حاورها نضال العضايلة
دانيا قيشاوي ابنة ال 23 سنه، الطالبة في كلية الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، فتاة إعلامية تعشق البساطة، مهتمة بالتفاصيل من صلب أبيها، من رائحة أمها، تحب الورد.
في كل صباح تتأمل فنجان قهوتها، تشم فيه رائحة يافا العروس الفلسطينية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
والحديث عن دانيا قيشاوي يقودنا للحديث عن الطموح، فما هي طموحاتها وهي فى مرحلة العشرين؟، هل تتمنى أن تكون شيئا ما ؟، صحفية مرموقة أو حتى رئيسة تحرير لصحيفة مشهورة ؟.
ولكن لماذا لا تفكر قبلا فى أن تصبح ما ترغب به؟، الأمر ممكن جداً، خاصة فى ظل وجود نماذج شابة عديدة متقدمة، تترك الفرصة للشباب، وتغذى أحلامهم بالتواجد في الأماكن التي يرغبون بأن يكونوا فيها بعد إكمال عقدين ونصف من الزمن، ومن يعلم ربما نرى بعد ذلك من هو أقل.
ومن هذا تسلط ” وكالة أخبار المرأة ” الضوء أصغر فتاة حزبية في الأردن، فأن تعرف الدولة أن هيبتها من هيبة الشباب، وأنّ هيبتها ألا يتخرج الشاب ليجلس على المقهى، وأن يجد مكانه بها حتى لا يكون صفرًا على الشمال”.
دانيا ورغبة منها في تغيير الواقع السياسي في البلاد، قررت أن تصبح عضوا حزبيا فعالا في بلد يعرف فيه ضعف الإقبال على الانتساب للأحزاب السياسية، ولكن ها هي دانيا تضع نفسها في خدمة أقدم حزب سياسي أردني، الحزب الشيوعي الأردني الذي يعد من أقوى الأحزاب في ساحة النضال السياسي.
ولكن لماذا اختارت دانيا الحزب الشيوعي؟
توضح دانيا أنّ انضمامها للحزب الشيوعي أعاد إليها الرغبة في العمل السياسي، مؤكدة أنّ السياسية الواضحة في التخطيط المستقبلي، وإعداد الكوادر ساعدتها على ذلك، وهي ترى أن عمرها الصغير وكونها فتاة يعد تحديًا كبيرًا لإثبات قدرة المرأة على العمل الحزبي.
دانيا التي أصابت الكثيرين بالذهول باحاديثها وإنتقاداتها الموجهة إلى المسؤولين، من خلال تقاريرها وتحقيقاتها الصحفية تتطلع إلى التغيير بالطرق السياسية التي ينتج عنها مجتمع واع بما يدور حوله.
اختارت دانيا الشيوعية لانها وجدت فيها المبادئ العقائدية، وهي ترى أن الأهداف الاجتماعية للشيوعية ليست الحرية والمساواة فحسب ( وهم امران مهمان بالنسبه لها ) بل وحتى هدف القضاء على الطبقات البرجوازية في المجتمعات وتمجيد الطبقه الكادحة.
وهي التي وجدت ان الحزب الشيوعي يطالب بالمساواة بين الرجل والمراة ويحارب جميع انواع الاستغلال الجسدي والنفسي للمرأة عن طريق منظمات وفعاليات لتنشيط دور المرأة في المجتمع وانصافها من الاضطهاد النفسي او الجسدي من قبل العادات والتقاليد الرجعية التي تهمش وتدمر المراة وتجعل دورها محصور اما بخدمة الاب والاخ او خدمة الزوج.
ولدى دانيا قناعة أن العمل الحزبي المنظم الذي يبنى على أساس واضح قادر على التغيير نحو الأفضل وأن التغيير يبدأ من المؤسسة السياسية المتمثلة بالأحزاب الذين يقودون المجتمع نحو التغيير الشامل وأن بإمكان امرأة أن تكون قادرة على التغلب على كل المعوقات التي تحول دون تحقيق الأهداف النبيلة التي ناضل لأجلها من سبقونا في العمل السياسي.
ليس لدى دانية أي مشكلة في مواجهة المخاوف مما تمر به البلد لكنها تأمل أن يواجه أي نشاط سياسي بأسلوب سياسي أيضاً، فنحن أبناء وطن نعمل جميعا لخدمته بطرق وبرامج مختلفة وما وجود التعددية إلا لنخرج بأفضل السياسات المناسبة لنا كمواطنين ولا يمكن أن نصل إلى أهدافنا وآمالنا مالم نجرب مختلف الطرق لنختار منها الأصلح للسير عليه فكل حزب له طريقته ووجهة نظره في التعامل مع كل قضية وهذا الهدف من التعدد “.
هذه هي ابنة يافا أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، هذه هي التي تسير اليوم على درب إبراهيم أبو لغد وهشام شرابي وجورج حبش وسليم تماري.
دانيا قيشاوي الفلسطينية الأردنية تنظر لمستقبلها بعين ثاقبة وترى أن القادم سيكون أفضل بعون الله تعالى.