حوار خاص ل أنتِ لها/رزان يونس
-من هي آمال الرطروط و ما هيَ جنسيتكِ الأصلية؟
آمال “العرفي” سيدة ليبية الأصل فلسطينية الهوى متزوجة من الدكتور أمجد الرطروط من نابلس من مواليد بنغازي/ ليبيا و حاملة للجنسية الفلسطينية و فخورة بإنني ليبية فلسطينية و أم لفتاتين و طفل.
انا كبرت على قصص القضية و منذ مراهقتي كنت اتابع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطيينة، في المهجر فتحت عيناي على قصص مناضلين فلسطين الكبار و الانتفاضة الأولى ..فقد كان والدي دبلوماسي ليبي و مثقف جداً حامل شهادة علوم التاريخ و الاداب و من مكتبته الغنية بالكتب قرأت الكثير عن التاريخ و السياسة و الأدب،
-كيف تعرفتِ على زوجكِ و أين ؟
تعرفت على زوجي أمجد عن طريق الدراسة، فقد كان يدرس في احدى جامعات ليبيا حينها كنت أنا في السنة الثانية من الحياة الجامعية فالتقينا و تعرفنا على بعضنا، ثم تطورت الأمور الى الحب و الزواج و كان القرار الأصعب هو ترك البلاد و الجامعة و الانتقال معه للعيش في فلسطين
-ما هو السر وراء اختيارك دراسة تخصص الهندسة الزراعية؟
صدقاً في البداية هو الذي اختارني و لست من اخترته، خاصة بعد الزواج و الانتقال الى العيش في فلسطين، حين تم معادلة شهادة التوجيهي الصادرة من ليبيا كانت الخيارات المتاحة أمامي محدودة خاصة بعد رفض معادلة سنواتي الجامعية السابقة، فأخترت كلية الزراعة من جديد في جامعة النجاح الوطنية لمواصلة مشواري التعليمي و مع الوقت احببت تخصصي واستمريت .. الزراعة اول مهنة مارسها البشر .. هي الحياة للإنسان .. مصدر قوت يومه فمن يزرع لا يجوع أبداً و لكن الأهم الارض التي يزرعها هي كيانه و وجوده، عملت سابقاً في الإغاثة الزراعية برام الله ثم انتقلت الي وزارة الزراعة الفلسطينية قبل الاغتراب.
-كيف جاء قرار الاغتراب ؟ و كيف تصفين الحياة في بلاد الغربة ؟
قرار الاغتراب كان بحكم الدراسة و في عام ٢٠٠١ قرر زوجي استكمال دراسته الاكاديمية و عندها انتقلنا للعيش في فرنسا .. اما بالنسبة للحياة في أوروبا فكل شيء له مقابل هنا الحياة اجمالاً يوجد فيها تسهيلات ان كانت في المعاملات أو النواحي اليومية و الاحتياجات الأساسية لكن بالمقابل كمغتربين الشعور في النقص حاضر خاصةً في الجانب العاطفي و الروحاني فنفتقد هنا الأجواء العائلية والعلاقات الأسرية و خصوصا في شهر رمضان و اوقات الأعياد .. الاغتراب ليس قرار سهل أبداً فالانسان يدفع ثمنه غالي جداً من روحه و من علاقاته الأسرية الاجتماعية التي تركها وراءه قبل ان يغترب.. هنا نمط الحياة السهل الممتنع نعيش روتين الحياة اليومية كغيرنا .. و مع اختلاف طبيعة المجتمع عن مجتمعاتنا العربية فنحاول ايجاد نوع من التوازن الذي يناسب هويتنا كأسرة عربية مغتربة بدون ان نعزل أنفسنا عن مجتمع البلد الأوروبي الذي نعيش فيه.
-ما هو حال العربي المغترب في أوروبا؟
-رأينا أسلوب حياتك العائلية المبتكر و الملفت ، كيف تنظمين أمور منزلك و عائلتك ؟
بوليت جورنال *(أداة تنظيم ورقية لتنظيم الوقت) وقلم و نظام وضعته لنفسي .. هذه وسيلتي لتنظيم الوقت و أمور البيت و عائلتي .. عندما تكونين مغتربة يجب ان تعلمي انه لا يوجد أم و لا أخت لمساعدتك .. عليكي تدبير امورك بنفسك فالوقت يمضي بين روتين المدارس و العمل ثم العودة لتنظيم البيت و تحضير وجبات الأكل و مراجعة دراسة االاطفال و إعطاء الوقت لنفسك ( فلنفسك عليك حق ).. عندما تنظمين وقتك ستشعرين براحة اكبر و سيكون عطاءك اكثر و ينعكس هذا على بيتك و اسرتك. و لكن الأهم من كل ذلك التعاون داخل الأسرة في أمور البيت.. زوجي رجل مثقف و واعي و متفهم و متعاون و الأهم هو صديقي الصدوق لسنا مجرد زوجين تقليديين كل واحد له دور يقوم به بل في الواقع و علمنا أولادنا المشاركة في تنظيم البيت و المساعدة في الكثير من الأمور المتعلقة بالأسرة كي يعتادوا على النظام و تدبير شوؤنهم في البيت و خارجه .. فكثرة الدلال مفسدة و القسوة الشديدة مضرة للنفس.
-من أين أتت فكرة الانطلاقة على السناب شات ،، و ما هي الرسالة التي انطلقت منها آمال على السناب شات ؟
السنابشات في البداية كان بالنسبة لي مجرد ابلكيشن لمتابعة بعض الأشخاص مع الوقت كنت اقرأ انتقادات سلبية على التويتر و الفيسبوك عن مشاهير السناب و طريقة عرضهم لحياتهم و ما يقدموه لمتابعينهم و هذا حقيقي فالسوشال ميديا أصبحت منبر للتباهي و التفاخر و عرض التفاهات و القليل منهم يقدم محتوى مفيد بالفعل
من هنا جاءت فكرة استخدم السناب لنقل وجه اخر من حياة اشخاص غير الصورة النمطية التي تعودنا عليها .. أحاول من خلال هذا التطبيق أن أنقل تجربتي كمغتربة و كأم و انقل أسلوبي في الحياة المختلف عن ما اعتاده الناس أسلوب يتميز بالزهد و البساطة والنظام .. انا و زوجي نعتمد نهج المينماليزم او الزهد .. و أسلوب حياتنا يعتمد على شراء ما نحتاجه فعلياً و نحن ضد ان نكون مجرد أشخاص استهلاكيين نشتري لمجرد الرغبة في الشراء.. بالإضافة الي انني اسعى دوماً إلى ان اكون انا و اسرتي الصغيرة اشخاص بيئيين ١٠٠٪ و تكون رسالتي المحافظة على بيئتنا و الا نكون جزء من نظام ملوث لأمنا الارض.. على السناب أشارك كل تفاصيل هذا النهج كإنسانة مينماليست و كل ما تعلمته من الحياة و يومياتي في الغربة بالإضافة الي افكار لترتيب و تنظيم البيت و أعمال فنية كالديكوباج و بعض المعلومات الزراعية بالإضافة الي وصفات بسيطة و لذيذة من مطبخي .. مع الاسف مجتمعاتنا أصبحت تُقيم الأشخاص من شكلهم و ملابسهم و حياتهم الاستهلاكية و ما يملكون من الاموال و السيارات و غيرها و تتجاهل قيم الانسان الحقيقية و هي العقل و المعرفة و الثقافة التي هي جوهر الانسان و روحه .. بل و أصبحنا نحارب كل من يكون مختلف عن الصورة النمطية التي اعتدنا عليها لانه يكشف حقيقتنا و زيف حياتنا.
*بعض من أعمال آمال المنشورة على تطبيق السناب شات
-كيف لاقى الناس ما تقدمه آمال من أفكار و نصائح و غيرها ؟
حاليا يتابعني في المتوسط ٢٠٠٠ شخص على السناب لازلت في البدايات و لا ابحث عن ارقام و لست ممن يلهثون لكسب المزيد من الأرقام بالنسبة لي متابعيني ليسوا مجرد رقم هم اشخاص احترمهم جداً اختاروا ان يتابعوني و يكونوا جزء من يومياتي و ربما قد أكون بشكل غير مباشر اثرت في حياة بعضهم حتى الان و الحمدلله تصلني كثير من الرسائل الإيجابية و الجميلة كأصحابها .. و بالتأكيد الأمر لا يخلو من قلة لا تُذكر من المتنمرين و لكن مع الوقت لم يبقى لهم وجود .. من يهمني هم من تابعونني و أحبوني و رأوا في ما أقدم اختلاف راقي و جميل و إيجابي عما تعودوا عليه من الآخرين.
https://www.instagram.com/p/Bjo89zanJyg/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1qfuv4v97jcxp
-ما هي تطلعات آمال و رسالتها للمثيلاتها المغتربات ؟
كثيرة و أحلامي لا حدود لها لكن بالتأكيد اولها و أهمها ان أكون شخص له رسالة إنسانية قادر على فعل تغيير إيجابي و لو بسيط على كل من يعرفني .. و أسعى الي نقل مفهوم (حياة بسيطة ) بدون تكاليف و نشر هذه الثقافة في مجتمعنا و خصوصا بين الجيل الجديد من شبابنا و بناتنا .
رسالتي اختصرها في جملة ( عيشي يومك في بلاد الاغتراب كأنك باقية للأبد حتى لو مغتربة لسنة ) .. قد تكون رسالة غريبة لكن اتت من واقع عشته شخصياً فأكبر خطأ وقعت فيه في بدايات الغربة عدم الاستقرار و إستنفار دائم و كنت لا اهتم بالتفاصيل اليومية لانني في كل مرة كنت أقول لنفسي ( ماهو بكرة راجعين ) بدلاَ من عيش اللحظة الجميلة اثقلت على نفسي و على اسرتي و شّكل هذا الأمر نوع من الضغط النفسي لا مبرر له الأمر الذي أخذ مني وقت و جهد حتى استوعبت خطأي .. لذا عزيزتي المغتربة عيشي كل لحظة جميلة و استغلي كل يوم في الغربة لتتعلمي عن البلد و المجتمع الذي تسكننين فيه تعلمي قوانينهم و لغتهم و ابحثي في ثقافتهم و عاداتهم فالاغتراب أعظم مدارس الحياة.
-ما هي رسالة آمال للمراة الفلسطينية؟
“كوني انتِ” كوني ذاتك .. كوني حقيقية كما تحبي انتِ ان تكوني و لا تكوني مجرد نسخة أخرى مزيفة .. و لكي تكوني شخصية قوية قادرة على مواجهة الحياة و صعوباتها واصلي تعليمك و لا تتخلي عن شهادتك لكن قبل كل ذلك “كوني مثقفة” .. “الثقافة” هي المكسب الوحيد المجاني في هذه الحياة و التي تنميها من خلال االقراءة و بحثك المستمر و سعيك نحو المعرفة و التي تجعل منك شخصية قوية متزنة و واقعية .. تثقفي و علمي أطفالك ما تعلمتيه من الحياة و الكتب حتى ننشيء جيل فلسطيني مثقف و واعي.