استطاعت الأردنية نور الحسن أن تخلق فرص عمل وظيفية لأكثر من 4000 امرأة، يعملن بشكل حر من منازلهن “وظيفة عن بعد”، عبر ترجمة المحتوى، والتي ساهمت في تحسين بيئة العمل العربية بعيدًا عن الأنماط التقليدية في التوظيف.
جاء ذلك خلال تأسيسها لشركة تخصصية في مجال الخدمات اللغوية والتحريرية، حتى وصلت اليوم قدرتها في الترجمة إلى 30 لغة عالمية، وجعلت من أبوظبي مقرا لها.
وقالت نور لـ”العربية.نت” عن بدايات مشروعها “جاءت بدايات المشروع خلال عملي مع إحدى المنظمات الدولية، عندما لاحظت وجود ضعف في مستوى الترجمة، وصعوبة الوصول لشركات محترفة في المجال، إضافة إلى النقص الحاد في المترجمين الأكفاء والمختصين، والحاجة الماسة لسد هذه الثغرة في الوطن العربي، فأسست شركة “ترجمة” في عام 2008، ومقرها الرئيسي أبوظبي، ولديها فروع في دبي والأردن والسعودية، وتقوم الشركة بالترجمة لأكثر من 30 لغة عالمية”، كما أقدم العديد من البرامج المتخصصة لإثراء محتوى اللغة العربية على الإنترنت.
وأضافت: “انطلق المشروع بأسس بسيطة، وأخذ في التوسع والانتشار حتى بات اليوم يقدم الكثير من المبادرات والفعاليات، بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، وتضم الشركة مجموعة من المترجمين المحترفين، والذين يغطون المجالات العلمية والأدبية والتقنية كافة”.
وتابعت نور حديثها: “وفي منتصف عام 2017، أطلقنا منصة “أريد” المتخصصة في الخدمات اللغوية، والتي تخدم مختلف الشركات والأفراد الباحثين عن الخدمات اللغوية كالترجمة، والكتابة، والتدقيق، وغيره، وتستهدف المنصة فئتين محددتين من طالبي الخدمة ومقدميها، حيث تسمح للراغبين بالعمل الحر في المجالات اللغوية، بالتقدم إلى المشاريع والعمل عن بعد، وفي الوقت ذاته تسمح للشركات بالوصول والتعامل مع مختصين لغويين بشكل مباشر، آمن، وسهل”.
وأكدت أن منصة “أريد” يستطيع من خلالها الموظفون المستقلون أن يعملوا في الأوقات التي تناسبهم واختيار المهمات والأعمال التي تتلاءم مع كفاءاتهم.
وأشارت نور إلى اهتمامها بالمرأة فقالت: “منذ دخولي لمجال الترجمة، شهدت إقبالا شديدا من النساء في مختلف الدول العربية، لدينا الآن أكثر من 100 موظف يعملون معنا بشكل دائم في عدة بلدان كالسعودية والأردن والإمارات، وتشكل المرأة أكثر من 70% من عدد موظفينا الإجمالي، إضافة لمنصتنا الإلكترونية “أريد”، التي تضم أكثر من 4000 امرأة يعملون بشكل حر من منازلهم، أو أي مكان آخر، فطبيعة عمل الترجمة والمحتوى تستهوي النساء وتجذبهُن أكثر، ومعظم خريجي الترجمة والآداب قسم إنجليزي في الجامعات العربية هم من النساء”.
وأوضحت “لدينا فرق عمل في كل من مصر ولبنان، والغرض الأساسي من وجودنا في هذه البلدان هو تغطية الإقبال الشديد على الخدمات اللغوية المحترفة، إضافة للوصول إلى المهارات والخبرات الموجودة في مختلف الدول”.
وقالت: “خططنا المستقبلية تشمل إضافة الدورات التدريبية المتخصصة عن بعد، في مجالات الترجمة واللغات، ونهدف لإدخال الذكاء الاصطناعي، لدعم بعض الخدمات المقدمة على المنصة وتطويرها”.
وختمت حديثها: “أطمح بـالنمو المستمر للشركة والمنصة، لنخدم مئات الآلاف من العملاء، ونُؤمن فرص عمل على نطاق أوسع”.