ولدت بكلماتٍ أكبر من عمرها
قصة الكاتبة والناشطة الثقافية الفلسطينية: ملك يحيى أبو سيف
في عمرٍ كان من المفترض أن تُكتب فيه الفتاة، قررت ملك يحيى أبو سيف أن تكتب هي العالم. لم تكن الكتابة بالنسبة لها هواية، بل كانت مقاومة ناعمة، وصوتًا ينبت وسط صمتٍ طويل. رغم أنها لم تتجاوز السابعة عشرة بعد، إلا أن إنجازاتها تضاهي أعمارًا كاملة، وإرادتها جعلت منها واحدة من أبرز الأصوات النسوية الشابة في فلسطين.
بدأت ملك الكتابة في سن مبكرة، وفي السادسة عشرة أصدرت أول كتبها “عتبات الفجر الأسود” ورواية الفجر الأسود، تبعته إصدارات أخرى، جميعها حملت طابعًا جريئًا، صادقًا، ومشبعًا بالتفاصيل النفسية والاجتماعية العميقة. لكن ما ميّز ملك لم يكن فقط أسلوبها الأدبي، بل رؤيتها لدور الكاتبة كمحركة للتغيير.
لم تكتفِ بأن تكون كاتبة، بل تحوّلت إلى ناشطة ثقافية تسعى لتمكين الجيل القادم. أطلقت سلسلة من الدورات المجانية للفتيات بالشراكة مع وزارة الثقافة، تستهدف تطوير مهارات الكتابة الإبداعية والتعبير الحر لدى الفتيات من عمر 12 إلى 18 عامًا، إيمانًا منها أن لكل فتاة حكاية تستحق أن تُروى.
كما أسّست متجرها الثقافي الخاص تحت اسم “حلم”، ليكون منصة تجمع بين حبها للكتب ورغبتها في دعم القُرّاء والكتّاب. يُروَّج للمتجر من خلال صفحته على إنستغرام @helm_books، حيث تعرض كتبًا بعناية، وتنشر محتوى يلهم الشباب على القراءة والكتابة. وعلى صفحتها الشخصية @mllakk_، تُشارك ملك متابعيها بأفكارها ومبادراتها وتفاصيل رحلتها الملهمة.
اليوم، تُعرف ملك في الأوساط الأدبية والثقافية كواحدة من الأصوات النسوية الشابة التي أثبتت أن الأدب ليس حكرًا على الكبار، وأن الفتاة قادرة على أن تصنع الفرق بقلمها، بحلمها، وبإيمانها العميق بنفسها.