تهتم مشاريع رانيا مطر بتصوير النساء في الشرق الأوسط والولايات المتحدة اللاتي يسمحن لها بتصويرهن وهن وحدهن في منازلهن، أو في غرف نومهن، أو في أماكن خاصة أخرى. تقول رانيا: “في الواقع إنني امرأة أحدد عملي بشكل جيد”، وتضيف: كامرأة، أنا أقوم بتصوير النساء، وليس هناك أي امرأة لا تشعر بأنها موديل أو يمكن أن يهتم أحد بجسدها”. عُرضت أعمال مطر حول العالم، ولكن هذا العام ستقيم أول معرض لها منفردا، حيث يوجد في معرضها أربعة مشاريع للصور في متحف آمون كارتر للفنون الأمريكية في تكساس والذي يقام في 17 يونيو 2018.
مشروع مطر “الفتاة وغرفتها” يسمح للشابات بالتعبير عن أنفسهن في غرف نومهن. في البداية، كانت ستقوم بالتصوير في الولايات المتحدة، ولكن مطر لاحظت بسرعة أنها كانت ترى نفسها وجذورها اللبنانية-الفلسطينية في جميع الشابات التي كانت تقوم بتصويرهن.
وقالت المصورة المقيمة في بوسطن “شعرت أن قصص النساء في الشرق الاوسط كانت إخبارية أو قيلت بطريقة محددة جدا وخصوصا في الغرب الذي أعيش فيه”، فالقصص كانت تميل دائما إلى التركيز على أن النساء يتعرضن للقمع أو “عن أخرى ارتدت الحجاب”، ولكن هناك أكثر من ذلك بكثير للمرأة في الشرق الأوسط.
“أنا لبنانية وفلسطينية، وكنت أعيش في أمريكا، وتخرجت من الجامعة هناك، وكنت متزوجة، وكنت أعمل، وكان لدي أطفال، وبناء على كل هذه الأمور تم وضعي في فئة “الآخر” ، فجأة اكتشفت أني جزء من هذا الآخر، رغم أني فقط أعيش في أمريكا، تعبت من كثرة الحديث عن هذا الأمر، لقد اخترت تصوير الشابات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، لرواية قصص عن أوجه التشابه بين الناس في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. أعتقد أنه من المهم ألا ننسى أن هناك أشخاصا عاديين ونساء عاديات يعشن، وأطفال عاديين يفعلون كل ما يفعله أقرانهم في الولايات المتحدة. وهذا بالنسبة لي هو جانب هام من جوانب التصوير.
وانبثق من مشروع “الفتاة وغرفتها A Girl and Her Room” العديد من المشاريع الأخرى، مثل مشروع المرأة الطفل L’Enfant Femme ، التي صورت فيها الفتيات المراهقات؛ في العشرين من أعمارهن، وتركز فيه على الواقع والبيئة؛ ومشروع المحادثات السرية Unspoken Conversations ، والتي تحدث بين المراهقات وأمهاتهن، ومشروع النساء يتقدمن بالعمر Women Coming of Age، والذي يبرز النساء في منتصف أعمارهن، والكثير غير ذلك، فكل سلسلة من تلك الصور كانت تعكس جزء من حياتها الماضية أو الحالية لها أو لبناتها.
ويمكن القول إن نتائج عمل مطر ستختلف لو كان الذي قام بالتصوير هو رجل، حيث قالت مطر: “لن يكون هناك رجل في الغرفة مع امرأة تعالج طفلا بمخيم للاجئين الفلسطينيين، دعونا نضعها على هذا النحو”.
وبالمثل، حاولت مطر في أحد المرات تصوير الشبان في غرف نومهم، ولكن وجدت التجربة غير مريحة. وقالت “أعتقد أن النساء يمكن أن يفهمن النساء أكثر من الرجل”، ومن المرجح أن يكون العكس صحيح، “بطريقة أو بأخرى، فإن الأنوثة تربطنا”.