لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة الاقبال على تعلم مهنة التجميل لما تحظى به من ميزات متعددة من حيث الجدوى الاقتصادية، وللعمل في هذا المجال مميزات أخرى.
عاملون في صالونات عدة يرون أن مهنة التجميل ذات جوانب ايجابية عدة، من حيث قصر مدة التعلم والتي غالبا ما تكون بين ستة أشهر الى سنة، بتكلفة لا تتجاوز 4 آلاف شيقل، كما أن الفرد لا يحتاج سنوات خبرة للحصول على رخصة لفتح صالون تجميل سواء من الغرفة التجارية أو وزارة العمل، وذلك بسبب حاجة السوق لعدد كبير من الأيدي العاملة في هذا المجال، فقد بلغ عدد الصالونات بين رام الله والبيرة ما نسبته 400- 450 صالون، أي ما يزيد عن 80-90 صالون في مركز المدينة.
وبالتالي ازداد عدد المعاهد التي تخرج طلابا من هذه المهنة منها: جمعية انعاش الأسرة وأكاديمية ليدي روز، ومركز زينة للتجميل، ومركز وأكاديمية (واو) للتجميل وغيرها من المعاهد التي تجاوز عددها في محافظتي رام الله والبيرة 22 معهدا، ما دفع وزارة العمل الى منع افتتاح أي معهد جديد.
يعمل الكوافير جمال في مهنة التجميل منذ 23 عاما، فبعد تخرجه من الثانوية العامة فضل التوجه لتعلم مهنة تكسبه قوت عيشه فبدأ العمل لدى احدى محلات التجميل وهو في 17 من عمره، ثم فتح صالون حلاقة رجالي في عام 1992 ثم دمج الستاتي عام2006، معللا ذلك بقوله “اتخذت هذا العمل كهواية”.
وقال جمال إن مزايا مهنة التجميل عديدة، فالفرد لا يتسخ خلال العمل بعكس المهن الاخرى مثل البناء وغيرها، وتكلفة التعليم وتجهيز المحل ليست عالية، ومن السهل الحصول على ترخيص من وزارة العمل، وذلك بسبب عدم وجود صلاحيات كافية بيد النقابة تسمح لها بمراقبة انتشار الصالونات، ومعاهد التجميل”.
النقابة متهمة بالتقصير
طالبت منتهى سمارة صاحبة صالون “ميارة بيوتي” في مدينة رام الله بضرورة تفعيل دور النقابة، لدور متابعتها لمواضيع الأسعار وانتشار الصالونات في توزيع العمل بصورة عادلة.
ورأت إن سبب زيادة أعداد العاملات في هذه المهنة هو انخفاض التحصيل الأكاديمي للفتيات، وتتراوح اعماره الفتيات غالبا ما بين 16-20 سنة.
وقالت سمارة أنه وفي السنوات الـ 20 السابقة تراجع اقبال الزبائن على صالونات التجميل، بسبب ظهور الانترنت الذي سمح للفتيات بالتعرف على طرق وتقنيات التجميل، لذا لم يعد هناك حاجة لصالونات التجميل.
وبينت أن عدد معاهد التجميل ارتفع الى 22 معهدا، وهذا لا يضم الصالونات التي تعطي دورات التدريب في مراكزها.
ووجهت سمارة نصيحة للفتيات بقولها”اذا كانت هوايتك التجميل تعلميها لشخصك”، كون هذا المشروع غير ناجح للأسباب المذكورة.
ورأى جمال ان ضعف نقابة اصحاب صالونات التجميل والعناية بالبشرة أدى الى وجود العديد من الصالونات غير المرخصة، بالإضافة الى أنه وبالرغم من أن النقابة فرضت أسعارا محددة على أصحاب الصالونات الى أنهم لم يلتزمو بها، ما أدى الى ايجاد تنافس بين الصالونات خاصة القريبة جدا من بعضها.
وأضاف جمال أنه وفي بداية عمله لم يكن الانتشار كبيرا للصالونات، أما الآن فقد ارتفع العدد في الشارع الممتد من دوار المنارة لعمارة الحجة، فهناك حوالي 13 صالون رجالي من دون الصالونات النسائية، وفي عمارة الاسراء لوحدها زاد العدد من 3صالونات الى 4.
رد نقابي: نعاني من مشكلة غياب الصلاحيات
من جهته أوضح رئيس نقابة أصحاب صالونات التجميل والعناية بالبشرة مؤيد عياد، ان صالونات التجميل في رام الله ارتفع عددها بشكل كبير بسبب الطلب المرتفع على هذه المهنة، وكونها مهنة لا تعرف البطالة، مشيرا الى أن صالونه الخاص ما زال بحاجة الى6 موظفات.
وأضاف ان الزيادة الكبيرة لم تأتي ضمن سياق تنظيمي من قبل النقابة، موضحا أن النقابة ليست هي من الجهة التي تمنح التراخيص للصالونات، بل البلدية ونقابة أصحاب الغرف التجارية، ويتم اعطاء الترخيص بشرط ان يعمل الفرد لمدة سنتين.
وبين أن سبب عدم امتلاك نقابة أصحاب صالونات التجميل لأي صلاحيات تخولها لسن قوانين هو عدم وجود مجلس تشريعي ترفع له القوانين الجديدة، مؤكدا أن النقابة تسعى للحصول على مرسوم رئاسي لتنظيم عمل الصالونات.
واشار مؤيد الى ان العدد الكبير للصالونات في العمارة الواحدة هو بسبب عدم وجود أي قوانين تمنع ذلك، الى ان النقابة تسعى الى منع فتح أكثر من صالونين في العمارة الواحدة، وذلك حسب عدد الابواب في العمارة، فالعمارة التي يوجد فيها بوابتين يسمح لها باحتواء صالونين، اما العمارة التي تملك بابا واحدا فلا تحوي سوى صالون واحد.
وأكد مؤيد أن النقابة تسعى إلى تشكيل لجنة يكون عملها تنظيم عدد من القوانين التي سيتم عرضها على المجلس التشريعي في حال تم اعادة تشكيله، وقال: “نحن نملك رؤية مستقبلية حول بعض القوانين منها منع أي شخص من الحصول الرخصة الا في حال كان يعمل في المهنة لمدة 5 سنوات، وعدم السماح لأي شخص بفتح معهد للتجميل وممنوع يأخذ أي سخص رخصة من دون أن يمارس مهنة كوافير، ولا يمكن لأي شخص أن يكون استاذا في المعهد”.
بوابة اقتصاد فلسطين