بدأت هبة كالوتي -29 عاماً- مهنتها كمدرسة لغة إنجليزية قبل 6 سنوات في مدرسة دار الحكمة بالقدس، ولكن عملها لم يقتصر على المدرسة، فقد اعتادت على زيارة طلابها في منازلهم، وإحضارهم إلى منزلها من أجل دروس إضافية دون مقابل!
تقول هبة إن فكرة الدروس الإضافية بدأت مع بداية مهنتها كمعلمة، فملاحظتها أن بعض الطلاب يعانون أكثر من غيرهم في استيعاب كل المعلومات دفعتها إلى البدء بمساعدتهم خارج ساعات الدوام المدرسي.
وأضافت الكالوتي أنها بدأت في دعوة بعض الطلاب إلى منزلها بعد موافقة أهاليهم، وإعطائهم دروساً إضافية في اللغة الإنجليزية، ثم تطور ذلك إلى مواد أخرى كالرياضيات واللغة العربية.
ورغم الاحتجاجات المستمرة من عائلتها، واصلت إعطاء الدروس للأطفال، الأمر الذي فاجأ مديرة المدرسة والمعلمين الآخرين على حد تعبيرها.
وتصر كالوتي على ملاحقة بعض الطلبة إلى منازلهم، خاصة من لا يتمكن منهم من الحضور إلى منزلها، وقالت إن الفكرة لاقت استحسانا من أسر الأطفال خاصة بعد أن علموا أن الدروس سوف تعطى بالمجان.
الأمر لم يعد يقتصر على طلاب المرحلة الابتدائية، فقد أوضحت الكالوتي أنها تساعد اليوم ما يقارب من عشر طالبات في المرحلة الثانوية من أجل اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية، مضيفة أن بعض الأسر لا تستطيع الدفع مقابل دورات إضافية، ومساعدة طلبة التوجيهي على وجه الخصوص يبعث الراحة والرضا عن النفس.
تقول الطالبة في المرحلة الثانوية هنادي أبو رميلة أنها لم تصدق حين أخبرنها زميلاتها عن معلمة لغة إنجليزية تعطي دورات بالمجان.
وأضافت أبو رميلة:” كل ما كان علي فعله هو الاتصال بها، وهي بدورها دعتني إلى منزلها فوجدت طالبات أخريات، وأصبحنا نواظب على الذهاب لبيتها أسبوعيا لما تبذله هبة الكالوتي من جهد يسهل عليهن الأمور”.
ويواظب على زيارة منزل المعلمة هبة أكثر من ثلاثين طالبٍ وطالبة، من مراحل مختلفة، وهي تساعدهم في اللغة الإنجليزية، والمواد الأخرى في بعض الأحيان.
تقول الكالوتي:” التدريس مهنة مقدسة ولا اعتبر أن التدريس يقتصر على المدارس، فأنا أحاول أن أبذل قصارى جهدي من أجل الأفضل للطلاب، وإن كان ذلك يحملني على زيارتهم في البيوت أو إحضارهم إلى منزلي”.
وختمت الكالوتي حديثها بأن كل طالب هو مشروع لإنسان أفضل، وكل الطلاب يجب أن يحصلوا عن نفس الفرصة حتى إن اختلف مستوى الذكاء لديهم، وكل مدرس يستطيع أن يمنح الطلاب فرصة وأن يفتح الآفاق أمامهم من أجل مستقبل أفضل.
(بيرزيت اون لاين – سحر سويطي)