تناولت صحيفة ألمانية تقريرا، تحدثت من خلاله عن خطورة ألعاب الفيديو على الأطفال نظرا لما تحتويه من مشاهد عنف، مشيرة إلى لعبة “فورت نايت” التي تعد إحدى الألعاب الخطيرة الضارة، والتي يستطيع الأطفال امتلاكها في سن 12 سنة، على الرغم من مشاهد العنف التي تصورها، والتي قد تؤثر سلبا على الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو.
وقالت الصحيفة إن لعبة “فورتنايت” انتشرت مثل الفيروس بين الأطفال في فترة قصيرة، حيث أصبحت موضع جدل بين العديد من الأشخاص في النوادي والمدارس وحتى خلال تجمعات الآباء.
وتقول الإحصائيات أن 10 ملايين شخص قاموا بتحميل اللعبة خلال أسبوعين فقط، في حين تشير إحصائيات أوسع أن 40 مليون شخص قاموا بتحميل اللعبة حتى الآن، في حين تم تسجيل وجود مليوني شخص يلعبون فورتنايت في الوقت ذاته.
تفاصيل اللعبة
وأفادت الصحيفة بأن اللعبة عبارة عن 100 لاعب يطلقون النار على بعضهم البعض حتى يتبقى شخص واحد في النهاية. وفي بداية اللعبة، تحلق طائرة تضم اللاعبين فوق جزيرة، وكل لاعب يقرر أين سيقفز. وبعد ذلك، يقوم اللاعب بالبحث عن الأسلحة والفخاخ والأدوية داخل المنازل والأبنية. ويقوم اللاعب باستخدام فأس ومطرقة لتقطيع الأشجار وتكسير الصخور، بهدف بناء الجسور أو الدفاعات اللازمة لحماية نفسه.
فورت نايت
وتابعت الصحيفة بأنه مع مرور الوقت، تصبح ساحة المعركة أصغر فأصغر، وتزداد الإثارة تدريجيا، ثم تتجمد الدماء في العروق عندما ترى مخروطا ضوئيا أزرق اللون أضاء أمامك لينتشل جسد من أصابته نيران لاعب آخر.
وفي هذا الصدد، يستطيع المشاركة في اللعبة من لاعب إلى ثلاثة لاعبين في الفريق الواحد، في حين يمكن لهم التواصل مع بعضهم البعض باستخدام سماعات الرأس.
بين معارض ومؤيد!
حيال هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن بعض المعلمين أنهم لم يشاهدوا شغفا مماثلا بلعبة في صفوف الطلاب منذ لعبة “ماينكرافت” حيث أن للعبة نسخة مجانية يستطيع أي طالب الآن تحميلها.
وأكد استشاريو ألعاب الفيديو أن اللعبة تحتوي على قناص في شكل رسوم متحركة، وبعض العناصر المسلية الأخرى، في حين أن عنصر العنف الموجود في اللعبة غير مبالغ فيه، ولا يجب القلق منه.
في المقابل، أكدت ساسكيا موس، الاستشارية التي قامت باختبار اللعبة، أن “الأسلحة المستخدمة في اللعبة موجودة في الواقع، وقد يؤثر ذلك على بعض الشباب”.
فورتنايت
وأبرزت الصحيفة أن المشكلة الأخرى تتمثل في أن عملية شراء الأسلحة متاحة داخل اللعبة، حيث يستطيع اللاعبون شراء أدوات جديدة وتغيير المظهر الخارجي للشخصية التي يلعبون بها.
وفي السياق ذاته، يصاب اللاعبون بالتوتر عندما تكون الشخصية في العراء خارج أحد الأبنية، حيث يخرج اللاعب لإنجاز مهمة بشكل سريع، ولكن أصوات إطلاق النار تصيبه بالتوتر.
نصائح للآباء!
بيّنت الصحيفة أن أخصائيين في مجال التربية الإعلامية ينصحون الآباء القلقين على أطفالهم، باقتحام عالمهم ومشاركتهم في اللعب. وحددت مبادرة ولاية شمال الراين-وستفاليا أنه يسمح للأطفال بين سن 11 و13 سنة لعب نحو 60 دقيقة في اليوم فقط، مع العلم أنه لا ينصح إلغاء ألعاب الفيديو بشكل تام، على اعتبار ذلك وسيلة ضغط تربوية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه من الخطأ إدخال ألعاب الفيديو تحت مظلة الثواب والعقاب بالنسبة للأطفال، لأنها بذلك تزداد قيمتها عندهم دون قصد. بدلا من ذلك، يمكن ترتيب أولويات الطفل يوميا، على غرار إنجاز الفروض المنزلية أولا، ثم فترة راحة، ومن ثم ألعاب الفيديو.