بقلم مُستشارة التربية الخاصة سجود مجدي
تَفرحين جِداً عِندما يُكرر طِفلُكِ الكَلام الذي تَقولينهُ أَمامه، وفي بَعض الأَوقات أنتِ تَطلُبين منه أن يُكرر ذلك، لكن انتبهي عَزيزتي فإذا تَخطى عُمرا مُعينا سَيتحول الأَمر إلى مُشكلة.
ليس من الضَروري أن تَكون المَشاكِل التي تَعترض الطِفل صَحية وَجسدية فَقط فَالمُشكلات الخَاصة بالنُطق واللغة حَساسةٌ جِداً وَتتطلب وَعياً مُضاعفاً من قِبل الأَهل.
إن تِكرار الكَلام عِند الطِفل قَبل عُمر الثَلاث سَنوات يُعتبر أمرا عَاديا، لكن أن يَستمر تَكرار الكَلام عند الطِفل بعد سن ثلاثة أعوام هُنا تُصبح مُشكلة، وَهذهِ المُشكلة تُعرف بمُصطلح الإيكولاليا أو تُعرف بالترديد.
✓ سؤال : مَا هي الإيكولاليا ؟!
الإيكولاليا هي قصور في فهم اللُغة الإستقبالية لِدى الطِفل مما يضطره إلى إعادة الكَلام الذي يَسمعهُ ” اضطراب في عملية التواصل، يظهر من تِكرار الكَلام مُباشرة بَعد سماعه “الفورية” أو بعد وقت قَصير أو طَويل ” المؤجلة”، ( أي أن الطِفل يُعيد العِبارات كَما هي في موقعها غير المُناسب خِلال الحَديث).
✓ سؤال : ما هي أَنواع الإيكولاليا ؟
• التَرديد الفَوري: وَيحدُث بعد سَماع الكَلام مُباشرة من خِلال إعادة نَفس الكَلام وبنفس نَبرة الصَوت.
• التَرديد المُتأخر: ويحدُث بعد سَماع العِبارة بِفترة زَمنية قد تمتد ساعة أو أيام.
✓ سؤال : ما هي الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الإيكولاليا ؟
تتعدد أَسباب اضطراب الإيكولاليا كُل حَسب توجهه، ومن بين أَكثر الأَسباب شيوعاً نجد :-
1. أن يكون الطِفل مُصابا بأحد الاضطرابات المُعيقة للنمو مثل ” التوحد ، التخلف العقلي ”
2. وجود اضطراب نقص الإنتباه وضُعف التَركيز .
3. الإصابة بأحد الاضطرابات التي تَمس الجِهاز العَصبي .
4. التَربية الأُسرية غَير السَليمة خُصوصاً أثناء تعليم الطِفل الكَلام حيثُ يلح على تِكرار الكَلِمات بشكل صَحيح .
5. ضُعف في الفهم أو مَشاكل في الذَاكرة .
6. ضُعف في فَك تَرميز اللُغة.
7. ضُعف التواصل والتَفاعُل الإجتماعي عِند الطِفل.
✓ سؤال : كيف يُمكن الحَد والتقليل من هذا الإضطراب ؟
• اتباع أوامر من مُستوى خُطوة واحِدة ومن ثُم خطوتين وثلاث وهَكذا بِحسب قُدرة الطِفل.
• طَرح عِدة أسئلة على الشَيء نَفسه مثل مَا هذهِ ؟ تُفاحة، ما لونها ؟ أحمر، مع تَرك فاصل زَمني قَصير بين السؤال والإجابة .
• طَرح السؤال بِنغمة أَقل مِن الإِجابة ” أي نَطرح السؤال بصوتٍ مُنخفض ونصمت قَليلاً ثُم نعطي الطِفل الإجابة بِصوتٍ أَعلى ونُركز على تَرديد الإجابة وليس السؤال”.
• عِندما يُردد طُفلكِ أناشيّد أو آياتٍ من القُرآن الكَريم لا توقفيه بل قومي بِقول مَقطع وانتظريه ليكمل المَقطع الأخر وَهكذا تَدخُلين حَلقة التَواصل مَعه.
• تَحديد مَجموعة أسئلة تتطلب الإجابة “بِنعم أو لا” ودربيه عليها ومن ثُم انتقلي إلى الأسئلة التي تتطلب الإختيار من بين شيء ، وأخيراً الأسئلة التي تتطلب الإجابة الطَويلة مِثل : لِماذا ، كَيف ، أَين ، مَن ..إلخ .
• فَتح باب الحِوار بينك وبين طفلك من خِلال وَصف صورة مُعينة تَحتوي ألواناً و أفعالاً ..إلخ وطرح اسئِلة عليها.
• تَدريب الطِفل على مَفهوم وكيفية تَبادُل الأدوار، سواء باللعُب أو الكَلام .
• تَنبيه الطِفل دَائِماً بعدم تَرديد الكَلام وذكريه بالإِجابة الصَحيحة والمُناسبة للسؤال.
• أكثري من سؤال طِفلُك عن الأحداث اليومية في المَدرسة أو الصَف.
• استخدمي طَريقة الإستجابة الحَرفية مثلاً : طَلب منك أن يَشرب الماء وقال : تُريد ماء ؟ أجيبي أنا لا أُريد ماء شُكراً ، وبعدها قولي له نعم قصدت أنك أنت من تُريد الماء قُل لي أُريد ماء، وأعطيه.
• ابدئي بتدريب طِفلُكِ دائِماً على المُفردات والأَشياء المَألوفة لديه.
وأخيراً لا بُد من الفَخر بأبنائِنا والتَحلي بالصَبر وَدعمهم بِكُل الجَوانب النَفسية والإجتماعية والمَعرفية ولا عَيب في اللجوء للمراكز المُتخصصة لإختصار الوقت والجُهد لتكوير طِفلُكِ، دَائِماً استشيروا أَهل الإختصاص كأخصائيي النُطق واللُغة والتربية الخاصة .