كَيفيـة تَعآمُل الأهل مع أَطفآلهُم في ظل الأجواء الحربية التـي نَعيشهآ مع مُستشارة التربية الخاصة سجود مجدي
مَرت فَلسطين وتحديداً غَزة إلى العديد من الحُروب وكانت من بينها الحرب الآخيرة التي نعيشها اليوم ، حيث لا تَحمل الحَروب بين طَياتها سوى الألم والمُعاناة ، فتؤدي الحُروب لدى الأطفال إلى حدوث أزمة نفسية حادة ، فالطفل لا يعرف لمن يَنتمي ولماذا يتعرض لهذه الآلام ، كما لا يَقتصر التَأثير السَلبي للحرب على الأَطفال بالآذى الجَسدي وحَسب ؛ و لكنه يعمل على تَرك صدمات نَفسية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة عليهم
تُعتبر الصَدمات التي يَتعرض لها الطِفل بِفعل الإحتلال أَقسى مِما قَد يَتعرض لهُ مِن جَراء الكَوارث الطَبيعية وأَكثر رُسوخاً بِالذاكرة ، ومن مُعوقات الكَشف عن هذهِ الحالات لدى الأطفال هو أنه يصعب عَليهُم التعبير عن الشعور أو الحَالة النفسية التي يمرون بها بينما يَختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عَميقة خَاصة إذا لم يَتمكن الأهل أو البيئة المُحيطة بهم من إحتواء هَذهِ الحالات ومُساعدة الطَفل على تَجاوزها .
سَأذكر إليكم أهم نِقاط الآثار النفسية والإجتماعية على الاطفال والتى تتلخص على الشكل التالي :-
✓ إضطرابات في نومهم مع الأحلام المُزعجة والكوابيس المُخيفة .
✓ المَشاهد الوهمية للعفاريت والأَشباح بما يُسبب الفزع الدَائم .
✓ تَغيرُات سلوكية تَطرأ على الطِفل كأن يُصبح مُنطوياً بعد أن كان إجتماعياً .
✓ فُقدان الإهتمام بأنشطة اللعب العَادية .
✓ إكتساب سلوكيات عدوانية بعد أن كَان الطفل مُسالماً مُحباً للآخرين .
✓ تَبني أَفكار غَريبة مثل أَنهم لن يصبحوا كِباراً .
✓ فُقدان بعض العَادات الراشدة ، كالتبول في الحمامات ، وحدوث التبول اللاردي عند البعض .
✓ فُقدان مهارات اللُغة والنُطق مثل صعوبة التَحدُث .
✓ الخوف الشديد مِن الظَلام .
✓ العُزلة وعدم الرَغبة في المُشاركة والتعبير .
بالإضافة إلى الأعراض المَرضية مثل الصُداع ، المَغص ، صعوبة في التنفس ، التقيؤ ، التبول اللارادي ، إِنعدام الشهية لِلطعام ، الآم الوهمية في حال مُشاهدته لأشخاص يتألمون ، وفي حال مُشاهدة الطِفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مُقربين منه ، أو جُثث مُشوهة أو حالة عَجز لدى مَصادر القُوة بالنسبة له مثل الأب والأُم ، فيُصاب عندها بصدمة نفسية عصبية قَد تُؤثر على قُدراته العَقلية .
وَ فيما يلي أُقدم بعض إرشادات الدعم النَفسي الأَولي للأُسرة للتَعامُل مع الأَطفال إثناء الحَرب :-
✓ الطِفل يَشعُر بِحجم المآساة والآلم من تَعابير الكِبار حوله ، فعلينا أن نَصمُد أمام أطفالنا ونمنحهُم الشُعور بالأَمان ، وذلك من خِلال تأمينهُم في مَكان آمن من القَصف ، والتواجُد المُستمر برفقته لأحد الكِبار بالتَناوب .
✓ عَلينا إستيعاب سلوكيات أَطفالنا وتَقبُلها والتَعامُل معها بِهدوء ، فالأجواء لا تَحتاج إلى شَحنات من الغَضب أو التوتر ” يَجب ضَبط النفس قَدر الإمكان ” .
✓ البِدء مُباشرةً بإِحاطة أَطفالكُم بالطمأنينة وعدم تَركهُم عرضة لمواجهة هذهِ المَشاهد دون دعم نفسي ، وذلك عَن طَريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كُل شيء سَيكون على ما يُرام ، وأَنهُم في أمان ولن يَصيبهُم أي أذى ، وعليكُم بالتحدث معهم بكلماتٍ فيها الكَثير من الحُب والحنان .
✓ شَغل إنتباه الأَطفال بأنشِطة منزلية مُناسبة لأعمارِهُم عن مُشاهدة أَحداث الدَماء وَ القَتل والدِماء عبر التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي .
✓ مُحاولة تَشتيت إنتباههم عن ما يَحدُث في حال وَقوع الحَدث المروع على مُقربة مَنهُم
✓ التَجاوب مع أسئلة الأَطفال بصورةٍ صَادقة ومنطقية وبسيطة عما يَدور في الأَجواء من أحداص وتعليمات للحذر ومنها يتعلم الأَطفال أَهمية إتباع إرشادات الكِبار وقت الأزمة .
✓ السَماح لهُم بالبُكاء والسؤال عما يَجري ، فمن الضروري مَعرفة ما يَدور في تَفكيرهم وأن يعبروا عن مَشاعرهُم ” الألم ، الحُزن ، الغَضب ” وأحاسيسهم مع الأنتباه للأسلوب والألفاظ التي يَستطيع الطِفل إستيعابها والتفاعُل معها .
✓ تَقسيم وقت الأَطفال ما بين الدِراسة المنزلية من الكُتب المدرسية ، واللعب الجَماعي أو الفَردي ومُمارسة الهوايات المُفضلة للطفل .
✓ عَدم إِرغام الطِفل على التَحدُث عما يُزعجه إذا كان رافِضاً الحديث .
✓ مُشاركة الاَطفال ما يَحبون من لعب ، أو أفلام ، أو أَنشطة تنموية كنشاط الرَسم والألوان ، فإن من شأن هذه الرسومات ان تُساعد الطفل على إسقاط مخاوفه وقلقه من حالة العدوان .
✓ المُراقبة الدائِمة للأطفال ومُلاحظة أي سلوك غَريب يَطرأ عليهم .
✓ إشراك أَطفالنا في مسؤوليات الأُسرة في حالة الحرب منها رعاية من هُم أصغر منهُن سناً ، أو مُساعدتهم في الدِراسة ، أو اللعب أو التسلية .
✓ تأمين الطِفل من المكان المُهدد بالقصف إلى مكان أكثر أمان داخل البيت .
✓ عِند ساعات المَساء عَلينا رواية القِصص التي تَملؤها إشارات الأمل والمُستقبل الجميل والشَجاعة لأثرها الإيجابي على الطِفل .