لو جربت أن تسأل طفلا من نابلس وضواحيها _على وجه الخصوص_ عن نجوى أو تذكر أمامهم اسم نجوى فقط، لرأيت الفرح والضحكات ملأت المكان، وإذا أردت أن تُفرح طفلا، دعه يتكلم مع نجوى فحسب وهي تقوم بالواجب على أكمل وجه، فهي استطاعت أن تشرح لنا الحب بمعناه الحقيقي وهو العطاء، وحين يكون العطاء للأطفال فقد جنيت الكثير.
نجوى عدنان، إعلامية، ومهرجة ثقافية، وناشطة اجتماعية لحقوق الأطفال، بسبب أزمة كورونا هذه الأيام وعدم قدرتها على اللقاء بالأطفال والقيام بما تحبه في رحابهم، حوّلت مواقع التواصل الاجتماعية لحلقات تهريج وضحك مع الأطفال من كل حدب وصوب.
تقول عدنان: “هدف تجربة التهريج هو تخفيف العبء عن الأهالي من ناحية الأطفال، وإعطائهم محتوى مفيد، على خلاف المحتويات الموجودة على اليوتيوب، وأن يكون هناك تواصل بشكل مباشر مع الأطفال بالشخصيات التي يحبونها حتى تستطيع هذه الشخصيات الوصول للطفل”.
وتردف عدنان: “بسبب صعوبة الوضع الحالي لن يستطيع الأهل أن يوصلوا للأطفال ما يحتاجونه، إلا من خلال شخص يحبونه أو مهرج أو شخصية ترفيهية، فجاءت هذه الفعاليات للتخفيف عن الأطفال، ومحاولة تفريغ الطاقات التي بداخلهم عن طريق الأغاني التي يحبونها، وكي أستطيع التواصل معهم لفهم الوضع الحالي الذي يعيشونه”.
وتفيد عدنان أن التجربة قاسية نوعا ما، لأن اللقاءات الالكترونية، ففي النهاية لا شيء يغني عن اللقاء الوجاهي، وتردف: “لن يكون التفاعل والحب الذي نأخذه من الأطفال متشابها حين يكون الطفل أمامك على أرض الواقع مقارنة بوجوده على الشاشة، فحين تكونين قادرة على التواصل مع الطفل بشكل مباشر لتسليته وإسعاده، تكون الانفعالات والمشاعر ألطف وأصدق من أن تكون على مواقع التواصل الاجتماعي”.
على الرغم من صعوبة التفاعل على المواقع الالكترونية، كانت نجوى تختار الأمور الإيجابية في هذه التجربة، فما زالت قادرة على إيصال الضحكات للأطفال بتجارب متنوعة ولطيفة تواكب ما نمر به هذه الأيام.
تعبر عدنان عن هدفها قائلة: “لا أطمح لشيء في هذه التجربة إلا أن أرسم الضحكة على الأطفال، وأقللَ من عبء عن الأهالي، أن أقدر على امتصاص الطاقات السلبية منهم، وأعطيهم بدلا منها طاقة إيجابية لنقدر على التكيف مع الوضع الصعب”.
تحاول عدنان ألا تتبدد الطاقات الإيجابية للأطفال وحركاتهم على محتويات سلبية هنا وهناك، فعملت على مبادرة “الصحفي الصغير”، لتدريب الأطفال على كيفية الاستفادة من هذا الوقت واستغلاله بأشياء مفيدة لحياتنا.
تذكر عدنان أن لا خلاف على أن كل الأطفال يحبون كل جديد ومفرح، لذلك كان التهريج شيئا جديدا بالنسبة لهم وللأشخاص الأكبر سنا أيضا، لأنه في غالب الأحيان يضحكون أكثر من الصغار.
وتوضح عدنان فكرتها مضيفة: “فكرة الخروج أونلاين بشكل مهرج وتسلية الأطفال بشكل مباشر وإضحاكهم، والحديث معهم، ووضع ما يشاؤون من الأغاني والرقص عليها، وإيجاد فسحة لأسئلتهم دون قيود وتعبيرهم عن مشاعرهم، كانت شيئا جديدا بالنسبة للأطفال، إضافة لرؤيتهم لأطفال آخرين لا يعرفونهم أضفى شعورا رائعا بالتبادل بينهم”.
وتذكر عدنان خططها في الأيام المقبلة أن اللقاءات لن تقتصر على الأونلاين، وستحاول عمل أشياء جديدة ومبادرات جديدة ليستفيد الأطفال هم وأهاليهم بهذه الأوضاع.