خاص
في حديثنا الى الإعلامية الأردنية تهاني عطية القطاوي قرأنا مسيرتها مسافرين معها في أكثر من محطة ومتوقفين عند حضورها الجميل وحرفها المؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ابحرت خلال مشوارها في مجال الصحافة فحققت نجاحات كثيرة ودخلت الى مجال التلفزيون فقدمت البرامج عبر الشاشة فلونت المحطات بخبرتها ونجاحاتها في زمن التحديات.
– حدّثينا عن بدايتك في عالم الإعلام، كان حلما منذ الطفولة، أم أنه مسار تم اختياره فيما بعد؟
منذ أن كنت في الصف السادس الابتدائي قضيت طفولتي في العاصمة السعودية الرياض وقد عشت فيها نصف عمري أي ١٨ عاما كنت أتابع المذيعة رانيا البرغوثي على قناة MBC وكنت أحلم أن أصبح مذيعة.
ولكن لست مذيعة برامج بل أخبار وعندما حان وقت الدراسة الجامعية في الأردن درست تخصص الصحافة والإعلام في جامعة البترا منذ عام ٢٠٠٠-٢٠٠٤ وتعثرت عندما تخرجت ولَم أحصل على وظيفة في تخصصي تدربت في قناة نورمينا.
وعملت صحفية في صحيفة أسبوعية وعملت في مجال العلاقات العامة والدعاية والإعلان إلى أن تدربت وعملت لمدة ٣ أعوام في مكتب قناة العربية بعمان.
وكنت أحلم منذ تخرجي أن أعمل في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية كمذيعة أخبار لكنني تدرجت في المهام الوظيفية في التلفزيون الأردني بدأت في مجال الإعداد ومن ثم مذيعة إعداد وتقديم التقارير الميدانية ويدأت في برنامج خدماتي ينقل هموم ومشاكل المواطنين وكان العمل الأحب لدي ثم في مجال التقارير الاجتماعية والسياسية.
وعملت في برامج الانتخابات النيابية وانتخابات المجالس المحلية واللامركزية والاقتصادية إلى أن وصلت إلى مجال أحبه وهو الرياضة حيث انتقلت إلى العمل منذ شهر ونصف للعمل كمحررة لأخبار الرياضة وإعداد وتقديم التقارير الميدانية للمجلة الرياضية.
ولو لم أدرس في السابق صحافة واعلام لكنت اخترت تخصص الرياضة.
– برأيك أياً من وسائل الإعلام المعروفة التي بإمكانها تقديم المعلومة والتأثير على الجماهير أكثر؟
في عصر التكنولوجيا وظهور المواقع الالكترونية الإخبارية عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتخصيص صفحات خاصة بالمؤسسات والقنوات الإعلامية والصحف أصبحت المعلومة الأسرع وصولا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتي هي أكثر تأثيرا خاصة وأننا في عالم السرعة.
– مرت الاعلامية تهاني بتجارب اعلامية عديدة اي التجارب كانت أقرب إليها ؟
أكثر تجربة قريبة مني كانت عندما قدمت تقريرا عن منطقة السد السلطاني على طريق الكرك التي كانت تطفو عليها مياه غسيل الفوسفات من تحت الأرض وتداهم منازل المواطنين بمياه مالحة أدت إلى التسبب يهدم البيوت بسبب وصول المياه إلى أرضيتها وجدرانها بعد أن فتتها حيث وصل التقرير الى رئاسة الوزراء وتم تعويض سكان المنطقة وتأمين مسكّن آمن لهم بالقرب من منطقتهم.
– ما هي طموحات تهاني القطاوي بغض النظر عن إمكانية تحقيقها أم لا؟
طموحي أن أكمل دراسات عليا ماجستير ودكتوراة وأن أصبح مذيعة استوديو أخبار.
لكنني سأبقى أحب عملي الميداني الذي تسبب في شهرتي وقربي ومعرفتي للمواطنين وأكسبني حبهم وثقتهم كما أتمنى أن أصبح أم وأكون عائلة جميلة
-أليس في العمل الميدانى مخاطرة بالنسبة لإمرأة صحفية ؟
العمل الميداني لا يخلو من المخاطر بالنسبة لكلا الجنسين لكن دائما الرجال في الميدان بالعمل الصحفي يحصلون على فرصة أكبر وذلك بحكم أننا نعيش في مجتمع شرقي تحكمه عادات وتقاليد تحرص على الحفاظ على الأنثى وحمايتها من التعرض للمشاكل .
لكن كل صحفية لها شخصية مستقلة بها فأنا مثلا لا أهاب من شيء ولكني أخاف الله، وهذا ما علمني إياه معلمي الراحل الإعلامي سعد السيلاوي مدير مكتب مجموعة MBC والعربية في عمان عندما قال لي إذا أردت أن تصبحي صحفية أو اعلامية ناجحة في المستقبل يجب أن تكوني جريئة.
-كيف تنظرين لواقع الصحفيات الأردنيات؟
الصحفيات الأردنيات مظلومات حيث هناك الكثير منهم تخرجن من الجامعات وما زلن بلا عمل.
كما أن الحجاب بالنسبة لبعض القنوات والصحف يشكل عائق في طريقهن.
كما أن هناك بعض الرجال في مهنة الصحافة والاعلام لا يحبون وجود النساء وخاصة الناجحات وهناك نظرة ما زالت من الرجال للصحفيات والإعلاميات أن المرأة مكانها المنزل أو ليس في هذه المهنة.
– ما القضية الأبرز التي تقاتل من أجلها اليوم الاعلامية والناشطة تهاني عطية؟
القضية التي أحارب من أجلها اليوم هي قضيتي التي أصبحت قضية رأي عام بسبب توقيفي في السجن بسبب تصويري وكشفي عن سوء الخدمات في مركز صحي وما زالت منظورة أمام القضاء والتي أسعى فيها لإظهار براءتي من التهم الملفقة ضدي.
وهناك أسرار كثيرة سأقوم قريبا بالتصريح عنها للإعلام ستكون بمثابة الصدمة للمجتمع الأردني وكل شخص أساء لي سوف يؤنبه ضميره.
– نشهد ازدهارا لما بات يعرف بـ”ظاهرة الناشطات” الأردنيات الباحثات عن مساحة تنفس في الواقع الأردني ؟
لا ضير أن يصبحن السيدات الأردنيات ناشطات فهذا يدل على مخزون فكري لديهن ويردن إيصاله وإفادة المجتمع به.
فهناك من تخرجت من الجامعة من نخصص الصحافة والاعلام وغيره ولَم تجد وظيفة تعبر من خلالها عن مكنوناتها فلجأت إلى أن تصبح سيدة ناشطة في مجال معين كمدخل لها إلى ما تصبو إليه.
ومنهن بصراحة لا داعي لوجودهن على الساحة المحلية لأنهن يساهمن في إشاعة الفتن بين الناس.
-هل فعلا وصلت المرأة والفتاة الاردنية الى حالة مشاركة حقيقية في صناعة القرار والتأثير في المشهد؟
المرأة الأردنية يجب أن تؤثر في صنع القرار لأنها لديها تحمل مسؤولية أكثر من الرجل حيث أنها أصبحت اليوم تتقلد نفس المناصب التي يتقلدها الرجل الأردني لكننا نعيش في مجتمع لا يلتفت البعض منه إلى أهمية الحديث والمعلومات عندما تكون سيدة التي تدلي بها.
ينقصنا في الأردن أن يصبح لدينا أول سيدة أردنية تتقلد منصب رئيسة وزراء أو رئيسة ديوان ملكي أو رئيسة محكمة أو مديرة للأمن العام فلماذا هذه المناصب محتكرة فقط على الرجال؟
أنا أتمنى أصبح في يوم من الأيام رئيسة وزراء في الأردن كي أكون قدوة في ذلك لمن يخلفنني.
– هل تفكر تهاني الدخول في معترك السياسة أو حتى الترشح للانتخابات النيابية القدمة في المستقبل؟
حقيقة إذا وجدت من يحتضنوني ويدعموني سأقوم بخوض غمار الترشح للانتخابات النيابية.
ليس فقط للحصول على منصب وامتيازات بل حتى أقوم بخدمة المواطنين على أكمل وجه.
– 3 رسائل عتاب تود تهاني أن تبرقها عبر “أنت لها”؟
أعتب على كل سيدة أردنية تسكت عن حقها ولا تطالب به وتبقى صامتة وخائفة ومتجمدة في مكانها.
وأقول لهن تكاتفن كما الرجال متكاتفين
– كلمة أخيرة عبر “انت لها للفتاة الأردنية؟
أيتها الفتاة الأردنية اجتهدي وثابري واصنعي لنفسك مكانة أمام نفسك أولا وفِي مجتمعك ثانية ولا تستهيني بقدراتك أبدا وتابعي الوصول إلى شتى المناصب ومكني نفسك ثقافيا واجتماعيا وفكريا واقتصاديا ولا تعاملي في حياتك فقط على الرجل بل خذيه عونا لكِ ولا تتأثري إن تعثرتِ إنهضي وإبدئي من جديد ولا تجعلي شيء يؤدي لإحباطك.
أثبتي للجميع بأنك قوية وضد الصدمات.