أوصى عالم نفس بارز بجامعة رويال كوليدج البريطانية بضرورة أن تصدر الحكومة توجيهات تحث الآباء على عدم إعطاء الهواتف الذكية للأطفال الأقل من 11 عاما. وقال الدكتور جون غولدن إن النصيحة الرسمية بعدم منح الطفل هاتفا ذكيا حتى السنة الأولى من التعليم الثانوي ستساعد الوالدين على مقاومة مطالب أبنائهما.
ونبّه أيضا إلى ضرورة عدم مكوث الأطفال أكثر من ساعتين يوميا على وسائل الإعلام الاجتماعية، بعد ثبوت أدلة على أن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق.
وتأتي تعليقات الدكتور غولدين قبل صدور تقرير مهم لفريق عمل جامعي شارك فيه حول تأثير قضاء الأطفال وقتا مفرطا على الإنترنت، وما يجب القيام به. وقال إن هناك علاقة متبادلة بين ارتفاع حالات الاكتئاب -لا سيما بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و24 عاما- وظهور الهاتف الذكي قبل عشر سنوات.
وأضاف أن هذا الأمر عززه التسلط عبر الإنترنت وقضايا صور الجسد والمواد التي تشجع على إيذاء النفس و اضطرابات الأكل و قلق الأطفال من الشعور بالحاجة إلى أن يكونوا متصلين دائما بالإنترنت لتجنب تفويت أي شيء.
وأوصت الدكتورة هايلي فان زوانينبرغ، وهي طبيبة نفسية ومديرة مجموعة بريوري لعيادات الصحة العقلية ، بضرورة أن تساعد المدارس الابتدائية والثانوية الآباء والأمهات في تطوير مواثيق يتفقون بموجبها على عدم شراء هواتف ذكية لأطفالهم حتى المرحلة الثانوية إذا أمكن.
وأشارت الدكتورة هايلي إلى أن المدارس ستستفيد من هذا الأمر لأن الأطفال لن يكونوا شبه نائمين في الصف بعد أن مكثوا مع هواتفهم معظم الليل، وسيوفر الآباء من مال الفواتير، وسيساعد في حماية الصحة العقلية للأطفال.
ومما يؤكد أهمية نصائح علماء النفس دراسة لجامعة كوليدج لندن وجدت أن الفتيات في العاشرة من العمر اللواتي قضين نحو ثلاث ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في سن المراهقة من أولئك اللواتي لم يفعلن ذلك. والأولاد في السن نفسها الذين كانوا أكثر احتمالا لممارسة ألعاب الفيديو كانوا أقل عرضة للمعاناة من اعتلال صحتهم العقلية.
المصدر: ديلي تلغراف