كيف يمكن تفادي مرض سرطان الثدي قبل أن نصاب به؟
تتسلل بعض مثل هذه التساؤلات لعقل الفتاة مع دخولها مرحلة النضج الجسدي، لكن في الحقيقة مهما زادت الحيرة حول الثديين، فهما جزء من هوية المرأة الشخصية، لهذا تعتبر الإصابة بمرض سرطان الثدي أكثر السيناريوهات رعباً بالنسبة لها.
والمشكلة أن سرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطان انتشاراً، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات تفشياً بين النساء الأميركيات، متخطياً سرطان الجلد، فوفقاً لمنظمة مجتمع السرطان الأميركي ACS هناك سيدة مصابة بسرطان الثدي بين كل ثماني نساء في أميركا.
لكن هناك خبر مفرح متعلق بهذا المرض الخبيث، عدد المتوفيات جراء إصابتهن بالمرض في انخفاض غير مسبوق، حسب ما ورد في تقرير لموقع مجلة prevention الأميركية.
تقول الطبيبة الأميركية مارغريت كومو، مؤلفة كتاب «عالم دون سرطان» إن «السرطان لم يعد حتمياً، فالنساء بوسعهنّ التحكم في المرض، أكثر مما يظنّن».
صدرك مؤشر لصحتك وكل ما تفعلينه يؤثر فيه
صدرك يستطيع أن يكشف الكثير عن حالتك الصحية، فهو خير مؤشر على زيادة الوزن، أو اضطراب الهرمونات والحمل. بالنسبة للأورام والكتل، فأنت على دراية كافية بأن ظهورهما قد يكون مؤشراً على شيء مشؤوم، وهو مرض سرطان الثدي.
كل ما نفعله منذ اللحظة التي نستيقظ فيها، ما نأكل أو نشرب، ممارسة التمارين الرياضية، تجنُّب المواد الكيميائية الحافظة، تعتبر العامل الرئيسي المتحكم في التحولات الجينية، التي يؤدي بعضها إلى مرض السرطان.
يمكن تجنُّب مجازفة الإصابة بمرض السرطان عبر اتباع نمط حياة صحي. بالطبع كونك امرأة هو سبب رئيسي للإصابة بمرض سرطان الثدي، لكن اتّباع خطوات معينة قد يقلل من فرص الإصابة بالمرض،
ولاحظي أن الخطوات العشر المذكورة في هذا التقرير تعتمد عليكِ أنت.
تفادي مرض سرطان الثدي
1 – اعرفي كثافة ثدييك، فقد تخفي هذا المرض اللعين
تعتبر معرفة حجم كثافة الأنسجة والدهون في ثدييك أمراً في غاية الأهمية لحماية نفسك، عندما تزيد الأنسجة على الدهون في الثدي -كما هو شائع بين النساء الأكثر شباباً أي تزداد كثافة الثدي- يصعب تعقب السرطان في جهاز الماموجرام (تصوير الثدي الشعاعي)، تظهر الأورام والأنسجة بلون أبيض، بينما تبدو الدهون داكنة.
امتلاك ثدي تزيد فيه الأنسجة على الدهون يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان 6 مرات، لا يعلم الخبراء السبب وراء ذلك، إلا أن احتمالية عدم وجود وحدة معايرة واضحة لقياس كثافة الثدي تدفع الأطباء إلى تبني نتائج غير دقيقة.
أصبحت العديد من الولايات مقيدة بقانون يطالب الطبيب بمدك بمعلومات حول مدى كثافة ثدييك في تقرير الماموجرام، وهناك ولايات أخرى في طريقها لتطبيق نفس القانون.
وهذا ما عليك القيام بِه بعد فحص الكثافة:
حتى لو كانت كثافة الثدي منخفضة، (وهذا شيء جيد) عليك بالمواظبة على الفحص الطبي. إذا كانت الكثافة مرتفعة، فلا يوجد ما يمكنك فعله لخفضها، رغم أنه من المتعارف عليه أنها تنخفض مع تقدم العمر.
يمكنك حماية نفسك بمطالبة طبيبك بإضافة التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية إلى نظام فحصك. يمكنك أيضاً تبديل تصوير الثدي الشعاعي التقليدي بالرقمي، الذي يمكن الأطباء من رؤية التشوهات في أنسجة الثدي الكثيفة بشكل أسهل.
2- تحركي ومارسي التمارين، فهي تحميكِ بطرق متعددة
ممارسة التمارين تحمي من الإصابة بسرطان الثدي من عدة نواح.
أولاً، تساعد التمارين في التحكم بالوزن. وجدت دراسة أجرتها الجمعية الكيميائية الأميركية أن النساء اللواتي زادت أوزانهن من 21 إلى 30 رطلاً منذ سن الثامنة عشرة، كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 40% من أولئك اللواتي لم تزد أوزانهنّ أكثر من 5 أرطال.
يقع اللوم على هرمون الإستروجين، الذي يمكن أن يحفز نمو الخلايا بشكل مفرط، وبالتالي الإصابة بسرطان الثدي.
قبل سن انقطاع الطمث، تنتج مبايضك غالبية هرمون الإستروجين، ولكن بعد انقطاع الطمث يتوقف المبيضان عن إنتاج الهرمون، ويتحول معظمه إلى أنسجة دهنية، وكلما زادت الدهون في جسم المرأة زاد الإستروجين.
ثانياً، تعدل التمارين من عملية أيض الإستروجين وتغيرها، وفقاً لدراسة نشرتها مجلة «علم الأوبئة السرطانية، التي تحمل عنوان السرطان: المؤشرات الحيوية والوقائية».
تقول الدراسة: بالنسبة للنساء اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام، فإن نسبة هرمون الإستروجين الجيد إلى نسبة الإستروجين الضار المتلف للحمض النووي تحسنت بنسبة 25%.
كما تقول الدراسة التي شاركت في إعدادها ميندي كورزر، الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، وأستاذة الطب في جامعة مينيسوتا: «أظهرت الأبحاث السابقة أنه كلما زادت هذه النسبة انخفض خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي، بينما لم تتغير هذه النسبة بين النساء اللواتي لا يمارسن الرياضة».
ولحسن الحظ أن جرعة الرياضة المطلوبة منك ليست كبيرة ولا مرهقة:
لا يعني هذا أن عليكِ البدء في ممارسة تمارين شاقة بشكل مكثف. في الحقيقة، وجدت «مبادرة صحة المرأة» أن النساء اللاتي مارسن المشي بطريقة سريعة لمدة تتراوح من ساعة و25 دقيقة إلى ساعتين ونصف الساعة، كنّ أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 18% من النساء الخاملات غير النشيطات.
لحماية نفسكِ من الإصابة بسرطان الثدي -وجميع أمراض السرطان- توصي الجمعية الكيميائية الأميركية بأن يكون الهدف هو ممارسة التمارين متوسطة الكثافة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً، والتي يتم تقسيمها على 5 أيام في الأسبوع بمعدل نصف ساعة في اليوم.
3 – اعرفي تاريخ عائلتك مع سرطان الثدي، وحتى تاريخ عائلة والدك ولا تستثني الرجال
حوالي 5% إلى 10% من جميع الأمراض السرطانية، بما في ذلك سرطان الثديتكون وراثية، تنتقل من جيل إلى جيل من خلال مجموعة متنوعة من الطفرات الجينية.
ويجب عليكِ أخذ عائلة والدك في الحسبان مثل عائلة والدتك تماماً.
تفحصي تاريخ عائلتك مع أنواع الأمراض السرطانية الأخرى أيضاً. يمكن أن يحمل الرجال بعض الطفرات الجينية غير الطبيعية نفسها، مثل طفرات بروتين BRCA1 و2، والذي لا يزيد فقط من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن أيضاً يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض عند النساء، وسرطان البنكرياس عند كل من الرجال والنساء، وسرطان البروستاتا والخصيتين عند الرجال في مراحل مبكرة من أعمارهم.
أظهر بحث نشره «المعهد الوطني للسرطان» بالولايات المتحدة أن حوالي 72% من النساء اللواتي يرثن طفرة في بروتين BRCA1 و69% من اللاتي يُصبن بطفرة في بروتين BRCA2، سوف يصبن بسرطان الثدي عند بلوغهنّ سن الثمانين.
يمكن أن تكون حالات التشخيص المتعددة في طرفي عائلتك دليلاً على وجود وراثي للسرطان، لذا تأكدي من إلقاء نظرة على أقاربك من الدرجة الثانية والثالثة أيضاً (مثل عماتك، وأعمامك، وأبناء عمومتك، وحتى صلات القرابة الأبعد من ذلك).
في حال كان تاريخ عائلتك يقلقكِ، فلتلجئي لأحد خبراء علم الوراثة فهم سيخبرونك بمدى خطورة الوضع:
«علم الوراثة هو موضوع غاية في التعقيد، حسبما تقول سو فريدمان، مؤسسة ومديرة منظمة «FORCE«، وهي شبكة دعم وطنية للنساء المعرضات بشدة لخطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض.
وتضيف سو: إن المستشارين الوراثيين لا يمكنهم فقط تزويدك بأحدث المعلومات وأكثرها دقة فيما يتعلق بالمخاطر، بل يستطيعون مساعدتك في تحديد ما إذا كان الاختبار الوراثي مناسباً لكِ أم لا، ثم إذا كان عليكِ إجراء الاختبار، فيمكنهم أيضاً مساعدتك حقاً في فهم نتائج الاختبار، وخياراتك المتاحة استناداً على هذه النتائج».
بعد أن فحصت مدربة الرقص سوزان سيتير، من مدينة لايتهاوس بوينت في ولاية فلوريدا الأميركية، تاريخ عائلتها مع السرطان (ماتت والدتها بسبب سرطان الثدي في سن صغيرة، في حين أن جدها وجدتها لأمها، بالإضافة إلى اثنين من أشقاء أمها ماتوا جميعاً من جراء الإصابة بأمراض سرطانية مختلفة)، اتصلت بمستشار وراثي، الذي أوصى بإجراء الاختبار الوراثي، واكتشفت ستير أنها تحمل بالفعل طفرة في بروتين BRCA2، واتَّخذت القرار الصعب المتمثل في إجراء الاستئصال الوقائي المزدوج للثدي.
4- تجنّبي اختبارات الفحص غير الضرورية.. فبعضها غير آمن
هنا تكمن المفارقة، فعلى الرغم من أنَّ التصوير الإشعاعي للثدي هو العنصر الأساسي في مراقبة سرطان الثدي، إلا أن الشعاع المؤين -وهو النوع المستخدم في العديد من فحوصات التشخيص عالية التقنية- هو من عوامل الخطر المتعلقة بالمرض، لأنَّه قد يؤدي إلى حدوث تغير في الحمض النووي للخلايا.
لا يعني هذا أنَّه يجب عليكِ إلغاء فحوصات تصوير الثدي بالأشعة. يقول روبرت هوفر، وهو أستاذ في الطب، وحاصل على دكتوراه في العلوم، ويعمل مديراً لبرنامج علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في المعهد الوطني للسرطان: «ينقل تصوير الثدي بالأشعة جرعات صغيرة جداً من الإشعاع، وإذا التزمتِ بالتوجيهات، فلن تكون هناك مشكلة».
وعليكِ أن تقرّري أيهما أكثر خطورة ولاحظي أن هذه المشكلة تنجم أيضاً عن فحص الأشعة للأسنان وبالمطار
«ينطبق الأمر على الأشعة السينية للأسنان، والفحص الأمني في المطارات، حسب روبرت هوفر.
وإذا ما قال طبيبك إنك بحاجة للخضوع إلى فحص بالأشعة السينية من أجل التشخيص لأي سبب كان، فإنَّ احتمالية تشخيص مشكلة طبية تكون أكثر أهمية من مخاطر التعرض للحد الأدنى من الإشعاع.
ولكن هناك استثناءات. النساء اللواتي خضعن لعلاج بالأشعة لمنطقة الصدر أثناء إصابة سابقة بالسرطان، مثل الإصابة بمرض هودجكين (أحد أمراض الأورام الليمفاوية) واللمفومة اللاهودجكينية، لديهنّ احتمالات أعلى بكثير للإصابة بسرطان الثدي بسبب الإشعاع. (وكلما زادت الجرعة، وكان عُمر المريض أصغر أثناء العلاج ارتفع الخطر).
إليك الحالات التي يصبح فيها هذا الفحص ضرورياً:
الفحص بالأشعة السينية يجب أن يُجرى فقط في حالة «قرَّر الطبيب المعالج الذي أُحيلت إليه حالة المريض بأنَّ الفحص ضروري من أجل الحصول على إجابة حول تساؤل طبي، أو لتحديد العلاج المناسب لمرض ما»، حسبما تقول إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
إذا أخبرك طبيبك أنك تحتاجين إلى إجراء فحص بالأشعة السينية تأكَّدي من أن تفهمي سبب حاجتك له، وإذا كنتِ لا تزالين غير متأكدة من حاجتك إلى الفحص، فاحصلي على رأي طبيب آخر.
5- قلِّلي من العلاج الهرموني.. عليكِ الاختيار بين جودة الحياة وخطر السرطان
وجدت «مبادرة صحة المرأة» أنَّ الاستخدام الطويل المدى للعلاج الذي يجمع بين هرموني الإستروجين والبروجستين -من أجل التحكم في أعراض سن انقطاع الطمث على سبيل المثال- يزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي بنسبة 24%.
وتقول ماري جيميناني، وهي أستاذة في الطب، وجراحة ثدي في مركز ميموريال سلون كيترينغ لعلاج السرطان بمدينة نيويورك: «يجب أن تقارن المرأة العادية التي تتلقى علاجاً هرمونياً بين خطر ارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ومدى جودة الحياة التي ترغب في أن تحياها، ومن ثم تُوازِن بينهما، كما يجب أن تحدَّ من مدة استخدام العلاج».
وتتابع قائلةً: «لكنَّ النساء اللواتي لديهنَّ بالفعل خطر مرتفع للإصابة بسرطان الثدي، يجب أن يتجنَّبن تلقِّي هذا العلاج قدر الإمكان، ما لم يكنَّ قد أجرين استئصالاً للمبايض، وانقطع الطمث عنهنَّ بسبب عملية جراحية وليس بشكل طبيعي».
وهذا ما يجب الانتباه له في حال العلاج الهرموني:
ما لم تكن المخاطر كبيرة (مثل تاريخ عائلي قوي في الإصابة بسرطان الثدي)، لا يزال بإمكانك التحدث مع طبيبك حول استخدام العلاج الهرموني لمعالجة الأعراض المزعجة لانقطاع الطمث، مثل نوبات الهبات الساخنة. كل ما عليك القيام به هو تحديد أصغر جرعة سوف تُقدم المساعدة اللازمة، وأخذها لأقصر مدة ممكنة.
إذا اخترتِ الحصول على علاج هرموني، توصي معاهد الصحة الوطنية بأن تُعيدي أنتِ وطبيبك تقييم هذا القرار كلَّ 3 إلى 6 أشهر. وإذا اخترتِ عدم الخضوع للعلاج الهرموني، تحدثي مع طبيبك المعالج حول الخيارات الأخرى المتاحة لمعالجة الأعراض.
6- الرضاعة الطبيعية ليست أفضل للأطفال فقط بل الأمهات أيضاً.. إنها تقلل خطر الموت
يقل خطر الموت من سرطان الثدي بالنسبة للنساء اللواتي يرضعن طبيعياً بانتظام في الأشهر الستة الأولى بنسبة 10%، مقارنة باللواتي لا يرضعن، حسبما وجدت دراسة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية.
أحد الأسباب هو أنَّ النساء لا يحِضْنَ أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، مما يقلل من عدد دورات الطمث التي تمر بهن في حياتهن، وهو ما يقلل بدوره من كمية الإستروجين التي يتعرَّض جسد المرأة لها.
الأمر بسيط إذا لم تكن لديك مشكلة فعليك المواظبة على الرضاعة الطبيعية:
يقول أوتيس براولي، وهو أستاذ في الطب، ورئيس الموظفين الطبيين في الجمعية الكيميائية الأميركية: «توجد بيانات ذات أهمية تشير إلى أنَّ الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي».
وتابع: «إذا كان باستطاعة إحدى الأمهات أن ترضع طبيعياً، فالأمر يستحق التجربة». وبعبارة أخرى، لقد سمعت الخبراء يقولون إنَّ «الرضاعة الطبيعية أفضل للأطفال الرضع، والآن يوجد دليل إضافي على أنَّها أفضل للأمهات أيضاً».
7- تناولي أنواع الطعام الصحية يومياً.. إنها تقلل مسببات المرض
الأبحاث تقدم أدلة واعدة بأنَّ نظامك الغذائي يُمكن أن يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال، وجد باحثون في جامعة هارفارد مؤخراً، أنَّ النساء اللواتي احتوت دماؤهنَّ على أعلى مستويات الكاروتينات -بما في ذلك الليكوبين والبيتاكاروتين- كان خطر إصابتهنَّ بالسرطان أقل بنسبة 19% من اللواتي تحتوي دماؤهنَّ على أقل المستويات من الكاروتينات.
وتوجد الكاروتينات -وهي أصباغ زاهية الألوان تعمل عمل مضادات الأكسدة- في الفواكه والخضراوات، مثل الخضراوات الورقية والجزر والبطاطا الحلوة والطماطم والفلفل الأحمر. كما أنَّ النساء اللواتي تناولن كمية أكبر من الكاروتينات، كُنَّ أقلَّ عرضة للإصابة بسرطان الثدي الناتج عن مستقبلات هرمون الإستروجين السلبية (الذي يكون عادة أكثر شراسة).
كما أنَّ المغذيات النباتية الأخرى، التي تتضمن مادة السلفورافين (الموجودة في الخضراوات من العائلة الكرنبية مثل البروكلي) قد تقي أيضاً من سرطان الثدي، حسبما أظهرت الأبحاث.
وإليك طريقة التغذية السليمة:
توصي الجمعية الكيميائية الأميركية بتناول ما لا يقل عن كوبين ونصف الكوب من الفواكه والخضراوات يومياً، والحد من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المُصنّعة، وتفضيل الحبوب الكاملة للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بجميع أنواع السرطانات.
وأخيراً، قلِّلي من شرب الكحول إلى كوب واحد في اليوم، الذي يُعرف بأنَّه 12 أوقية (355 ميللي لتر) من البيرة، و5 أوقيات (148 ميللي لتر) من النبيذ، أو 1.5 أوقية (44 ميللي لتر) من الكحول الثقيل.
إذ يرفع شرب 3 كؤوس يومياً من خطر الإصابة بسرطان الثدي بـ1.5 مرة، مقارنة بمن لا تشرب على الإطلاق.
8- أما إذا حدثت الإصابة فمن حسن الحظ أن الاكتشاف المبكر يفضي لنتائج جيدة
عندما يتم اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر، يكون التشخيص في كثير من الأحيان ممتازاً.
وكما أفادت جمعية السرطان الأميركية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي الذي اكتشف في وقت مبكر ويقتصر على الثدي فقط هو 99%.
ولكي تكتشفي السرطان مبكراً عليكِ باتخاذ الإجراءات التالية:
- إذا كنتِ تواجهين خطورة متوسطة (أي لا يوجد تاريخ عائلي)، فإن فرقة الخدمات الوقائية الأميركية توصي بإجراء فحص الثدي بالأشعة السينية والفحص السريري كل عام إلى عامين، بدءاً من عمر 50 عاماً، ويوصي خبراء ومنظمات أخرى بما في ذلك جمعية السرطان الأميركية بتصوير الثدي الشعاعي في أوائل الأربعينيات. تحدَّثي مع طبيبك لتحديد أفضل نهج يمكنك اتباعه.
- كوني على دراية بكيفية ملمس الثديين في الوضع الطبيعي حتى تتمكني من إبلاغ طبيبك عن حدوث أي تغييرات في المظهر أو الأنسجة الخارجية. كما يتعيَّن إخطار طبيبك دائماً عند ملاحظة حدوث أي نزيف أو تقشر على الحلمات،وإذا كنت تعانين من أي ألم.
- قد ترغب النساء اللواتي يواجهن مخاطر أعلى في البدء بمثل هذا الفحص في وقت مبكر وبصورة دورية، وقد يرغبن في إجراء فحص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً.
9- إذا شعرتِ أنكِ معرَّضة إلى خطر أكبر.. اتَّخذي هذه الخطوات الإضافية
ربما قد سمعتِ من قبل عن كلمة «حالة ما قبل النجاة» عندما أعلنت أنجلينا جوليأنها ستجري عملية استئصال الثدي الوقائي، بعد أن علمت بوجود طفرة في بروتين إصلاح الحمض النووي BRCA، الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض. ولذا أنت لست في حاجة إلى وجود أحد الجينات المعيبة في حالة نشطة، على الرغم من ذلك فإن هذه الكلمة تُشير إلى أي شخص لم يصب بالسرطان، ولكنه معرض للإصابة بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن استئصال الثدي الوقائي يمكن أن يقلل بشكل كبير من المخاطر، فإنه ليس خيارك الوحيد.
وهناك إجراءات أبسط يمكن اتخاذها في حال وجود أقارب مصابين بالسرطان
بدأت جيل أمايا التي تعيش في بلدة كلايتون، بمدينة نيويورك، بعد أن علمت أنها تحمل نفس الطفرة في بروتين BRCA تماماً مثل أقاربها المصابين بسرطان الثدي، بإجراء تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي والتصوير الشعاعي للثدي بشكل دوري كل 6 أشهر. «هذه الفحوصات بهدف المراقبة تجعلني أشعر بمزيد من الأمان، إذا تم اكتشاف شيء ما، فسوف يتم تحديده في وقت مبكر»، كما تقول.
كما تختار بعض النساء تناول العقاقير الكيميائية الواقية مثل عقار تاموكسيفين، الذي يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلى جانب المراقبة عن كثب وتغيير نمط الحياة. (تأكدي من أنك تقومين بإجراء فحص ذاتي للثدي بنفسك، (تعرفي على كيفية القيام بذلك من هذا الرابط).
للتواصل مع غيرك من السيدات في حالة «ما قبل النجاة»، قومي بزيارة الموقع الإلكتروني لمؤسسة FORCE ومؤسسة Bright Pink غير الربحية.
10- وفي النهاية إليك الخطة الشاملة للنجاة.. وانتبهي للجوانب الأخرى في صحتك
يمكن أن يساعدك تناول الطعام الصحيح، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن الصحي، وتوخي اليقظة والحذر بشأن الفحص، في منع إعادة ظهور المرض.
ويتعين عليكِ أيضاً التحدث مع طبيبك حول إجراء المزيد من الفحوصات. قد ترغبين في إضافة المزيد من الفحوصات باستخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي إلى نظامك العلاجي.
إذا كنتِ تتناولين عقار تاموكسيفين لعلاج سرطان الثدي، قد يوصي طبيبك بالاستمرار في تناوله لفترة أطول. فقد وجدت دراسة عُرضت مؤخراً في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية للأورام السريرية، أن النساء اللواتي تناولن ذلك العقار لمدة 10 سنوات بدلاً من 5، تمتعن بانخفاض كبير في خطر الإصابة مرة أخرى.
كما يُمكنك التفكير في زيارة مستشار متخصص في الجينات، إذا لم تكوني قد قمتِ بذلك بالفعل. إذا اتضح أن سرطان الثدي مرتبط بطفرة جينية، فقد يكون أقاربك معرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي أيضاً، وكذلك سرطان المبيض وأنواع أخرى من السرطان.
أخيراً، لا تدعي بقية صحتك تنهار خلال مسيرة العلاج. يقول الدكتور جيمنياني: «من الطبيعي أن تركز النساء على سرطان الثدي بعد تشخيص حالتهن، ولكن عند الانتقال إلى مرحلة النجاة، من المهم تذكر أركان الصحة الأخرى، مثل الزيارات المنتظمة لطبيب أمراض النساء والجلدية، والمحافظ على إجراء الفحوصات الروتينية الأخرى».