تقول نظرية جديدة في علم النفس إن هناك فرقًا بين أن تكوني لطيفة، وأن تكوني لطيفة باستمرار وعلى حساب أعصابكِ.
هذه النظرية التي يعرضها الدكتور بوب تايبي خبير العلاقات الاجتماعية، لقيت بين قرّاء مجلة “سايكولوجي توداي” ردود فعل متشكّكة، بعضها ربما نتيجة سوء فهم ما يصفه الدكتور بأنه “مخاطر اللطف الزائد”.
وجهة نظره تُشير إلى أن طبع الطيبة والتسامح واللطف المفتعل أحيانًا، يُمكن أن يصيب صاحبته بالإحباط وباختلال الصورة الداخلية، إذا كان “نمط حياة” على مدى الأربع والعشرين ساعة يوميًا.
تحويل المشاعر للداخل
فالطيبة الدائمة واللطف المفتعل، كما يقول تايبي تعني عمليًا تحويل المشاعر الطبيعية إلى داخل الشخص، بدلاً من أن تظهر على وجهه وتصرفاته.
وهذا التخزين المستمر للمشاعر يحوّلها إلى كُتل داخلية تنتهي بالإحباط والإدمان على القلق، كما يقول.
ولذلك، فإنه ينصح الذين يأنسون للُّطف ووصف الناس بأنهم طيبون، أن يعطوا أنفسهم راحتها بين وقت وآخر في “الانفجار” بالغضب ورفع الصوت. وإن لم يفعلوا ذلك وينفّسوا عن مشاعرهم الحقيقية فإنهم معرّضون للإحساس بالذنب، والوقوع تحت وطأة الندم لأنهم يكرّسون مشاعرهم لإرضاء الآخرين على حساب أنفسهم.
لوم النفس
وتُشير النظرية إلى أن “مُدمنات إرضاء الآخرين”، يجدنَ أنفسهنّ بعد فترة من الزمن يشعرنَ بالإحساس الدائم بالذنب، وكأنهنّ مسؤولات عن سوء تصرفات الآخرين.
وتصفُ النظرية هذا الإحساس بالذنب بأنه من ملحقات مشاعر الأمومة التي تتصرّف فيها المرأة على أنها مسؤولة عن أخطاء الآخرين، أبناءً كانوا أو أقاربَ.
“هذا نمط حياة بائس، أن تضعي الآخرين قبل نفسكِ، وأن تعيشي تحت وهم أنكِ مسؤولة عن الآخرين بأخطائهم وتقصيرهم”، كما يقول الخبير النفسي.
ونصح الخبيرُ من يعتقدنَ بأن في هذا ميّزة إيجابية، بأن يلجأنَ إلى فتح حوارات هادئة مع الآخرين، في البيت أو المكتب. وفي هذه الحوارات الهادئة، يُمكن للفتاة “الطيبة زيادة” أن توصل رسالة ذكية للآخرين بأنهم مخطئون، ودون أن يكون ذلك مترافقًا بانفجار الغضب.
أهمية كلمة “لا”
وتخرج النظرية إلى أن التشديد على “أهمية أن تكوني لطيفة ومتفهمة للآخرين، فهذه مسألة لا نقاش فيها”. لكن بشرط أن لا يصبح اللطف الزائد نمط حياة مبنيًّا على القلق وتخزين المشاعر، لما في ذلك من مجافاة لمبادئ الحياة النظيفة النزيهة التي يفترض أن تعيشها.
الفرق بين الحالتين، كما تقول النظرية هو أن تكون لديكِ القدرة على أن تقولي “لا” عندما يكون الآخرون مخطئين. فكلمة “لا” في وقتها كفيلة بأن تمنع عنّا اختلالات عصبية محتملة سببها الإصرار على أن نكون دومًا لطفاء مع الآخرين حتى وإن أخطأوا بحسب فوشيا.