بتحزني فكرة أنّو البنت تخفي فكرة الدّورة الشّهرية -menstrual cycle- عن عائلتها، أو أصدقائها خلال كل أيام حياتها مو بس برمضان.
وإذا حدا عرف أنّو هي الفترة هي فترة الدّورة الشّهريّة؛ بتخجل البنت وتتكركب.. وكأنو أمر غير مستحب!
لما أمنا عائشة رضي الله عنا وعنها؛ دخل عليها رسولنا الكريم عليه ألف الصلاة والسلام، ولقاها عم تبكي، سألها ليه يا عائشة تبكين؟ فقالتلو؛ “حضت” وما طفت، فرسولنا الكريم قاللها؛ “فلا يضيرك؛ إنما أنت امرأة من بنات آدم، كتب الله عليك ما كتب عليهن”
-نقلت الحديث بمعناه وليسَ حرفيًا.-
وخرج الحديث، وعلمت بهِ العامة أنّ عائشة أمنا لم تتطف لأنهُ كان موعد الدورة الشهرية بفترة الحج، وهل خجلت أمنا؟ وكيف كان رد رسولنا؛ كتب الله عليك ما كتب عليهن؛ يعني حالة بناتنا هلق؛ هي حال كل إناث الإنسان.
البنت بمجتمعنا؛ مستعدة تنفذ طلبات العيلة كلها، ومشاغل البيت، ومشاغلها، ولا مستعدة تحكي لحدا؛ أنا عندي ظرف ما بيسمحلي، ولا حتى جملة “أنا بطني بتوجعني”.
وبأيامنا هي؛ بتلاقي البنت مجبورة أنها تفيق على السحور تحضر السحور للأهل، ومحدا بيسأل إذا عندها ظرف أو لأ، بتلاقي البنت مجبورة أنها تصوم وما تورجي حدا أنها مفطرة لظرفها.. لأنو فهمت هالأمر محرج.
وبتلاقي بعض الرجال يغضب ويتوعد إذ حكت الأنثى أنّها تعبانة أو حالتها النفسية تغيرت، ما بيعرف أنو الدورة هي نزيف ممكن يؤدي بحياة الأنثى بسبب هبوط الضّغط طوال فترة الدورة مما يعرض حياتها للخطر عند أي جهد أو صدمة، أو تعنيف.
بفترة من فترات حياتي ولأني عايش ببيت فيه ٤ إناث؛ عرفت معنى ألم الدّورة الشّهرية، عرفت معنى النفسية كيف بتنقلب ولو كنت فلذة كبد، وعرفت معنى الوجه إلي مستحيل ينحمل؛ وحتى الاكتئاب و الانطفاء عرفتو بهي الحالة كيف بكون.
بعد ما وعيت على هي التّفاصيل؛ صرت قدّر فكرة إني ساعد أنثى بحمل أغراضها بالشارع، وصرت أعرف معنى أني وقف بالنقل الدّاخلي وقعد أي أنثى على كرسي، وصرت أعرف أتعامل مع كثير من زميلاتي بالكلية، وصرت حتى لما أعطي غرض لحدا منهن يحملي اياه او يساعدني مجرد ما حسيت بشوية تعب بتراجع، صرت أعرف معنى بطني عم توجعني بشكل أخر، وصرت أعرف بعض أنواع مسكنات الدورة، وحتى البنت، أو المشرفة، أو الدكتورة إلي بتعصب مني أنا بعطيها ألف عذر وأولهن ظرف الدورة الشهرية، وما بزعل من أنثى عصبت علي، أو تنفسنت بوجهي، أو حتى سمعتني كلمة، وكثير صارت مواقف، وكثير أجو بغير أيام بجملة “أعذرنا محمد كانت نفسيتي مو منيحة”
بعد هالتّفاصيل؛ عرفت أنّو الأنثى كائن بعاني كثير، يحتاج وجه دايمًا يصفعو بهي المرحلة مرات، ومرات يحتاج وجه يضل مبتسم، ومرات يحتاج حضن يكون جنبو، ومرات كثيرة… يحتاج كلمة حلوة بهي الحالة.
بسبب الدورة الشهرية دينا الإسلام أسقط ٣ أركان عن الأنثى من أصل ٥ أركان: وهي الأركان إلي بدها جهد؛ الصلاة – الصيام – الحج.
لأن الرّكوع فقط قد يؤدي إلى زيادة انخفاض ضغطها إلي هو منخفض أصلًا مما يؤدي إلى حياتها.
هي آلام الدورة الشهرية، فما بالك عن الولادة؟.
بتمنى بحياتنا الثّانويّة؛ نتعلم الكثير عن الدّورة الشّهرية، والأهم كيف نتعامل مع الأنثى بهي المرحلة.
أُذكركم؛ “رفقًا بالقوارير” هكذا أمرنا الحبيب المصطفى
“اللّهم أعوذ بك من خاطر أنثى كسرتهُ، ومن دمعة أنثى أنزلتها، ومن قلب أنثى ما أرحتهُ، واهدني واجعل لي في الحياة ثلاث بناتٍ جميلاتٍ أدخل بهن جنتك، وأنت ربُّ العرش الكريم.”
الأنثى أعظم كائن.
بقلم : محمد الخليف.