الجمال يرضي الحواسّ، وخاصة البصر، فقد وصف أحدهم المرأة الجميلة، بأنّها تلك التي تجعلك تتوقّف عن السير إذا رأيتها في الشارع، وتلتفتُ إلى الوراء لتتابعها بنظرك. الجمال إذن شيءٌ حسيّ ملموس في المرأة، يرتبط بها فقط.
لكن، أنْ تكون المرأة مثيرة، فهذا أمرٌ أكثر ارتباطًا بالتفاعل مع الآخر؛ فالجمال أمر له علاقة بما أنت عليه، والإثارة أمر له علاقة بالتفاعلات مع شخص آخر.
كلمة جميلة ذات معنى أوسع من المظهر الجسدي، لأنها تشير إلى نوع من الجمال الداخلي. أما مثيرة فمحدودة بالمظهر الجسدي والرغبة الجنسية فقط، وتأثير الجمال أعمق بكثير من تأثير الإثارة.
لكن الأمر يختلف لدى الرجال، فالقول، بأنّ رجلاً ما مثير، يعتمد إلى حدّ كبير على ما يطلق عليه علماء النفس، وصف “الهالة الشخصية”، وهي تعني صفات لا علاقة لها بالشكل، بل على خصائص كالرعاية، واللطف، والوضع الاجتماعي، ومن المُلفت أنّ معظم النساء اللواتي تربطهنّ علاقة مع رجال يحتلّون مناصب محترمة اجتماعيًا، ذكرنَ أنّ هؤلاء الرجال مثيرون بغضّ النظر عن وسامتهم.
ووصفُ شخص، أو شيءٍ ما، بأنّه جميل، يحمل معانٍ أوسع بكثير من وصفه بأنه مثير، فوصف الجمال يطلق على الناس والطبيعة، كما أنّ أحكام الجمال أيضًا أكثر تجانسًا، لأنها أحكام عالية، وتقييم الإنسان، أو الشيء الجميل، أوسع بكثير من تقييم الشخص المثير، لذلك يفضّل معظم الناس أنْ يتمّ تقييمهم على أنّهم أجمل، وليس لمجرّد أنهم “أشخاصٌ مثيرون”.
العطش والرغبة الجنسية والحب الرومانسي
حين نشعر بالعطش الشديد، نحن على استعداد لشرب الماء من أي كوب، وهكذا هي الرغبة الحسيّة المجرّدة، فهي غير محدّدة بشخص، وتنتهي به. لكنّ علماء نفس آخرين، يرون أنّ الرغبة حين تقترن بالحبّ الرومانسي العميق تختلف تمامًا، لأنّها في هذه الحالة محددة، فهناك شخص معيّن تريده، والرغبة محصورة في ذلك الشخص كفرد، رجلاً كان أو امرأة.
تأثير الوقت على كونكِ جميلة ومثيرة
الحبّ طويل الأمد، هو تجربة انجذاب مستمرة، وأهم عوامل الجذب، هو التوق إلى أنْ تكونا معًا، وهو الأساس الأهمّ في الحب العميق، والانطباعات الأولى، التي تولّدها جاذبية الجمال، ثمّ الرغبة الجنسية، لا تكفي للحفاظ على الحبّ، لأنّ الجمال والرغبة كلاهما ينقص مع الوقت، لذلك ينبغي التركيز على الجوانب الأعمق، ذات الصلة بالحب الدائم.
بعد كل هذا، هل ترغبين في أنْ يراكِ الناس جميلة أو مثيرة؟ معظم النساء سيقلنَ كلاهما، لكن إذا كان عليكِ أنْ نختاري بينهما، فماذا تختارين؟
الواقع، أنّه مهما كان خياركِ، عليكِ أنْ تدركي جيدًا أنّ الجاذبية تنبع من سلوكياتكِ، التي تزيد من رغبة الشريك بكِ، وهو أمرٌ هامّ جدًا في العلاقات الرومانسية، وأنْ تكوني مثيرة، ذلك يعني أنْ تتبني سلوكًا فيه الكثير من الشراكة والدفء.