الكاتب رائد عمر
منذ التاريخ والمرأة الفلسطينية كانت وما زالت شريكة للرجل في كل ميادين النضال وفي كافة المراحل التي مرت بها قضيتنا الفلسطينية فهي من انحنى ظهرها وتشققت يداها في الحقول والمزارع لتساهم في اقتصاد اسرتها بل هي من ادار هذا الاقتصاد على مدار عقود من الزمن وحتى يومنا هذا بكل جدارة واقتدار دون ان يمنعها يؤثر ذلك على انوثتها او حتى امومتها ودورها الانجابي.
وخلال تلك السنوات تمكنت المرأة من الحفاظ على ارضها كما حافظت على عرضها دون كلل او تذمر كانت تحمل معولها بيدها وفي اليد الاخرى رضيعها وعلى وجهها ترتسم خارطة وطن.
وفي وقت النضال الذي لم ينتهي بعد… لم تتوانى المرأة الفلسطينة لحظة واحدة في حمل السلاح حين استشعرت بالخطر يداهم اوطانها فكان لها دورها البارز في كافة الميادين النضالية فوقفت الى جانب الرجل وحملت سلاحها وقاومت حتى نالت الشهادة كما الشهيدة دلال المغربي وغيرها من المناضلات… وحين اتيح للمرأة المجال لخوض مجالات الابداع دون ان يقف الرجل معيقا لها كان الابداع فمن الكاتبة والاديبة مي زيادة مرورا بفدوى طوقان وصولا الى المعلمة حنان الحروب وهذا مثالا لا حصرا فهناك المئات غيرهن من النساء المبدعات وفي كافة المجالات تجدهن في القمة.
وحين دخلت القضية الفلسطينية في تسعينات القرن الماضي في مرحلة جديدة من مراحلها وهي مرحلة السلطة الوطنية وفي اول انتخابات لها شهدت حينها تمهيدا لدور المرأة السياسي عندنا رشحت المناضلة سميحة خليل نفسها لتنافس الرئيس الراحل ياسر عرفات على رئاسة السلطة الفلسطينية ومنذ ذلك الوقت والنساء يطالبن بمساواة حقوقهن بالرجل وهنا انني اوأكد مساواة حقوقهن من ناحية اتاحة الفرص وليس مساواتهن بالرجل كما يفسرها البعض من الناحية البنيوية والجسدية وانما من منظور حقوقي انساني دون المساس بانوثتها ودورها الانجابي ودون تمييز.
فمن حق النساء في فلسطين وفي العالم اجمع الحصول على نفس الفرص وبنفس القدر الذي يحصل عليها الرجل دون اي تمييز على اساس الجنس او النوع.
وانني كرجل فلسطيني لا ارى سببا واحد لهذا التمييز ولا ارى سببا ان ينظر للمرأة جسدا مجردا دون النظر اليها عقلا وكفاءة.
وهنا لا بد من القول انه لا يمكن لنا كفلسطينيين الانعتاق من الاحتلال قبل الانعتاق من كافة الافكار التي تسيطر على عقولنا ومن حق كل النساء المطالبة بالتحرر من هذه الافكار والحواجز الذكورية التي تقلل من شأن ومكانة المرأة وتضعها دائما في قفص الاتهام دون الرجل.
ولا يمكن لنا ان نصل الى القدر الكافي من الاخلاق اذا بقينا نحاسب النساء ونستثني الرجال عن سلوكهم الشيطاني الذي يدفعهم لفعل كل شيء لاغراء النساء بالكذب والخداع للايقاع بهن والنتيجة لافعال الرجال هذه يدفعن النساء ثمنها ثمن قد يصل الى القتل احينا…..ثمن كذب الرجال وثمن خداع الرجال وثمن استهتارنا واستخفافنا نحن كرجال بحقوق النساء.
نعم ايها السادة فوراء كل جريمة وقعت او ستقع بحق امرأة هناك اكثر من رجل يجب ملاحقتهم ومحاسبتهم.
وهنا لا اقصد بالجريمة القتل فقط وانما كل انتقاص من دور المرأة جريمة وكل خداع جريمة وكل اعاقة لعملها جريمة.