في هذا الحوار ركّزنا على مجد عدنان روائياً، ومع ذلك نعتقد اننا لن نوفيها حقها فعالمها الروائي والأنساني اكبر من يختزله أو يختصره حوار ، آملين أن نلج، عمّا قريب، قصتها مع الأدب والرواية ومجد الإنسانة وعلاقتها بالمكان والقضية الرئيسية التي تواصل القتال من أجلها في مجتمعها الأصيل.
وفيما يلي نص الحوار الشيّق مع الروائية الأردنية مجد عدنان
– مجد عدنان، متى بدأتِ الكتابة، وما الذي دفعك إليها ؟ وما هي العوامل التي أسهمت في إبراز موهبتك ؟
بدأت الكتابة في سن صغير جدا، حيث لاحظت والدتي، بأنني أكتب على الورق قصص صغيرة، قصص مرتبطة بأحداث يومياتي و علاقتي بمن هم حولي.
العوامل التي ساعدت في أن تظهر موهبتي، هو أنني قد نشأت يتيمة الأب، و كانت والدتي مصدر إلهامي الأول الذي دفعني أن أكتب كي أثبت لها بأنني سأنجح وسأثبن نفسي، كنوع من التقدير لها ولجهودها العظيمة في تربيتنا.
و ايضا دعم اخواتي لي كان من اهم هذه الأسباب، فوجود الدعم من المقربين، يشكل بر أمان للكاتب.
– لماذا اخترت ‘العمة مينا”’ عنواناً لروايتك وما هو مدلول هذه التسميّة عندك ؟
شخصية مينا، شخصية تكاد تكون اقرب للمثالية، فهي تلك المرأة المضحية، الواثقة، التي تحب بكل ما لديها من مشاعر، لهذا كان لا بد لي من انتقاء اسم قوي يناسب البطلة مثل اسم مينا.
فهذا الإسم بالأساس مرتبط بالفراعنة.
ومن المعروف عن الفراعنة و خاصة النساء، أنهن يتمتعن بالقوة و المشاعر الجياشة، لهذا وقع اختياري على هذا الإسم ، من اجل أن يعكس صفات الشخصية، وكي يبقى حاضرا في ذهن القارئ.
– ماذا عن الشخوص .. نقصد هنا من ظلم من مينا ظلمت غسان، أم غسان ظلم مينا؟
القدر ظلم كل من مينا وغسان
وكم كانت ذاتك حاضرة فيها ؟
بالتأكيد، كانت مجد حاضرة في مينا، و لا انكر هذا، فالكاتب هو انعكاس لروحه مهما حاول أن لا يقحم نفسه بالنص، إلا انه عن دون وعي منه، يجد نفسه في النص …
هي فقط مرآة الذات التي تنعكس رغما عنا على الورق.
– ماذا يعني المكان لمجد عدنان؟
المكان بالتأكيد يعني لي جدا، فهو الذاكرة، والمواقف، و الأحداث والدروس التي شكلت وصقلت تكويني و افكاري و هواجسي و مرجعيتي..
المكان هو نحن في أماكن أخرى خارج الجسد…
– ما هي القضيّة الرئيسيّة التي تقاتلين اليوم من أجلها وتعتبريها قضيتك الأولى ؟
قضيتي التي أقاتل من أجلها صدقا، هي تعزيز قيمة المرأة، و و وضع خطوط حمراء تحفظ مكانتها في كل مكان تتواجد فيه.
يهمني جدا تمكين المرأة، وتعزيز قيمتها في عين نفسها قبل أي شيء.
المرأة و علاقاتها بالتفاصيل و تقييمها لذاتها و معرفتها بحقوقها الصغيرة قبل الكبيرة منها، هي قضيتي الأولى والأهم.
– هل تعانين من مأزق الورقة البيضاء، أو أزمة موضوع وكيف تبدو لك لحظة الكتابة، وماذا تقولين عنها؟
لا أبدا، انا كاتبة بالفطرة، اشعر وكأن بيني وبين الورق صفقة محبة وعمل، فالورق يمنحني نوافذ تطل على عوالمي الداخلية وكل ما اريد أن أبوح به بكل سهولة و سلاسة…
أعتقد ان بيني وبين الورق والكتابة، تذكرة مجانية تمكنني من السفر للحروف في أي وقت أشاء، وفي أي مكان أشاء….
– هل ثمة تأثير لأدبك خارج المملكة؟ وهل تعتقدين أنك قمت بواجبك في هذا المجال ؟
راضية عن النجاح الحالي، ولكنه ليس كاف بالتأكيد، وليس هو ما أصبو إليه، فأنا أتمنى أن تصبح كتبي مرجع لكل إمرأة، لكي تكون قادرة على النهوض بذاتها في اي لحظة تشعر بها أنها مهزومة.
لم يتم إنصافي بعد ككاتبة لها قضية مهمه، و لكن راضية والحمد لله، أؤمن بالنجاح الذي يأتي بالتدريج و لا استعجل النجاح الذي يأتي دفعة واحده.
تمت الكتابة عن كتابي الاول في عدد من الصحف العربية، وهناك صحيفة عالمية( القدس العربي ) نشرت ايضا عن مشروعي الأدبي بشكل مفصل
– كيف ترين علاقة المرأة بالأدب ؟ وهل توافقين على تعبير الأدب النسويّ والأدب الذكوري ؟
علاقة المراة بالأدب علاقة جدا راقية، فالمراة كائن حسي، لها حواس تكتب قبل أن تفكر اصلا في الكتابة بخط اليد.
لا اجد مانع في أن يخصص ادب نسوي، و ادب ذكوري،لأنني بالأساس لست مع المساواة بين الرجل والمرأة، لهذا اجد أنه ولأننا مختلفين، فمن الطبيعي أن لا نتساوى، ومن الطبيعي، ان يكون لكل منا ادب ونهج مختلف.
– هل لنا أن نقول أنك تعاينين الواقع روائياً في أعمالك..؟
بالتأكيد، فما هي الفائدة من كتابة لا تطرح الواقع و تناقشه على الورق، لا بد أن تكون الكتابة هي الصوت المقروء لما نشعر به ونعيشه.
– البعض يتهم الرواية العربية الجديدة بأنها انغمست في المحرمات الجنس والسياسة.. هل تعتقدين بان ذلك اكسسوار (موضة) أم ضرورة.. ؟
نعم، أنا اوافقك بانها انغمست في هذه الامور، ولا اجد أنها ضرورة، بقدر ما هي موضة.
ربما الحديث في كل ممنوع هو امر مرغوب، ولو كنا نعيش في عالم منفتح إلا أن هذه الامور، تبقى هاجس لدى نسبة كبيرة من الناس، و هناك أيضا نسبة كبيرة من الأدباء، يشعرون أنه الطريق الأسهل للشهرة.
– هل ثمة منتج روائي في الطريق ..؟
أنا أعمل على مشروع ادبي متكامل مؤلف من أربع كتب، صدر منه أول كتابين، وبقي كتابين، ف العمل لدي قائم بهذا الخصوص، و لكن عمل روائي بحت، من خلال رواية كاملة، اعتقد أنه ما زال الوقت باكرا لأفكر في عمل روائي كبير.
– كلمة لـ”انت لها”؟
اتمنى ل ( أنت لها) كل التقدم والإبداع، وأن نراها في الصفوف الأولى بين المجلات في الوطن العربي، و بأن تكون سباقة دائما لملاحقة ومتابعة الإبداع، في أي أرض كان، وتحت أي سماء