وأفادت دراسة نشرتها أخيراً مجلة متخصصة بطب الأطفال أن الصغير الذي يتردد في تناول طعامه ويقابل وجبته الغذائية بفتور ممزوج بالخوف والقرف، هو على الأرجح يعاني من مشاكل نفسية قد لايكون من السهل تجاهلها.
200 مصاب بين ألف طفل
وعاينت الدراسة 1000 طفل تترواح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات لتخلص إلى نتيجة مفادها أن 20% من هؤلاء الأطفال يعانون من هذه الحالة المرضية التي تجعلهم غير راغبين بتناول الطعام أو هم يشعرون بشيء من القلق والوسوسة نحوه.
كما تم تصنيف 17% من الأطفال بأنهم يعانون من المشكلة باعتدال، وذلك لأنهم أبدوا مزيجاً من القلق والقرف تجاه أنواع محددة من الأطعمة، فيما وافقوا على تناول أغذية أخرى بدون تأفف أو تردد.
ووجد الباحثون أن 3% فقط من الأطفال يبدون أعراض الإصابة الحادة بالمشكلة، وذلك لأنهم كانوا أبدوا ردود فعل مفرطة في سلبيتها نحو رائحة الطعام ومذاقه، الأمر الذي جعلهم عاجزين عن تناول أي نوع من أنواع الأغذية خارج المنزل.
وشدد الباحثون الذين قاموا بالدراسة على أن مشكلة هذه النسبة المرتفعة من المرضى لاتكمن في أنهم لايحبون هذا النوع من الخضروات أو ذلك الصنف من الجبنة مثلاً، بل إن الخلل لديهم أعمق من ذلك وأكثر رسوخاً في نفسياتهم.
الكآبة تسبب الوسوسة تجاه الطعام
وقال الباحثون إن الحرص المبالغ فيه في التعامل مع الطعام ربما يكون من أعراض الإصابة بالكآبة أو القلق لدى الأطفال. وأضافوا أن العقد النفسية التي يشكو منها الطفل تزيد سوءاً مع ازدياد وسوسته وحرصه المفرط تجاه الطعام.
وفيما يفضل العديد من الأطباء والآباء أيضاً التريث قبل البدء بمعالجة جادة لهذه المشكلة، على أمل أن تكون واحدة من المشكلات الصغيرة التي يتجاوزها الطفل حين ينضج، فإن اختصاصين يحذرون من مغبة إهمال اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في إنقاذ الطفل من براثن هذه المشكلة.
والواضح أن لهذا الموقف المرضي من الطعام انعكاسات كبيرة على الطفل، فالموسوس لايتناول الكثير من الأغذية الضرورية لنموه نمواً سليماً، وغالباً ما يقرر أنه ليس بحاجة إلى مجموعات كاملة من الأطعمة كالفواكه أو الخضروات.