كتبت دانيا قيشاوي:
إرادتنا كنساء أقوى من قضية سقف الطموح في مجتمعنا هي .. مسؤولة في الدولة ( وزيرة مثلا أو سفيرة بالعمل الدبلوماسي أو صاحبة منصب سامٍ في مؤسسة دولية ذات ثقل هي .. طبيبة أو محامية أو صحفية أو لربما مهندسة في علم ما أو نظم المعلومات أو الطيران هي .. سياسية أو صاحبة منبر .. ناشطة في مجال العمل العام السياسي أو المدني .. حقوقية أو منضالة أو لربما مترشحة لرئاسة منصب ما .. (عادي ) ..المألوف حين يمر يمر مرور الكرام …
لا يا سيدي ليس عاديا … ليس عاديا أبدا فالمسؤولة والطبيبة والصحفية والمهندسة والسفيرة ومرشحات المناصب العليا .. طريقهن أعلى الجبل .. وعر وعر للغاية .. مئات العثرات والحاقدين والعراقيل والأسقف الوهمية وآلاف اللحظات المليئة بالمثابرة والصلد والإصرار ..
آلاف اللاءات والحدود وملاين كلمة ( عيب صعب مستحيل ) … على الرغم من التقدم النسبي الذي حققته في أغلب المجالات في كثير من المجتمعات العربية , مثل زيادة نسبة تعليم الفتيات وعلى الرغم من النقاش المتواصل عن ضرورة تمكين المرأة ومساندتها للإرتقاء بالمجتمع كله ..
لا تزال الشكوى قائمة من قبل كثيرات في المجتمعات العربية من العوائق والعقبات التي تحول بينهن وبين تحقيق ما يتطلعن إليه من نجاح في مختلف المجالات .. ثقافة )الولايا ) التي أوجدتها الأنظمة الذكورية المسيطرة على المجتمعات العربية والإسلامية عبر التاريخ وحتى اليوم، والتي حاولت بعض الحركات التنويرية تفكيكها والوقوف ضد سيطرتها واستمرارها، هي ثقافة تجعل من المرأة مجرد مادة للرجل، مادة محض جسدية، لا يشكل فيها عقل المرأة أي قيمة، هذه الثقافة التي تحيل النساء إلى شيء يخص الرجل، وليس إنسانة لذاتها بروح وعقل وجسد، هي الثقافة التي يمكن أن تشرح أي حالة من الانصياع والطاعة العمياء التي تعيشها النساء في زمن أصبح فيه الطفل والقاصر أصحاب حق في تقرير مصيرهم، بينما ترضى النساء لأنفسهن أن تظل الواحدة منهن ناقصة في إنسانيتها لا تملك أبسط حق في الاختيار
قيودنا الاجتماعية العربية .. ما زالت تقف أمام أحلام النساء ما زالت عاداتنا وتقاليدنا تقف أمام طموحاتهن وأهدافهن التي يتمنون .. حتى وإن وصلن لمستويات متقدمة هذه الأمور جعلت لكثير من نسائنا عوائق نفسية ذاتية تنحصر حول شعور المرأة بالنقص تجاه الحياة للرجل .. فأصبحت ترى أن الرجل لديه إمكانيات وقدرات تمكنه من تحمل مسؤوليات في شتى الميادين سواء في الاقتصاد أو السياسة وبالتالي يقتصر دور المرأه على تربية الأبناء والقيام بشؤون المنزل كما أن كثير من النساء أصبحن لا يقدرن أنفسهن ولا الإمكانيات الموجودة لديهن وحتى لو عادلت هذه القدرات في أغلب الأحيان قدرات الرجل وتفوقه أيضا .. …
بالواقع نحن لا نلوم النساء التي ترسخت هذه الأمور في عقولهن حتى وإن نجحوا … نحن نلوم العادات والتقاليد التي سطرت حياة المرأه منذ النشئة الأولى والتي أثرت بشكل كبير على تقسيم الأدوار للرجل والمرأه ..
الضغوظ والكلمات التي تربوا ونشئوا عليها منذ الصغر والتي كانت أساسا في التربية كما يعتقدون أهاليهم تحت مسمى الخوف على الأنثى من العالم …. نعم تربينا ونشأنا هكذا ..
لكن لا بد منا أن نكون أقوى أن نكسر الحواجز في داخلنا … أن نتحدى الصعاب في مجتمعاتنا …
يجب أن نفهم أن المرأه عبارة عن انسان .. وبما أنها انسان فهي مساوية للرجل … يجب أن نفهم أن التحدي والإصرار والنجاح لا يقتصر على جوانب معينة في حياتنا ..
يجب أن نقوي إرادتنا حتى وإن وصلت عنان السماء .. يجب أن نشكل شخصية جديدة لأنفسنا تقوي ذاتنا الداخلية المليئة بالأحلام …
يجب أن لا نكترث للكلمات وللنظرات الجارحة التي نسمعها في حياتنا إزاء طموحنا لما هو أكبر وما هو أسمى …
يجب عليك أن تضعي هدفا كبيرا وإن تكبري دائرة أحلامك وأن تختاري هدفا صعب الوصول إليه لكي يقوى حب الوصول في داخلك وتستطيعي أن تتحملين أي عوائق وقيود ومصاعب من أجل الوصول لحلمك …
المهم أن يكون هدفك من اختيارك من داخلك دون أي ضغوط من أي احد .. اختاري طريقك دون تدخل من أي طرف تذكري أنه بقدر ما يكون هناك جراح بقدر ما يكون هناك عزيمة … رسخي هذه الأمور في شخصيتك وفي ذاتك .. اعتمدي على نفسك وقدري طاقاتك وضعي هدفا أمامك لكي تصلي