وصلتنا رسائل من قارئات يسألن فيها عن دور الزوج في حالات العقم وتأخر الإنجاب لدى الزوجة، وعن أهم المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الرجل ويكون تأثيرها سلبياً على حدوث الحمل.
وللإجابة عن هذه الأسئلة والحديث عن مشاكل غدة البروستات بشكل خاص والتي هي واحدة من الأسباب الرئيسية لعقم الرجال كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور أحمد إسماعيل:
• ما هي مشاكل الرجل الصحية التي يمكن أن تؤثر على الحمل والإنجاب؟
– أحب أن أؤكد أولاً على أن أسباب العقم لدى الزوجين تعود للرجل والمرأة بشكل متساوٍ في ثلثي الحالات فيما تكون مشتركة بينهما معاً في الثلث الباقي، لذا فإن التطرق إلى دور الرجل في تأخر الحمل هو أمر أساسي وجوهري، ويمكن أن نتوقف هنا عند أول الأسباب وهي عدم قيام الرجل بممارسة العلاقة الجنسية مع زوجته بشكل منتظم (من 3 إلى 4 مرات في الأسبوع ) ربما بدواعي السفر ومشاغل الحياة أو بسبب البرود الجنسي بطريقة مشابهة لما يحدث عند بعض النساء، ومن الأسباب الأخرى إصابة الرجل بالأمراض التناسلية التي تسبب العقم أو معاناته من مشكلة سرعة القذف أثناء العلاقة الجنسية أو وجود خلل في انتصاب العضو التناسلي أو أن يكون الرجل مفرطاً في السمنة خاصة في منطقة البطن، وبذا يتعذر عليه إتمام العلاقة الجنسية مع زوجته بالطريقة الصحيحة إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة منها إصابة الرجل بمرض السكري وما لهذا المرض من تأثير مباشر على نوعية وكمية الحيوانات المنوية وفي إصابة نسبة منها بالتشوهات إضافة ما يسببه هذا المرض من مشاكل في الانتصاب عند الرجل.
• هل يمكن أن نشير إلى سبب رئيسي لحالات العقم لدى الرجال؟
– هنالك أسباب عديدة كما أشرنا آنفا ولكن تبقى غدة البروستات والتهاباتها ومشاكلها واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حالات العقم عند الرجال في أعمار مختلفة؛ حيث يكون لكل عمر أسبابه وتزداد هذه المشاكل بتقدم العمر، وغدة البروستات هي الجزء الحيوي والمهم الذي يفرز السائل الذي يساعد الحيوانات المنوية على الحركة وأي خلل يطرأ على هذه الغدة يمكن أن يتسبب في عدم مقدرة الحيوان المنوي على التعايش مع هذه المشكلة، وبذا ترتفع نسبة الحيوانات المنوية غير القادرة على الحركة في السائل وتزداد نسبة الخلايا الأكولة والخلايا الدموية في السائل المنوي وهذا ما يعيق حركة الحيوانات المنوية القادرة على الحركة.
• وما أسباب هذا الخلل؟
– تصاب هذه الغدة عند بعض الرجال بالالتهابات الميكروبية والبكتيرية والتهابات تضخم غدة البروستات وكلها التهابات شديدة ومزمنة وأحياناً تكون شكوى الرجل بسيطة ولا يلتفت إليها ولا يذهب بسببها إلى الطبيب أو إن الأعراض لديه غير ملموسة وواضحة ويمكن التعايش معها ولكن الحقيقة غير ذلك لأن هذه الالتهابات هي واحدة من أهم أسباب العقم عند الرجال، والمثير للاهتمام أن التهاب غدة البروستات يمكن أن ينتقل إلى القنوات التي تتحرك فيها الحيوانات المنوية وفي حالات الالتهابات الشديدة يمكن أن تُصيب الخصية والحبل المنوي، ومن جانب آخر يمكن أن تصاب الغدة بالالتهابات دون أسباب بكتيرية وميكروبية وما يزال الطب في طور البحث للوصول إلى الأسباب الحقيقة وراء هذه الالتهابات، كما لا يمكن أن نغفل أيضاً الأمراض السرطانية التي يمكن أن تصيب غدة البروستات، وأحيانا تكون الشكوى من العقم لدى بعض الرجال سبباً عرضياً في اكتشاف السرطان وعندها يحول المريض فوراً للعلاج.
• وكيف يحافظ الرجل على صحة غدة البروستات؟
– أود أن أشير أولاً إلى أن كثرة العلاقات الجنسية التي يمارسها الرجل خارج مؤسسة الزواج يمكن أن تؤدي إلى التهابات مزمنة في غدة البروستات، وكذلك الحال مع كثرة الزيجات والطلاقات، لذا يُفضل تحديد هذه العلاقات المتعددة وتقنينها على قدر المستطاع، ولعل من أهم عوامل المحافظة على صحة غدة البروستات هو شرب الماء بكثرة على ألا تقل الكمية عن لترين في اليوم في الدول الحارة ولتر واحد في اليوم في الدول الباردة، ويستحسن عدم التعويض عن الماء بالعصائر والسوائل الأخرى وتجنب تناول اللحوم الحمراء بكثرة واعتماد نظام غذائي متوازن غني بالألياف والفواكه والخضار، كما أن انتظام العلاقة الزوجية الجنسية (بحدود 3 إلى 4 مرات في الأسبوع) يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بسرطان غدة البروستات.
• وما هي النصيحة الذهبية في هذا الشأن؟
– كما ندعو النساء لعمل فحص مسحة عنق الرحم ( smear test ) سنوياً فانا أدعو الرجل إلى الكشف الشامل على غدة البروستات مرة في السنة خاصة بعد عمر الأربعين، ويشمل هذا الفحص تحليل الدم والأشعة الصوتية وفحص المني وعمل مزرعة للمني إذا كانت ثمة شكوى، وأن يستمر الرجل بهذه الفحوصات السنوية طوال العمر وعلى الطبيب أن يتابع الفحص السنوي للرجل أسوة لما يحدث للمرأة.