تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلانات عن حبوب ومنتجات مضمونة من مركبات طبيعية لتخفيف الوزن، صفحات التواصل الاجتماعي مليئة بمدح وتمجيد هذه المنتجات.
في هذا الإطار يحذر الدكتور د. يوسف ابو عصبة – جراحة الرئة والمريء من اعتياد الناس على استسهال الامور والبحث عن الحلول السريعة حتى لو كان ذلك على حساب صحتهم.
محذرا في مقال له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” من نقطتين:
الاولى: مخاطر هذه المنتجات والثانية : الحل الصحيح لمن يرغب في إنزال وزنه
اولا: هنالك نظرية تقول هذه ادوية مستخلصة من الأعشاب، اذا لم تنفع فلن تضر، ولو كانت غير أمنه لما بيعت في ” بعض ” الصيدليات، كمان ان نتائجها مجربة، لم لا نجربها ؟
الجواب على هذه النظرية بحسب الدكتور ابو عصبة يكمن في عدة نقاط.
– كون هذه الادوية مستخلصة من الأعشاب لا يعني بالضرورة انها أمنه، ثم ما يضمن انها فعلا مستخلصة من الأعشاب؟
– هذه الادوية غير أمنه بتاتا، وصدر بحقها تحذير رسمي بعدم استخدامها من وزارة الصحة.
– هذه الادوية تحتوي على مادة sibutramine المسحوبة من الاسواق نظرا لخطورتها وقد صدر تحذر منها من هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA عام ٢٠١٠
– هذه الادوية غير تابعة لأي من شركات الادوية الفلسطينية المعروفة والمرخصة، تتم تعبئة هذه الادوية وصناعتها في ظروف غير صحية إطلاقا؛ قبل فترة قصيرة جدا تم ضبط معمل تعبئة مثل هذه الادوية موجود في منزل في مدينة جنين !!! لكم ان تتخيلوا كيف ستكون معايير التعقيم والامان الموجودة في بيت !
– فاعلية الدواء وأمانه لا تقاس بتأثيره اللحظي ولكن تقاس بتأثيره على المدى الطويل والتراكمي، اثاره الجانبية عند اعطاءه
الحل الصحيح لمن يرغب في إنزال وزنه؛
لن اتحدث عن مثاليات، ولا عن نظريات صعبة التطبيق، سأطرح ثلاثة حلول مرتبة من الاسهل للاصعب، أتوقع انها قد تناسب الجميع حسب ظروفه وتطلعاته؛
– الحل الاسهل، استخدام الانترنت والهواتف الذكية؛ صفحات الانترنت العربية والإنجليزية تعج بالمجموعات التي تتشارك في الرغبة في إنزال الوزن، ستجد آلاف الوصفات، اختر ما يناسبك، اشتراكك في هذه المجموعات سيساعد في تشجيعك ويسهد التزامك، هنالك العديد من التطبيقات على الهواتف التي ستساعدك أيضا، اختر الطريق التي تناسبك والتزم.
– الحل الثاني، هو الالتزام مع اخصائي تغذية، الكثير منا يصعب عليه الالتزام بخطة هو قد قام بوضعها، التزامك مع اخضائي تغذية سيساعدك في هذا الالتزام، سيساعدك في إيجاد الحلول ويضمن عدم وقوتك في اخطاء غذائية. تخصص التغذية هو تخصص منتشر حاليا، حاول ان تجد الأخصائي المناسب، هنالك زميلة مجتهدة في مدينة رام الله اسمها شروق للمالكي قامت بإنشاء عيادة تضم العديد من اخصائيين التغذية، تقوم هذه العيادة بتوفير الدعم للأشخاص سواء في العيادة او حتى عن طريق الانترنت مقابل مبلغ بسيط.
– الحل الثالث؛ عمليات السمنه، هذا الحل مناسب للأشخاص اللذين يعانون من وزن مرتفع حدا، او وزن مرتفع مع مشاكل صحية اخرى مثل الضغط او السكري، هذه العمليات منتشرة حاليا بكثرة، تأكد من إجراءها في مكان ذو خبرة عاليه، تحدث مع الأشخاص اللذين خضعوا للعملية قبلك وتأكد من صحة خيارك.
تحذير اخر ..
وفي هذا الإطار تحذر أخصائية التغذية نشوة قبج عبر ” انت لها ” من ما اسمته بـ”الهوس” في تناول مثل هذه الأدوية.
وترى قبج بأن هذه الأدوية اصبحت موضة رائجة جداً في أيامنا هذه، بحيث باتت مبيعاتها تفوق تلك التي تداوي الأمراض المزمنة، مثل الداء السكري وضغط الدم والكوليسترول. ويعود الهوس الحقيقي بأدوية التنحيف إلى الرغبة العارمة في فقدان الوزن في فترة قياسية، للظن بأنها الحل السحري والسهل لمشكلة البدانة، أو لأن بعضهم كال لها المديح تلو المديح، أو بسبب شهود أقسموا بأن نتيجتها مضمونة مئة في المئة.
لقد أصبحت أدوية التخسيس في متناول اليد في كل مكان وفي منتهى السهولة، بتحريض متعمد من فضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى من بعض الصيدليات. والغريب في الأمر أن الترويج لهذه الأدوية يرفع يافطة كتب عليها بخط عريض أنها أدوية سحرية، وسط تعتيم متعمد على مضاعفاتها التي يمكن أن تقود أحياناً إلى المستشفى أو إلى القبر. والرحلة مع أدوية التخسيس ليست جديدة بل تعود إلى القرن 19، عندما طُرح أول دواء مشتق من هرمون الغدة الدرقية البشري، ولكن نظراً إلى المضاعفات الخطيرة الناجمة عنه، مثل اضطرابات نظم القلب، والذبحة الصدرية، والوفاة أحياناً، فقد تم الاستغناء عن خدماته في عام 1960.
وبعد ذلك ظهرت أدوية أخرى لاقت استحساناً منقطع النظير، مثل كابحات الشهية، والأدوية التي تسرّع من وتيرة العمليات الإستقلابية، لكن سرعان ما ظهرت أخطارها وآثارها الجانبية التي تفوق فائدتها، إذ تبين أنها تضر بالقــلب، وتشــعل العصبية الشديدة والكآبة والجلطات والأزمات القلبية الحادة، وترفع ضغط الدم، وتحمل معها ما لا يتماشى مع صحة فئات يعانون أمراضاً معينة، فضلاً عن حدوث وفيات بسببها، ما أدى إلى سحبها من الأسواق. وبعد ذلك طُرح عقار «أورليستات» الذي أقرته هيئة الدواء والغذاء الأميركية لعلاج السمنة بوصفة طبية، ويقوم هذا الدواء بتقليل امتصاص الدهون من الجهاز الهضمي بنسبة الثلث فقط، والمضحك المبكي أن هذا الدواء الباهظ الثمن لا يحقق سوى خسارة 4 إلى 6 كيلوغرامات خلال عام كامل، شرط أن يتناول المريض وجبات دسمة! وحتى هذا العلاج الذي روّجوا له، يترك مضاعفات لا يستهان بها، مثل المغص، والإسهال الدهني، وكثرة الغازات في البطن، وفقدان الفيتامينات التي تنحل في الدهن، وعدم انتظام دقات القلب، والتورمات في الجسم أو في القدم أو في الكاحل. وما زاد الطين بلة، أن دراسة أجريت على 900 شخص تناولوا الأورليستات في مقاطعة اونتاريو الكندية، كشفت أن خطر تعرضهم لأذيات كلوية زاد ثلاث مرات مقارنة بآخرين لم يقربوه . وعلى غرار دواء أورليستات، المصرح به رسمياً، بدأنا نشهد كل عام طرح عدد كبير من الأدوية غير المرخصة، منها ما يحاكي في عمله الأورليستات (أي يمنع امتصاص الدهون) ومنها ما يعمل على حرق الدهون، ومنها ما يقوم على الألياف أو مكونات عشبية، من دون أدلة علمية ولا اختبارات بحثية كافية تثبت مفاعيلها.
ومن لم يسمع بدواء التخسيس» شيتوكال» الذي أقام الدنيا ولم يقعدها والذي وصفوه بأنه العقار المثالي لإنقاص الوزن، وهذا الدواء يحتوي على مادة «شيتوسان» المستخرجة من قشور ثمار البحر، وتفيد الشركة المصنعة له بأن هذه المادة تعمل على الحد من امتصاص الدهون، مثل دواء الأورليستات، لكن دراسة موسعة أجريت عليه تبين أن ما تدعيه الشركة هو مجرد مزاعم، ما دفع بمؤسسة الدواء والغذاء الأميركية إلى منع الشركة من كتابة مزاعم ملفقة على عبوات الدواء. والأمر نفسه يقال عن حبوب الكروم التي تباع كمكمل غذائي يدعي منتجوه أنه يساعد على التحكم بالشهية ويحرق الدهون ويزيد من بناء الكتلة العضلية، لكن الدراسات عليه فضحت صانعيه، فقد تبين أن لا فائدة ترجى من هذا المنتج في تخسيس الوزن، وأن نقص الكروم في الجسم نادر للغاية ولا يشاهد إلا عند قلة من مرضى المستشفيات. وهناك أيضاً الأدوية المسهلة التي تستخدم بغرض منع امتصاص الطعام من الأمعاء، لكن هذه لا تخلو من بعض الأخطار، مثل سوء الامتصاص من الأمعاء وضياع قسم كبير من الفيتامينات والأملاح المعدنية الحيوية للجسم. أما الأدوية المالئة، فهي الأخرى عقاقير تحتوي على مكونات مثل النخالة (الردة) وغيرها الغرض منها تقليل امتصاص الطعام في الأمعاء أو زيادة فقدان الماء من الجسم، ما يخلق بلبلة على صعيد توازن العناصر الغذائية والسوائل على السواء في الجسم يمكن أن تترك تداعيات سيئة على الصحة. إن السمنة لم تأت بين ليلة وضحاها، بل بسبب تكدس الشحم على مدى أشهر، إن لم يكن سنوات، والمصابون بها يريدون أن يتخلصوا منها خلال أيام أو أشهر قليلة، إنه العجب العجاب، فما استغرق كسبه شهوراً أو سنوات تحتاج خسارته إلى المدة نفسها، وإلا يخرج الأمر عن الإطار الطبي الذي هدفه الوحـــيد صحة الإنسان. ومن أجل تخسيس الوزن بسرعة يلجأ بعضهم إلى استعمال الأدوية المخسسة، صيدلانية كانت أم عشبية، من دون وعي أو إدراك للتأثيرات السلبية التي تتركها على الصحة والجيب معاً، خصوصاً أن الغالبية الساحقة من هذه الأدوية لم تخضع لدراسات كافية تكشف المستور على المدى البعيد.
إن السمنة تحصل لأن السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم هي أعلى من السعرات الحرارية التي يحتاجها، وإذا ما رغبنا في تخسيس الوزن فإن أبسط البديهيات هو أن نقلب الآية، أي أن نعطي الجسم سعرات أقل من تلك التي يحتاجه، مع التشديد على ممارسة الرياضة والعزيمة وتغيير نمط الحياة، عندها نرى أن الوزن سيهبط حتماً.
وشددت قبح على أن هناك خطوات سليمة لخفض الوزن هي:
1- استشارة الطبيب، خصوصاً أخصائي التغذية، فهو السبيل الأفضل لتخسيس الوزن. 2- عدم تناول أي دواء صيدلاني أو عشبي مخسس من دون أخذ رأي الطبيب.
3- اتباع نظام غذائي متوازن يؤمن للجسم كل العناصر الضرورية له. 4- التدرج في خفض الوزن، وإلا فإن الفشل حتمي.
5- يجب أن تكون الرياضة جزءاً لا يتجزأ من برنامج التخسيس.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أصدرت مؤخرا تعميما لفتت فيه الى عدم جواز تسويق عدد من منتجات التنحيث تحت طائلة المسؤولية وفقا للوثيقة التي حصلت ” انت لها” عليها ..
وكانت <منظمة الغذاء والدواء الأميركية> قد أعدت تقريراً حول عقاقير وأدوية الريجيم أشارت فيه الى ان الوزن الزائد سبب رئيسي دفع الجميع الى اعادة النظر في أجسامهم. كما وقد نبهت <منظمة الصحة العالمية> الى ان أدوية الريجيم وخفض الوزن والشهية لا تذيب الدهون ولا تحل مشكلة السمنة إذ ان الوزن الزائد، إذ إن تأثيرها محدود وله مدة زمنية محددة، وعند استخدام أدوية وعقاقير الريجيم يجب ان تكون جزءاً ضمن برنامج الحمية الغذائية والنظام الغذائي المحدود بكمية سعرات محددة ومجهود رياضي.
وفي لبنان يتم سحب الكثير من أدوية التخسيس في كل سنة في ظل الاقبال المتزايد عليها خاصة من قبل الصبايا
تقول الصيدلانية آمال حوراني ان هناك انواعًا عدة لتلك الادوية في الاسواق وكل فترة يتم تسويق دواء جديد، والفرق بين تلك الادوية ان هناك ادوية تكون مسجّلة في وزارة الصحة اما الاخرى فقد لا تكون مسجّلة، ويجب تجنبّها لانها تأتي تحت أسماء فيتامينات غذائية، والفرق ان الدواء المسجّل في وزارة الصحة يكون قد تمت دراسته في المختبر ويملك دراسة حوله، اما الادوية الاخرى غير المسجّلة فلا تملك تلك التفاصيل.