بمهارة وخفة تبرع في نقش النسيج لتخرج بأثواب فلسطينية مطرزة، تمزج بين العراقة والتراث الفلسطيني واللبس الجميل، خديجة عبد الرزاق “53 عاما” من قرية عارورة شمال غرب رام الله، تمتهن تطريز الأثواب الفلسطينية والعباءات منذ أكثر من 30 عاما.
شقت خديجة طريقها لوحدها منذ كانت شابة، لتصنع لنفسها عالما خاصا وتتخذ من إحدى زوايا منزلها ركنا تنمي فيه حلمها وموهبتها في التطريز، فتستذكر أيامها الأولى في تعلم التطريز ونقش النسيج قائلة ” كنت اجمع حاجياتي الأساسية من قماش وابر وحرير واذهب إلى حاجة من قريتنا دأبت على تعليمي لحين أتقنت هذه المهنة، ثم بدأت بتطريز الأثواب لنفسي وأمي ونساء عائلتي في البداية، إلى حين قمت بتطريز ثوب لامرأة من البلد ثم بدأت العروض تأتيني من النساء لإنجاز أثواب لهن”.
هذه المطرزات التي تميزت بها المرأة الفلسطينية على مر العصور، والتي تعبر عن تاريخ وأصالة المرأة الفلسطينية، ومع التطور الزمني والتكنولوجي تقلص الإنتاج اليدوي للأثواب وظهرت العباءات المطرزة بالأدوات الآلية، والتي تصفها خديجة بأنها مظاهر فقط وبان الأصل هو العمل اليدوي “بالإبرة” فهي التي تعبر عن تراثنا التي تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل.
لا يقتصر عملها على التطريز فقط فهي تتقن الخياطة وتفصيل الملابس بالإضافة إلى الخرز والسيراميك، ولكن يبقى التطريز شقها المفضل، والذي تعكف على العمل به دائما مؤكدة أنها ستستمر به طوال حياتها.
تلبي خديجة في عملها كافة الأذواق، فهي التي تأتيها العروض من مختلف المناطق الفلسطينية ولمختلف الفئات العمرية فتنتج الأثواب والعباءات والفساتين المطرزة، بالإضافة إلى المطرزات الخاصة بغرف الجلوس وغيرها، وتؤكد ان هناك العديد من النساء من تأتيها لتطريز الأثواب على النسق القديم الذي ما زال يحتفظ بمكانته رغم ما أدرجته الموضة من أثواب في السنوات الأخيرة.
ولأن التراث ينتقل من جيل إلى جيل فهي تدأب على تعليم الفتيات أسس التطريز ولتنقل هذه المهنة إلى الجيل الشاب مبدية استعدادها لتعليم من ترغب من الفتيات ” فتقول هذا تراثنا الأصيل والذي يجب أن يبقى حيا على طول الزمان فالأجيال تسلف الأجيال، ويجب على الجيل الشاب الحفاظ على هذا التراث الذي أورثنا إياه أجدادنا.
المصدر: لمة صحافة