قد تواجهين خلال حملك بعض الأعراض التي تعتبر بشكل عام طبيعيّة، لكنها في مراحل معيّنة تصبح خطرة فيتوجّب عليك مراجعة الطبيب، إليك 10 أعراض عليك الاهتمام بها وعدم تجاهلها مطلقا.
مع الحمل تحدث تغييرات كثيرة لجسم الحامل، لذا قد تلجأ النساء للاقتناع أن كل الأعراض طبيعية، بينما قد يكون بعضها خطيرا ويحتاج للاهتمام الخاص. إليك أهم الأعراض الخطيرة التي قد تترافق مع الحمل، والتي تستوجب استشارة طبية طارئة:
1) النزيف
بشكل عام يمكن ان تجدي بضع قطرات زهرية اللون في ملابسك الداخلية خصوصا في الأشهر الاولى من الحمل، في الموعد المعتاد للعادة الشهرية (قبل الحبل) أو بعد ممارسة الجنس خلال الحمل، وهو أمر طبيعي.
في هذه الحالة، عليك متابعة كمية النزف، إذا فاق حاجتك لتبديل فوطة صحية أو كان لونه غامقا، عندها يفضل مراجعة الطبيب، على الرغم من ان النزيف من أهم العوارض التي تستدعي تدخل الطبيب، إلا أنه في 50% من حالات النزيف تكمل النساء حملها بشكل طبيعي.
قد يكون سبب النزيف هبوط المشيمة أو الحمل خارج الرحم لذا فمن الضروري التعامل مع النزيف بجدية ومراجعة الطبيب.
2) الانقباضات
العديد من الحوامل وخصوصا في الحمل الأول، يشعرن جيدا بالتقلصات والانقباضات في الرحم وقد يقلقن من هذا الشعور، لكن إن كانت الانقباضات غير مؤلمة و بوتيرة غير منتظمة فليس هناك ما يدعو للقلق.
الجفاف ونقص السوائل قد يؤدي إلى الانقباضات غير المريحة، لذا احرصي على شرب الكميات المناسبة من الماء.
ما قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل قد تشير الانقباضات أيضا إلى وجود إلتهابات بالمسالك البولية أو عدوى بخميرة فطرية، عندها إن كانت التقلصات التي تشعرين بها مؤلمة أو منتظة عليك بمراجعة الطبيب.
3) تباطؤ وسكون في حركة الجنين
بين الاسبوع 17 و18 من الحمل ستبدأين بالشعور بحركات جنينك، حتى وإن كانت حركات خفيفة جدا، إلى أن تصبح حركاته اقوى لدرجة الركلات في الأسبوع 24 من الحمل. جدير بالذكر أنه غالبا ما ينشط الجنين في الليل أكثر من النهار.
تباطؤ حركة الجنين قد ينتج عن تمزق الكيس الأمينوسي وفقدان السائل الأمينوسي، هذا الأمر سيؤدي لفقد الجنين للتغذية والأكسجين، لذا في حال شعرت بتسرب للسوائل بالإضافة لتراجع حركة الجنين، راجعي الطبيب.
سبب اخر لنقص حركة الجنين قد يكون نتيجة لانقطاع المشيمة عن جدار الرحم، الأمر الذي يوقف ويقيد وصول الدم والأكسجين للجنين. هذه الحالة هي الأكثر حاجة للتدخل السريع من قبل الأطباء، ففي حال مضت 90 دقيقة كحد أقصى على حركة جنينك راجعي الطبيب في الحال.
4) ألم في الساق
خلال الحمل يزداد انتاج هرمونات البروجسترون في جسم الحامل، فيتسبب ذلك بتوسع الأوردة في الساقين ما يؤدي إلى تباطؤ تدفق الدم لهما، هذا بدوره قد يسبب تجلط الدم والتخثر الوريدي.
التجلطات العميقة هي أمر خطير، وقد يكون مميتا، وهي قد تحدث في أيٍ من مراحل الحمل حتى 6 أسابيع بعد الولادة.
في حين يصعب تمييز التجلطات من التشنجات الطبيعية للقدم، لذا في حال شعرت بألم حاد في ربلة الساق خصوصا ان كانت في ساق واحدة من اثنتين عليك مراجعة الطبيب حالا.
5) التورم
بشكل عام لا بد أن تطال المرأة الحامل تورمات في الكاحل واليدين، حيث أن ينتج المزيد من السوائل لتغطية احتياجات الجنين، لدرجة أنه قد تشكل السوائل حتى 25% من وزن الحامل الإضافي.
لكن أي تورم مفاجئ وغير تدريجي يستدعي الاهتمام، في حال واجهت حالة مماثلة أو رافق التورم لديك ارتفاع في ضغط الدم والصداع عليك أن تراجعي الطبيب.
6) ارتفاع في درجة الحرارة
ليس كل ارتفاع في درجة الحرارة خطير، حيث أن الجهاز المناعي لدى الحامل يعمل بحساسية أحيانا لحماية الأم وجنينها، لذا قد تكونين أكثر عرضة لنزلات البرد والحمى وأعراضها: التعرق، القشعريرة، الصداع، والارهاق العام.
لكن في حال استمرت الحمى لديك لأكثر من يوم، أو لم تصحبها أعراض البرد عليك التحقق من صحتك على الفور، حيث ان ارتفاع الحرارة المستمر قد يكون ضارا جدا بجنينك.
قد تكون اسباب هذه الحمى الأمراض المنقولة جنسيا كالإيدز مثلا أو مرض الزهري (syphilis)، فيما قد تكون أيضا نتيجة لفيروس المضخم للخلايا، التسمم الغذائي، داء المقوسات(toxoplasmosis) أو جدري الماء (varicella).
عند اصابتك بالحمى بامكانك تناول عقار اسيتامينوفين، بينما يمنع تناول الأيبوبوفين، فيما ننصحك باتباع كمادات المياة الباردة بدل تعاطي الأدوية خلال الحمل.
7) الصداع
التغييرات الهرمونية الجذرية، زيادة حجم الجنين في الرحم، قلة النوم، الإجهاد والامتناع عن الكافيين كل هذه أسباب منطقية قد تؤدي إلى الشعور بالصداع دون أن تستوجب القلق.
ورغم ذلك، فإن الصداع خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل قد يشير لما هو خطير، كتسمم الحمل مثلا، او الارتفاع الدائم في ضغط دمها، لذا في حال بدأت تشعرين بالصداع بشكل مفاجئ في ثلثي الحمل الأخيرين، أو كان الصداع قويا عليك عدم التواني عن اللجوء للطبيب.
8) الرؤية الضبابية
يوما صيفيا حارا، وأنت تحملين في أحشاءك طفلا ومرهقة من يوم عملك الأخير قد يكون ذلك سيناريو طبيعي جدا ليؤدي بك إلى الرؤية الضبابية وبعض الصداع.
إلا ان الرؤية الضبابية قد تشير إلى ما هو مختلف عن ذلك وأخطر، حيث من الممكن أن تنتج عن تورم في شبكية العين كنتيجة لتسمم الحمل، لذا في حال صاحب الرؤية الضبابية ارتفاعا سريعا في وزنك بالإضافة إلى الصداع القوي عليك استشارة الطبيب حالا.
سبب أخر قد يؤدي للرؤية الضبابية هو سكري الحمل، حيث ان نقص الجلوكوز (سكر الدم) في الدم الموجود في القرنية قد يؤدي إلى عدم ثبات في حجم القرنية.
أعراض سكري الحمل قد تكون أيضا، كثرة التبول، وخز وخدر اليدين والقدمين، العطش الدائم، والارهاق المفرط. في حال عانيت من هذه الأعراض عليك مراجعة طبيبك.
9) الافرازات المهبلية
من الطبيعي أن تزداد كمية الإفرازات بشكل واضح خلال الحمل، حيث أن جسم الحامل يفرز مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، ما يؤدي إلى تدفق الدم إلى المهبل (لا منه) .
لكن في حال كانت الإفرازات تحتوي على الدم أيضا، أو كنت تشعرين بالألم والضغط عليك اعلام طبيبك بذلك، حيث أن الإفرازات في المرحلة الثانية فصاعدا قد تعني أن عنق الرحم يتوسع في نية للتهيؤ للولادة، ما قد يؤدي للإجهاض أو الولادة المبكرة.
10) الاكتئاب
14%-23% من الحوامل يعانين من الاكتئاب خلال الحمل. في حين أن الاكتئاب خلال الحمل هو مؤشر يدل على ارتفاع احتمال اصابة المرأة باكتئاب بعد الولادة الذي يؤثر على صحة الطفل العاطفية وصحة الأم النفسية.
لذا في حال بدأت تشعرين بالاكتئاب خلال الحمل، عليك مراجعة طبيبك مباشرة فور إدراكك لذلك، وسيقوم هو بدوره بتوجيهك لأخصائي صحة نفسية.
عزيزتي الحامل، على الرغم من كل التغييرات التي تعيشينها وقد تسبب لك بعض القلق، إلا أن المعرفة والاطلاع قد يقللان من قلقك ويوجهانك نحو الاهتمام بنفسك وبجنينك، لذا ندعوك لتحميل تطبيق طب بيبي الذي يرافقك خلال مسيرة حملك من يومك الأول حتى الولادة ثم تربية الرضيع والعناية به من هنا