الديكور والألوان …. الطريق للراحة النفسية والهدوء
مهند الرابي
الديكور ليس مجرد وسيلة لإبراز جمال وأناقة المنزل، بل أثبتت الدراسات العلمية أنه يلعب دورا مهما من الناحية النفسية، فبواسطة الديكور، يمكن توفير عوامل كثيرة للراحة والهدوء والاسترخاء.
وقد أشار خبراء الديكور الداخلي أن اعتماد مخطط ألوان ناجح يعد الخطوة الأولى والأهم التي تسبق البدء بديكور المنزل.
ويعد اختيار الألوان بحد ذاته وتنسيقها التحدي الأهم الذي يواجه مصمم الديكور، فلا بد من مراعاة عوامل عديدة عند اختيار الألوان، منها الطابع العام الذي يتسم به المنزل وأوقات استخدام الحجرة، بالإضافة للتوافق بين ذلك وذوقك الخاص والألوان التي تناسبك.
إن تأثير الألوان على الأشخاص كبير جدا، وإذا نجحت في اختيار الألوان المناسبة تبعا للمساحات تنعم بالراحة في منزل الأحلام..
ومن المتعارف عليه علميا في الدراسات السيكولوجية للألوان أن لكل لونا تأثير فطري خاص يتأثر به الإنسان فهو قد يولد حالة نفسية يزيد أو ينقص منها سواء كانت تثير الفرح والسعادة أو الحزن، أو ذات تأثير عاطفي أو حالات أخرى.
ويختلف تأثير اللون حسب المادة والاستعمال، فالتأثير في ألوان الأقمشة سواء للملابس أو الأثاث يختلف لو كانت لألوان الحائط أو السيارات مثلا.
وقد يكون للألوان دلالات مختلفة أو متناقضة لدى الثقافات المختلفة، فمثلا الكثير من الشعوب والثقافات ترى في اللون الأبيض رمزا للطهارة والفرح بينما الأبيض في الصين يعد رمزا للحداد والحزن، بينما تتحد بعض الألوان في دلالاتها الثابتة لمعظم الشعوب، فالأزرق لون السماء يعطي احساس الاتساع والشعور اللامنتهي والعذوبة والصفاء، بينما اللون الأخضر يمثل جمال الطبيعة والخير والعطاء.
الألوان واستخداماتها
اللون الأخضر:
يتسم هذا اللون بالتوازن والتوافق والانسجام لذلك يقع بمنتصف ألوان الطيف وهو لون محايد بين الدفء والبرودة.
ويمثل اللون الأخضر التفاؤل والحيادية ويرمز للنعيم والجنة والنمو والحياة والنبل، كذلك هو لون الطبيعة وحرارة العاطفة ويخفف الضغوط النفسية.
ويستحضر هذا اللون في الذاكرة الأجواء الخارجية المبهجة المزينة بالزهور والأشجار والنباتات ولابد عند استخدامه من تنسيقه بألوان الطبيعة وتوزيع النباتات في أركان الحجرة.
اللون الأحمر:
يرمز هذا اللون للحرارة والدفء وتدفق العاطفة، ويحفز الروح الريادية والعاطفية، الجانب الجيد فيه أن له صفة الحيوية والهيام والاختراق العاطفي فهو لون القلوب والمشاعر.
إن هذا اللون يشد الانتباه لذلك يوضع بالأماكن التي تحتاج إلى جذب المشاهد وتوجيهه للتركيز على شيء ما ذي قيمة، ويعطي استخدامه في المفروشات والطلاء انطباع الرومانسية والحيوية ويشد الزائر للمكان.
اللون الأزرق:
هو رمز الشعور بالأمان والثقة، وهو رمز للسلام والصداقة والحكمة ولون التواصل والتخيل، ويعزز الطاقة الداخلية الممتلئة بالهدوء والسلام الداخلي.
ويضفي اللون الأزرق على المكان هالة من الهدوء والسكينة، والدرجات المثالية منه للأثاث والطلاء هي درجات ألوان السماء والبحر التي تناسب المساحات والحجر التي تود استخدامها للاسترخاء والتأمل وكذلك لحجرات النوم.
ويمتاز اللون الأزرق أيضا بالبرودة، لذلك يعد لونا عمليا في الغرف ذات الأجواء الحارة، ولهذا اللون تأثير نفسي قوي في تهدئة الأعصاب، وثبت أحيانا أن له تأثير على خفض ضغط الدم وتهدئة النفس، لذلك شاع استخدامه في غرف المرضى بالمستشفيات.
لون التركواز:
هو خليط من الأخضر والأزرق وهو لون مشع ذو بريق شبابي يعطي الإحساس بالتدفق والتواصل والتعبير، لذلك شاع استخدامه في غرف اليافعين وغرف المعيشة المحددة المساحة ولشقق الشباب.
اللون البرتقالي:
هو مزيج من اللون الأحمر والأصفر، ومرتبط بالدفء والحرارة والإثارة والمرح والشباب وهو من الألوان المشعة التي تعطي شعورا بالاتساع والرفاهية.
ويعد من ألوان التشويق والإبداع ولون دافئ وطموح، كما له القدرة على تحسين المزاج ورفع المعنويات، لذلك يستعمل في أماكن اللهو والترفيه الاجتماعي.
اللون الأرجواني:
هذا اللون الملكي الدافئ التي اشتهرت به قصور روما، يجب استخدامه بحرص وتنسيقه مع الألوان المناسبة، فهو مناسب لحجرات الاستقبال الفاخرة والتي يتميز أثاثها بالزخارف وتحف الزينة الثمينة.
اللون الزهري:
هو لون البراءة والهدوء ودفء الظلال، ويعطي الإحساس بالاهتمام والحنان والعطاء والحماية لذلك شاع استعماله في غرف الأطفال والأماكن المخصصة لهم.
مجلة رتال