فرح السمحان – صحافة اليرموك
تعتبر مهنة التعليق الرياضي من المهن التي تصنف تحت عنوان (السهل الممتنع)فعلى الرغم من متعتها ومرونتها الا انها تحتاج لممارسة ومتابعة وأن يتسم المعلق بمجموعة من السمات التي تجعل منه شخصا بارعا في التعليق الرياضي أبرزها الحرفية والمصداقية وعدم التحيز بيد أنه من الملاحظ انها قد اقتصرت على الرجال فقط من حيث العمل بها كمهنة اذ لم نرى بعد نساء يعملن في هذا المجال على الرغم من امتلاكهن الرغبة والموهبة التي تؤهلهن للعمل بها فأين يكمن السبب في ذلك ؟وهل من الممكن أن نشهد حالا مغايرا في هذا الصدد لاحقا؟
تخوف من النساء
وفي هذا السياق بين عضو الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية سميح المعلمي أن السبب في عدم تواجد نساء يعملن في مجال التعليق الرياضي يرجع الى أن هناك تخوف من النساء بالمجتمعات العربية يحول دون خوضهن التجربة فضلا على أن مهنة التعليق تتطلب صوت عالي وتفاعل مع الجمهور بطريقة ما وهذا ما لا يراه المجتمع مناسب للمرأة لتمارس هذه المهنة اضافة للعادات والتقاليد التي تدخل في هذا الاطار وبالتالي يسهم ذلك بشكل أو بآخر في الحد من وجود نساء في الوسط الرياضي خاصة بمجال التعليق.
موضحا انه لم يسبق له ان سمع عن اية شواهد حية لنساء يعملن كمعلقات لكنه حبذ هذه الفكرة قائلا “أن وجود معلقات رياضيات من شأنه توسيع الخوض في هذا المجال وبالتالي الرياضة بشكل عام”.
غياب النماذج
وتبعا لذلك اضاف أن مهنة التعليق الرياضي باتت مقتصرة على الرجال دون النساء نظرا لعدم وجود نماذج نسائية بارزة في هذا المجال وتابع المعلمي أن التعليق الرياضي مهنة يتخللها صعوبات وتتطلب أمور معينة قد لا تستطيع المرأة القيام بها حيث يجدن صعوبة في التأقلم معها وأن الثقة بالنفس تلعب دورا مهما في المساعدة على خوض هذه التجربة وأشار ان الموهبة وحدها لاتكفي للعمل في هذه المهنة بل تتطلب ايضا وجود ثقافة واطلاع بمجال الرياضة وتاريخها لأنه وفي بعض الاحيان قد تغطي الثقافة النقص الحاصل في الموهبة وبالتالي كلاهما يكمل الآخر.
أما عن صفات المعلق الرياضي الناجح سواء أكان رجل ام مرأة فبين المعلمي انها تتمثل في قدرة الشخص على اعطاء جو من الحماس والمتعة في المباراة اضافة لتميزه بالصوت الجهوري والشخصية المميزة كذلك سلامة اللفظ واللغة ايضا ان يكون ملما بالجانب الرياضي على نطاق واسع وهذا من الممكن ان يشترك فيه الرجل والمرأة على حد سواء .
ولفت المعلمي الى ان هناك طرق عديدة يمكن من خلاها تفعيل دور المرأة ودعم النساء الموهوبات في مجال التعليق الرياضي من خلال تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية متخصصة في ذلك وعمل مسابقات تشجع على ذلك كعمل برنامج تلفزيوني بعنوان أفضل معلقة وهكذا.
التعليق النسوي والرياضة النسوية …
مبينا أن ذلك سيبرز اكثر في حال وجد الاهتمام بالرياضة النسوية بشكل عام اذ ستتأثر تبعا لذلك وسيكون التناسب طرديا بين ازدهار الرياضة النسوية والتعليق النسوي وفي ضوء ذلك قال المعلق الرياضي حسين انور أنه لايشجع ممارسة النساء لهذه المهنة لأنها ستواجه العديد من الصعوبات وبالتالي لا تتلائم مع طبيعة المرأة هذا من جانب ومن جانب آخر بين ان هناك عوائق قد تعترض طريق النساء في هذا المجال والمتمثلة بشكل رئيس بالعادات والتقاليد لأن المجتمع العربي والاردني خاصة لايتقبل هذا الأمر ويعتبره غريب نوعا ما وصفة العيب تطغى عليه فضلا عن الاستهتار بقدرات المرأة في التعليق الرياضي.
مضيفا ان الموهبة تشكل ركيزة اساسية للعمل في هذا المجال فامتلاكها يعتبر بمثابة كرت عبور سواء للرجل او المرأة بيد أن وجود الثقافة ضروري فكلاهما يكمل الآخر والتسلح بالثقافة والاطلاع المتواصل على الجوانب الرياضية ينعكس على الجمهور ايضا ويبين مدى قدرات المعلق وامكانياته.
المشكلة تتعلق بالفتاة نفسها
وأضاف عوني فريج مدير الدائرة الرياضية في صحيفة الأنباط والأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الرياضية أن غياب العنصر النسوي عن التعليق الرياضي يتعلق بالدرجة الأولى بالفتاة نظرا لعدم الرغبة احيانا او عدم امتلاك الموهبة والمؤهلات التي تخولها للعمل في هذه المهنة وان وجدت الموهبة والتي تعتبر شرط رئيس في هذا المجال الى جانب المعرفة بشؤون الرياضة كافة فقد يعترضها صعوبات تتعلق بالمجتمع وعاداته موضحا أنه يمكن تجاوز تلك الصعوبات التي تواجه الفتاة في حال اتيحت لها الفرصة للعمل بحرية وراحة ودون قيود يفرضها حيث أن طبيعة هذا العمل تقتضي التأخر لساعات طويلة في الدوام وغيرها.
ملفتا انه يتوجب على الفتاة أن تتسلح بالخبرة والمعرفة بشؤون الرياضة عموما والرياضة التي ستتولى التعليق عليها على وجه الخصوص وذلك حتى تتجنب الاحراج وتكون مؤثرة ومقنعة.
وأشار فريج الى ان تواجد النساء على الساحة الرياضية في الأردن تمثل في بوجود مقدمات لبرامج رياضية وليس معلقات اذ ان هناك فرق مابين تقديم البرنامج الرياضي والتعليق على مباراة وذكر فريج ان هناك دول عربية مثل تونس والمغرب والسودان كان بها معلقات رياضيات عملن في التلفزيون والاذاعات الخاصة وتبعا لذلك بين مدى أهمية وجود فتيات في هذا المجال.
قائلا ان “الفتاة هي الأقرب لمعرفة نفسية اللاعب خاصة عندما تتولى التعليق على نشاط نسوي الى جانب مقدرتها على استقطاب العنصر النسوي لمتابعة الرياضة وحث الفتيات على ممارستها “.
الفرصة قائمة
وأوضح أن هناك فرصة لمن يرغبن بالعمل في هذا المجال في حال توافر دورات تدريبية متخصصة في التعليق الرياضي اضافة لقيام التليفزيون الرسمي والمحطات الخاصة بفتح المجال أمام الراغبات بالعمل في التعليق لاكسابهن الخبرة وتنمية موهبتهن حيث انه وبدون ذلك لايمكن للأنثى ان تتطرق لهذا المجال فهي يحاجة لتوجيه ومعرفة وقبل ذلك الموهبة بالمقام الأول وقالت الإعلامية الرياضية هبة الصباغ فيما يختص بالتعليق الرياضي للإعلاميات انه متاح في الأردن ولايوجد عوائق تمنع ممارسته اذ لايوجد فرق بين ذكر وأنثى وأضافت ان الإعلامية او الأنثى التي ترغب بهذا المجال في حال امتلكت معلومات وثقافة بالمجال الرياضي وكانت مؤهلة ولديها كفاءة وملكة فأن كل ذلك سيساعدها في العمل بهذا المجال وبكل سهولة.
اعداد الذكور اكبر من الاناث في هذا المجال
وتابعت الصباغ ان المشكلة في وجود أعداد قليلة ترجع إلى أن اعداد الإعلاميات في الصحافة الرياضي ةقليلة جداً اذ يعتبرن البعض انها مهنة صعبة وتحتاج لجهد وتعب كبيرين لذلك يتجنبن نوعاً ما العمل في هذا الحقل ويفضلن العمل في حقول الإعلام الأخرى فضلا عن ان اعداد الذكور اكبر من الأناث في هذا المجال واشارت ان هناك العديد من الدول التي ماسن بها الأناث مهنة التعليق الرياضي كدول شمال افريقيا مثل تونس والمغرب والجزائر وغيرها وكان لهن دور بارز وفعال
ونوهت الصباغ إلى اهمية وجود مراكز تدرب وتخرج إعلاميين مؤهلين في مجال الإعلام الرياضي ومنه التعليق اذ بينت ان الجامعات تخرج طلبة صحافة وإعلام تحت مفهوم الإعلام الشامل وليس المتخصص مثلا في مجال الرياضة
ولفتت انه وحتى على مستوى تجربتها الشخصية كان عملها ممتزج بالشق الثقافي والمعرفي بالمجال الرياضي لانها بالأساس خريجة تربية رياضية ولكنها عززت خبرتها في مجال الإعلام من خلال الدورات في الإعلام الرياضي مما ساهم في صقل وتطوير شخصيتها وعملها في هذا المجال.