“مشوار الميل يبدأ بخطوة”، هكذا قررت نسرين غزال، أن تضع قدميها ببداية الطريق وبدء التغيير بالانطلاق من الخيال للواقع العملي فقررت المشاركة في مسابقة “شيف فلسطين” واستمرارها به للمرحلة النهائية التنافسية لتحظى بالمركز الثاني على مستوى المشاركين.
غزال، المنسقة المجتمعية لمشاريع تنموية قبل ان تستقيل أرادت تغيير نمط وأسلوب حياتها فلمعت بمخيلتها قبل سنوات خمس فكرة المشروع الخاص والمتمثل بالطعام وما شابهه، وهي ام لطفلين وزوجة لأسير معتقل منذ أربع سنوات
هنا كانت المرحلة الثانية من التحدي في القرار العملي لنسرين فرغم البكاء على ضياع فرصة تحقيق المركز الأول فهي كانت الدافع الأكثر لتحقيق الذات والنهوض للأمام.
الاستثمار الالكتروني
وأضافت: “دائما كان العائق الاقتصادي يقف حائلا بيننا وبين افتتاح مطعم مميز ، ومن غير تفكير طويل قررت أن استثمر نشاطي على الصفحات الاجتماعية لعرض أعمالي وأطباقي وانتظار التقييم.
وبين خوف وتحد كان القرار لاعتماد البيع الالكتروني والتسويق للمنتجات التي أنجزها رغم تخوف المستهلكين من التجارة والبيع الالكتروني خشية الجودة للمنتج وخاصة إذا كان في سياق الطعام والحلويات.
وعن كيفية اعتماد هذا البيع وأسلوب الترويج أكدت غزال، أن الترويج كان من خلال صفحة الفيسبوك لـ “مطبخ تبولتي T” ومن بين الأعمال والانتاجات كانت الميزة في هذا الإطار عدم نشر أي طبق إلا من خلال عملها بعد التوصية عليه.
وبخصوص عمليات التسويق أوضحت غزال، أنها تفاجأت من حجم الطلب على المنتجات من خلال الصفحة على الفيسبوك، الأمر الذي عزز من توجهها فتوجهت بتقديم عينات مجانية ساهم ذلك ببناء قاعدة متينة للزبائن”.
وشكلت من خلال علاقتاتها السابقة مع مؤسسات المجتمع المدني أصبحت قدرة عالية على صقل فكرة المشروع للشباب والشابات في المدارس تحت فكرة المشاريع الصغيرة الريادية.
75 شيقلا البداية
وعن البداية وصعوباتها وكيف كانت، قالت غزال: “المضحك بـ الفكرة أنا بدأت بـ٧٥ شيكلا ولم أكن أملك غيرها بعد استقالتي من عملي واستعملت مبدأ راس المال والربح من البداية “.
وأضافت: “الكثير من الأطباق تلفت معي في البداية وكان الربح سالبا ولكن ذلك لم يكن سببا كافيا لتركي هذا المجال
فكنت اهتم برأي الزبائن وأتقبل انتقادهم وتعديلاتهم”.
وأردفت: “خلال سنة حققت مبيعات بـ36 ألف شيقل، وبعدها توقفت عن الحساب والعد”.
وعن ايجابيات وسلبيات العمل في البيت أكدت غزال، أنه يحتوي على ايجابيات وسلبيات، ومن بين الايجابيات العمل في بيئة مستقلة ومريحة وساعات دوام مرنة لأنها هي التي تتحكم بالدوام فهي المديرة والموظفة المديرة إضافة لاهتمامها ببناتها دون تكبد عناء تركهن في الحضانات.
ومن بين السلبيات في هذا المجال هو العمل لساعات طويلة داخل المنزل وأحيانا انقضاء ٢٢ساعة عمل بالمنزل لتنوع الأصناف المطلوبة وكمياتها الصغيرة بالاضافة لمهمة تربية أطفال بغياب الوالد القصري المسجون لدى الاحتلال، وانعدام الحياة الاجتماعية تقريبا الا من بعض المقربين والأصدقاء الذين يشجعونها ويساعدونها دوما.
اختار طريقك بنفسك
وبين غزال أن الإيمان يقودنا إلى العمل أننا نستطيع وأن ثمة مكان لكل حي خلقه الله على هذه البسيطة بَعضُنَا يفضّل الاستسلام وانتظار الفرصة والبعض الآخر يبحث عنها ، وقالت: “أنا بحثت عنها ووجدتها بعملي المستقل في مطبخي الذي يستقطب عاملات أيضا في أوقات الضغط ولكن ليس بشكل دائم لتذبذب العمل بين الوقت والآخر”.
وأضافت: “يستهجن البعض أحيانا أنني لم أبحث عن عمل بشهادتي القانون والماجستير ولكن ما لم يدركوه أنني لم أملك يوما عملا دائما وإنما كانت مشاريع محددة المدة وتدريبات موسمية .
السعر بالجنيه الفلسطيني
بعد خمس سنوات أستطيع أن أقول بأنني نجحت في خلق فرصة عمل دائمة لي حيث أصبحت اتبع برنامجا يوميا لعمل الوجبات الفردية وإشهار الأسعار بالجنيه الفلسطيني كرمزية لا أكثر .
وعن طموحها، أكدت أنها تتوق لعمل مشروع ضخم يستقطب كل الموهوبات والموهوبين من كافة القطاعات لتقديم خدمات الطعام والضيافة ولكن الفكرة لم تنضج بعد.
(بوابة اقتصاد فلسطين)