استطاعت أن تضع اسمها على قائمة المبتكرين في بريطانيا بعد ابتكار دواء لعلاج مرض الزهايمر وحصولها على براءة اختراع، الباحثة ثبات مروان الخطيب (27 عاما) من مدينة جنين، تعمل حاليا في كلية الطب في جامعة أبردين البريطانية كباحثة في قسم علوم الاعصاب، وتطمح بأن تكون محاضرة في فلسطين كي تفيد الطلبة وتطور مجال الابحاث فيها.
الباحثة ثبات الخطيب تتحدث عن البدايات وكيف وصلت لدرجة النجاح الكبير بعمر صغير فتقول: “انهيت الثانوية العامة بمعدل 98%، التحقت بالجامعة العربية الامريكية في جنين وانهيت دراستي في ثلاث سنوات، وكنت الاولى على التخصص والثالثة على الجامعة، وبعدها التحقت بجامعة النجاح في مدينة نابلس ودرست ماجستير علوم حياتية وانهيتها خلال عامين وكنت الاولى على الجامعة ايضا، ثم سافرت الى بريطانيا وحصلت على شهادة الدكتوراة بثلاث سنين بامتياز، في علوم الاعصاب التطبيقية في جامعة أبردين.
الفضل الاول والاخير لعائلتي
والدها طبيب جراح ووالدتها صيدلانية، تقول الخطيب:” منذ أن كنت طفلة كان لهم الدور والاثر الاكبر في اختيارتخصصي الجامعي، ولدت وتربيت في عائلة طبية، كان حديثنا على مائدة الطعام وفي غرفة الجلوس واي مكان نلتقي فيه عن القضايا الطبية والادوية والامراض، كنت افكر بأن ادرس واعمل لاحقا في مجال له علاقة بالطب، فقررت ان اكون طبيبة كوالدي، لكن عندما اصبحت على أعتاب الثانوية العامة تغيرت طريقة تفكيري ونظرتي للامور وخاصة عندما كنت اسمع عن مشاكل الاطباء والامراض الكثيرة التي لا حلول لها والاشياء التي لا اجابات لها في عالم الطب، فبدل ان ادرس الطب البشري وينتهي بي المطاف ان اعالج المرضى فضلت أن ادرس شيئا شبيها واكون باحثة تحاول اكتشاف الاجابات”.
وتتابع “كان والدي من اوائل من دعموني بقراراتي، فكنت حرة في اتخاذ القرارت، وعندما قررت السفر الى بريطانيا دعمني والدي على الرغم من ان محيطنا من اقارب و اصدقاء عارضوا ذلك كوني فتاة، لكنهم دعموني بشكل كامل وحتى ماديا فعندما سافرت الى بريطانيا لم تكن المنحة كاملة، وتغطي كل المصاريف فتكلّف والدي بالباقي”
كما انها اختارت مرض الزهايمر لانه من اخطر امراض العصر ونسبة المصابين به يرتفع عاما بعد عام، وتشكل 70% من امراض الخرف حول العالم، ولان لا علاج له”.
الزهايمر: مرض عصبي مزمن يصيب الدماغ بحيث تموت بعض الخلايا العصبية ويعاني المخ من الضمور، وبالتالي تراجع في القدرات العقلية والاجتماعية للشخص المصاب بالمرض، فأثناء دراستي في قسم علوم الاعصاب التطبيقية كنت ادرس الدماغ و الخلايا العصبية ومبدأ عملها، وما التغيرات اللي تحدث في حالة المرض، ومن هنا كان الدافع لأن أجد اجوبة لهذا المرض.
براءتا الاختراع الأولى والثانية (قيد التسجيل) كانتا تتمحوران تقريبا حول ذات الفكرة وهي عبارة عن تطوير تركيبات دوائية جديدة تقوم بالتأثير على الخلايا العصبية وتُحسّن من أدائها بطرق مختلفة، بحسب الخطيب.
وتؤكد، أن هذه التركيبات قد تفيد الأمراض العصبية المختلفة وخاصة مرض الزهايمر، اكتشفت هذه التركيبات عن طريق ملاحظة أنّ كبار السن والمصابين بمرض الزهايمر لديهم نقص في مادة كيميائية اسمها (ريتينويك أسيد) وخلل في نظام عملها وتصنيعها في الجسم، وهذه المادة يحصل الجسم عليها ويشتقّها عادة من فيتامين (أ ) من الغذاء، حيث لا يستطيع تصنيعها بنفسه، فقمنا بصناعة تركيبات دوائية شبيهة بمادة (الريتينويك أسيد)، بحيث تكون أقوى وأكثر فاعلية.
وتضيف، “بعد صنعنا كمية من هذه المواد بدأنا باختبارها على خلايا عصبية مزروعة في المختبر ولاحظنا نتائج ايجابية وان الخلايا العصبية بدأت بالنمو والتشابك ثم بدأنا بتجربتها على الحيوانات واستنادا لهذه النتائج قمنا بتسجيل براءة الاختراع بشكل رسمي”.و توضح ان تسجيل براءة الاختراع لا يعني ان الدواء اصبح جاهزا، ما زالت لدينا بعض التجارب التي سنقوم بها وهنا وجب التوضيح أنه لا يوجد حالياً دواء مطروح باسمي لعلاج مرض الزهايمر في الأسواق، العلاج ما زال قيد التطوير داخل المختبرات وسوف يحتاج للوقت، قد يصل لعدة سنوات حتى يصل لمرحلة التصنيع.
المصدر: وطن