التفاهم والحب والتشارك وإشباع الحاجات الجسدية والعاطفية من أهم العناصر التي تقوم عليها الحياة المتوازنة بين أي شريكيْن.
والأصعب فيها، أن تسود حياتهما حالة من الفتور وضعف الانجذاب نحو الآخر، ليصبحا كأنهما غريبان يعيشان تحت سقف واحد.
كيف يصبح الزوجان غريبيْن؟
الأخصائية النفسية ومدربة التنمية الذاتية سحر مزهر ردّت هذه الحالة إلى اختلاف مشاعر الزوجين ما بعد الزواج، وانخفاض مؤشر الشغف في علاقتهما، ومن ثم التزامهما الصمت تخفيفاً للمشاكل، والدخول في دوامة الجفاف العاطفي، وهو ما ينتج عنه انفصالهما روحياً وجسدياً.
وأوضحت لـ “فوشيا” بأن تقديم أحد الأطراف مصلحته على مصلحة الآخر، واستنزاف قدراته ليصبح غير قادر على العطاء ولا على التفاهم والتواصل، تؤدي إلى انسحابه من العلاقة.
ومن غير الصحي في علاقة الزوجين، بحسب مزهر، أن يتصف الزوج ببُخله العاطفي والمادي نحو شريكته، أو يكون سبباً في دخوله حالة من البرود الجنسي، تُحوّل علاقتهما الحميمية إلى تأدية واجب فقط.
وقالت: إن كل هذه العوامل كفيلة بتحويل دور الزوج من المتزوج إلى “صرّاف آلي” دوره ينحصر في الإنفاق على أسرته فقط.
ووصفت مزهر حياتهما بالرتابة والبرود تماماً كالجسد بلا روح، لا سيما أن تلك الأجواء تبدو جليّة لمجرد دخول المنزل، نظراً لغياب الرجل المتكرر عن المنزل، فيما المرأة تعيش حياتها بطريقة ما، حيث لكلٍّ منهما عالمه الخاص الذي قررا الانشغال به.
حلول تُعيدهما إلى بعضهما
أهم انطلاقة تعيد الروح إلى حياتهما تبدأ بكسر حاجز الصمت، والاتفاق على لغة حوار تجمعهما، تنتهي بالتوصل إلى حلول تنقذهما من الغرق، كما بيّنت مزهر.
ونصحت، دون أي استغراب، أن يكون الحوار بينهما، وهما في حالة عناق، وهذا فعلياً ما أثبتته الدراسات بأن عناق الزوج لزوجته واحتضانها مفيد جداً لقلبها، ويخفف من هرمونات التوتر في جسمها، ومن ثم يغير من نبرة صوتها للدرجة التي تهدئ من انفعالاتها.
أما العلاقة الحميمية، فلا بد وأن تعود وتتجدد إلى ما كانت عليه في البدايات، من خلال إصلاح حالة الصمت التي تسودها، لا سيما أن التنفيس عن غضبهما بعد ممارسة العلاقة سيتقلص تدريجياً وإن كانا في حالة خلاف شديد.
وخلصت بالتساؤل: أين الزوجان من بعضهما إن قرر الزوج أن يكون “صرافاً آلياً” ينفق على أسرته، بينما قلّصت الزوجة مهمتها على واجبات المنزل فقط، ونسيا احتياجهما لبعضهما الذي هو قبل كل شيء؟ (فوشيا)