ما بين فلسطين وتركيا وهولندا:
محترف إدارة المشاريع رياض جمعة يستثمر في الذكاءات الثمانية
بقلم: هبه ملحم*
لا يمكن التفكير دون وجود معرفة..
كانّ طفلاً صغيراً تميّزَ بطريقة تفكيره الخاصة، وكانت لديه معرفته وفلسفته الدقيقة بالأشياء، وله تكوينُه الخاص للمعاني والذي على أساسه يُنتج المعرفة الجديدة، حين كان “رياض جمعة ” في المرحلة الابتدائية في دولة الأردن، أُجرِيَ له اختبارٌ للذكاء في المدرسة، وقد فاجأ اللجنةَ بما لديه من معرفةٍ في العلوم والفلك، وظلت اللجنة تواصل الحديث إليه، حتى تم استضافته في إحدى البرامج التلفزيونية آنذاك وتقديمه للمجتمع كظاهرة ونموذج لطفل عربي ذكي بشكل فريد، وعليه تم ترفيعه صفّين اثنين، وبعد ذلك بسنوات، عاد إلى أرض الوطن مع والديه وشقيقته، وانضم إلى صفوف الطلبة المميزين في مدرسة الفرندز كمنحةٍ مقدمة إليه، تقديراً لعبقريته.
طوال فترة دراسته الثانوية في مدينة رام الله؛ كانَ يُقدّم حلولاً بديلةً للأساتذة والطلبة أسهلَ وأقل تعقيداً عن تلك النموذجيةِ المكتوبةِ في المقررات الدراسية وخاصة في مادة الرياضيات، كان دائماً لافتاً للنظر، بكل شيء، وغالباً ما كانَ مرجعاً لأصدقائه لإيمانهم بمنطقه وتفكيره المجرد، والعقلاني، والتأملي، فهو بطل الذكاء الرياضي والمنطقي والوجداني.
تحدث هوارد جاردنر عن الذكاءات المتعددة أو الذكاءات الثمانية وهي: الذكاءات (اللغوية، والمنطقية والرياضية، والحركية، والبصرية، والتأملية، والاجتماعية، والإيقاعية، والبيئية )، وهي ذكاءاتٌ موجودة فعلياً لدى جميع الأفراد، لكن بشكلٍ متفاوت، أما لدى جمعة، فتأتي الذكاءات المتعددة لديه في مستوياتٍ متقدمة. فتنمو الذكاءاتُ المختلفة وتتطورُ نتيجةَ عواملَ عديدة، أولها الفطرة البيولوجية بما في ذلك العوامل الجينية، وتاريخ الحياة الشخصية، إضافة إلى الخبرات المكتسبة من الوالدين والأخوة والمعلمين والأصدقاء وغيرهم، وطبيعة المكان والزمان الذي نشأ فيه وما شهدته من تطوراتٍ في مجال الثقافة والمعرفة.
ويُعَد جمعة محترف إدارة المشاريع PMP – PMI، وهو مدرب معتمد في البرنامج الدولي لإدارة المشاريع المهنية PMP، ويؤمن بأنّ “الشيء الوحيد والأكثر أهمية الذي يُمكن للإنسان القيام به في الظروف الحالية هو الاستثمار في نفسه، باعتبارها الأكثر قيمة “. وقد وُفّقَ معهد التدريب الذي يعمل لصالحه جمعة بأفضل نِسَب النجاح بنسبة بلغت 90% في التدريبات التي عُقِدَتْ من خلاله.
إنّ الأكثر تأثيراً هو الدعاء الذي كان وليد لحظته، والذي رددته والدته مربية الأجيال السيدة الفاضلة “هلا صوان ” أثناءَ حملها به، فَدَعتْ الله عز وجل قائلةً: “ربِّ اجعلني أفاخر به الدنيا وما فيها “، وفعلاً هي تفخر به، كما كل فلسطين باعتباره نموذجاً مشرفاً للشباب الفلسطيني والعربي في العصر الحديث.
أقدم توصيتي بناءً على ما سبق وانسجاماُ مع ما قاله “وارن بافيت ” في أنّ القوة الحقيقية تكمن في مبدأ التراكم في المعرفة، ومع ما أشار إليه خبير التنمية الذاتية “براين تريسي ” بأنّ القراءة لمدة نصف ساعة يومياً في مجال معين تعني قراءة خمسين كتاباً في المتوسط سنوياً، أي حوالي 900 ساعة موزعة على خمس سنوات؛ هذه القراءة ستؤهلك لتصبحَ خبيراً دولياً في مجالٍ ما بعد خمس سنوات. وهذا انعكاسٌ لفكرة الاستثمار في الذات عقلاً وقلباً وروحاً، وحتماً ستأتيكَ الفرصة الأعظم والتي طالما تمنّيتها، وتُصبِحَ يوماً ما تُريد!
وانطلاقا من ذلك وتقديرا لدور المرأة ومكانتها كان هناك اهتمام من قبل المدرب في تنفيذ ودعم المشاريع النسوية نحو التمكين والتطوير ولديه الجاهزية الكاملة للمساعدة والمساندة.
*الكاتبة هبة ملحم
خبرة مهنية لأكثر من 10 أعوام في المجال الإعلامي، و7 أعوام في مجال إعداد الأبحاث، و4 أعوام في مجال المشاريع والتخطيط الاستراتيجي، وكذلك مشاركة المجتمع ودراسات النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان. قامت مؤخراً بإعداد كتاب بعنوان: واقع الإعلام الثقافي في فلسطين وأثره على تشكيل الوعي الجماعي، قيد النشر وحفل توقيع الكتاب سيكون على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب المقرر تنفيذه في سبتمبر 2022، وبناء مشروع جائزة فلسطين للصحافة والإعلام 2012، لصالح نقابة الصحفيين، برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، وبتمويل من صندوق الاستثمار الفلسطيني والوطنية موبايل (أوريدو حالياً )، فلسطين.