخبرها أحد موظفي هيئة الشوون المدنيّة أنّ عدد التصاريح التي تستطيعُ الهيئة تمريرها للجانب الإسرائيليّ محدود، وأولويّة استصدار تصاريح الزيارة، هي للـ«زوجات اللي بدهن يخالفن»، أي لنساءٍ أردنيَّات ينتظرنَ فرصةً لدخول فلسطين والاجتماع بأزواجهنّ، ما يعني أنّ الحكاية ذاتها ستتكرر مجددًا، وستضطر نساءٌ أخريات للّجوء للحلّ الوحيد ليلتئم شملهنّ وعائلاتهنّ، وسيعلقنَ في الضفّة الغربيّة المحتلّة.

        موقع حبر

        وسوم: الضفة الغربيةفتياتلم الشملنشميات
        شارك5غردأرسل

        ذات صلةمواضيع

        ميديا

        31 مايو، 2025

        شفا – فازت المحامية الفلسطينية منار المصري، ممثلة عن نقابة المحامين النظاميين الفلسطينيين، بالمركز الثالث في مسابقة المرافعات الدولية، التي...

        ميديا

        25 مايو، 2025

        أين التاء المربوطة؟ من كل ما يحدث.. بقلم الكاتبة لما عواد في كثيرٍ من الأحيان، تغيب التاء المربوطة عمّا يحدث...

        رياديات

        13 مايو، 2025

        قصص نجاح خلقت بالارادة والعمل بقلم سهير سلامة شابات .. نساء .. شبان.. جمعهم الطموح والنجاح لخلق موقعهم وابراز ذاتهم...

        الموضوع التالي

        لون غير متوقع سيشغل حيزًا في خزانة ملابسكِ هذا الخريف!

        أنتِ لها

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        تعرفي على انتِ لها

        • نبذة عن أنتِ لها
        • من نحن
        • فريق أنتِ لها
        • الهيئة الاستشارية العليا
        • لمشاركاتكم
        • اتصل بنا

        تابعينا

        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        • ميديا
        • رياديات
        • تجربتي
        • صحتكِ
        • مطبخكِ
        • إطلالتكِ
        • منوعات
        • فرصتكِ
        • حياتي شوب

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        Login to your account below

        Forgotten Password?

        Fill the forms bellow to register

        All fields are required. Log In

        Retrieve your password

        Please enter your username or email address to reset your password.

        Log In

        Add New Playlist