يزداد الضغط على المرأة التي أنجبَت مولوداً ثانياً، فمسؤوليتها تتضاعف وتتعقد، وخاصة أن الطفل الأول ينتابه الشعور بالغيرة جرّاء تركيز اهتمام والديه على المولود الجديد.
هناك العديد من الخطوات التي تساهم في أقلمة نفسية الأم وطفلها الأول، وتحضيرها للفترة المُتعبة التي تُقدم عليها:-
1- على الأم أن تتوقع عودة بعض العادات السيئة التي كان يقوم بها طفلها الأول، كنوبات الصراخ والبكاء مثلاً أو التبول في الثياب وفي السرير، فتَحَضّرُها نفسياً لهكذا أمور يجعلها تتأقلم بسرعة في حال حصلت.
2- هناك ضرورة للتماسك عند الأم بمعنى أن تظلّ تتعامل بالطريقة عينها مع ابنها الأول كما كانت تتعامل معه من دون مولودها الثاني، وذلك عندما يتصرف بطريقةٍ معينة بحثاً عن اهتمامها، مما يوضح له أن الوضع لم يتغير والقواعد لا تزال هي نفسها، فلا داعي لأن يقلق أو يغار.
3- على الوالدة أن تسعى قدر المستطاع لإيجاد توازن في وقتها بين مولودَيها، قد يحتكر المولود الجديد وقتها بدايةً، ولكن لا يجوز أن تغفل الأم أنها لا تعطي الأول حقه من وقتها، لذلك حاولي أن تركّزِ اهتمامكِ عليه ًوهو وحيداً،دون تواجد شقيقه الجديد معهما في نفس الغرفة، هو أمرٌ محبّب يبني الثقة عند المولود الأول ويريحُه.
4- قد تكون الخطوة الأفضل لخلق جوٍّ مريح بين الوالدة ومولودها الجديد وطفلها الأول، هو إشراك الأخير برعايتها له، هذا ما يشرح استنساخ الطفل لأمّه عند رعايتها لمولودها برعايته لدميته، يُستحسَن أيضاً الطلب من الطفل القراءة لشقيقه أو لشقيقته وقلب الصفحات في حال قراءة الأم له، أي إشراكه بكل ما يجعله يتعاطف والمولود الجديد.
5- لتطمين المولود الأول أيضاً، يجدر بالأم إخباره مراراً بأنه كان هو أيضاً صغيراً هكذا، وأنها اهتمت به تماماً كما تهتم بالمولود الجديد، بما يُبعد الشك عنه ويخفف من غيرته.
الغيرة عند الولد الأول مسألة صحية.
تشدد الاختصاصية في علم النفس ساندرا خليل على أن “الغيرة طبيعية وهي دليلٌ على وعي الولد، فبعد أن كان يشعر بأن العالم يتمحور حوله، تتغير لديه الصورة ليرى أن هناك تأخيراً في تلبية حاجاته بعد ولادة الطفل الثاني”، لافتةً إلى ملاحظات الولد الأول للأمور الجديدة التي تحصل في المنزل “كبكاء شقيقه أو شقيقته، طريقة إطعامه، والرعاية التي يتلقاها.. أي إنه يلاحظ حاجة الولد الثاني إلى أهله أيضاً”.
أما لمحاربة الغيرة وطمأنة الولد الأول، فتنصح خليل بمعاملته بالاهتمام نفسه وعدم إهماله، وتؤكد أن “على الوالدَين أن يكونا شفافَين معه، وأن يذكّراه بأنهما يحبّانه، وألا يخبّئا عنه تفاصيل رعايتهما للولد الثاني، فعندما يُبعدانه ويهتمان بهذا الأخير، تزداد غيرته ويشعر أن هناك أمراً سيئاً يحصل، تماماً مثلما تخبّئ الأم عن ابنها مشواره إلى الطبيب، فتحاول طمأنته مراراً وتكراراً قبل الوصول، وعندها يخاف أكثر ويتساءل عن سبب تغيّر تصرفات أمه تجاهه”.
وتضيف: “الحريّ بالأهل إدخال الولد الأول في عالم شقيقه أو شقيقته، عبر جعله يساعد والدَيه بالرعاية التي يقومان بها” مشيرةً إلى أن غيرة الولد الأول من الثاني تخف ورعايته له تزيد عندما يقوم الوالدان بتعريفه على هويته الجديدة، “فعليهما أن يشرحا له بطريقةٍ بسيطة ومشجِّعة أنه أصبح أخاً الآن، وتبسيط الأمور هو الأساس في هذه المسألة”.