“رجوع البنت للأساس أتقل من الرصاص” كنت صغيرة جدًا حينما استحسنت أذناي سجع تلك الجملة للمرة الأولى، وكأي صغير يسأل عن معنى الأشياء، سألت “يعني إيه؟” ففاجأتني إجابة سريعة من عمّتي الخمسينية التي قالت: “يعني يوم ما تتجوزي امسكي في عريسك بإيديك وسنانك.. إيّاكي والطلاق”.. حسنًا وماذا لو لم يتمسّك عريسي بي؟
مرّ على ذلك السؤال أكثر من عشرون عامًا ولم تجب عمّتي.. لم يجبني أحد. لكن مرور السنين جعلني أنظر للأشياء من حولي، تتصدر مصر قائمة الدول الأعلى في معدلات الطلاق.
زجاجة مياه
-مها أحمد، 23، خريجة جامعية“مرّعامان على زواجي، وكان عمري حينها 21 عامًا وطليقي 33 عامًا، سافرت إليه عروسًا نظرًا لعمله في إحدى دول الخليج، كانت حياتنا فاترة خالية من المشاعر، وفي فجر الليلة الأولى من الشهر السادس بعد زواجنا، شَعرت بالعطش وحصلت على زجاجة المياه، التي بجوار السرير، فأصدرت صوت أثناء فتح الزجاجة، نهض من النوم فجأة ووجه لي سيل من السُباب بحجة أنني أزعجته. استمريت في الاعتذار ليومِ كاملِ، لم يقبل اعتذاري، أصبت بنوبة انهيار عصبي، لم يحرك ذلك فيه ساكنًا، ولم يُحاول (جبر خاطري) بكلمة واحدة رغم أني وحيدة في الغربة، والأكثر من ذلك أنه لم يكتفِ بفعتله، فعدنا إلى مصر وعقد جلسة عرفية تجمع العائلتان لهذا السبب، وتم الطلاق، حتى الآن عندما أحكي سبب طلاقي يضحك الجميع وأنا نفسي أدخل حالة هيستيرية من الضحك.”
حب واختلاف
-أمينة محمد، 50، موظفة بنك
“مر 18 عامًا على طلاقي من زوجي الذي أطلق عليه دائمًا بـ (حبيبي وصديقي)، يصفني أصدقائي وعائلتي دائمًا بالغريبة. تزوجت وعمري 25 عامًا، لم يكن زواجًا تقليديًا، وأنجبت إبننا الوحيد، وبعد زواج استمر سبع سنوات، لم أعد أحتمل الهدوء الدائم من زوجي أمام أي مشكلة تواجهنا، أنا عصبية، شديدة القلق، دائما التفكير في المستقبل، بينما هو غير مكترث وهادىء إلى حد برود الأعصاب، وكنت أتصدر أي مشكلة تواجهنا، فيما يلعب هو دور المسكن. تحدثنا كثيرًا لا نتغير ولا نستطيع التكيف، ولم تعد فلسفتي في الحياة تستوعب طباعه، بعد تفكير طويل جهزت عشاء رومانسي مصحوب بإضاءة شموع خافتة، وعقب الانتهاء من الطعام، رقصنا رقصتنا المفضلة على نغمات الموسيقى الكلاسيكية، وبينما كنت بين ذراعيه اقترب منه وقلت له (أنا عاوزة أتطلق). الآن وبعد 18 عامًا من طلاقي لم أتزوج وهو لم يتزوج وما زال الحب هو العمود الفقري لعلاقتنا، ولكني طلبت الطلاق حتى تستمر علاقتنا جيدة من من أجل ابننا.”
-سهير أحمد، 28، ربة منزل“كنت أتحدث مع زوجي على الواتساب مثل سائر الأيام، وكان المزاح هو الغالب على الرسائل المتبادلة بيننا، سألني عما سنتناوله اليوم على الغداء، فرديت عليه بأنني لم أجهز شىء اليوم على الغداء، فرد قائلًا :(لما أرجع هموتك من الضرب لو ملقتش الغداء جاهز)، فرديت عليه بأنه لا يستطيع فعل ذلك هو وعائلته بالكامل. أنهى الحديث عقب هذه الرسالة، وأغلق هاتفه، وعندما عاد إلى المنزل، تلفظت بكلمة حمدالله على السلامة يا حبيبي، بينما هو انهال عليا بسيل من الشتائم طال أهلي ووصل صوته إلى الجيران. لم أقدر على التزام الصمت عندما سبني بأهلي وقال لي كفاية إني مستحملك، (كنا متزوجين منذ ثلاثة سنوات ولكن لم نرزق بأطفال) وتم الطلاق.”
قَصَة شعر
-فاطمة السيد، 55، ربة منزل“تزوجت في عمر 17 عامًا، عقدنا القران قبل الزفاف بيوم وفي حفل الحناء الذي يسبق الزفاف في مصر، أردت أن أفاجئه بقصة شعر جديدة تخليت فيها عن شعري القصير، لكنني فوجئت برد فعله عندما استقبلته بمظهري الجديد، إذ بدت عليه الصدمة وقال (إزاي تعملي كارثة زي دي بدون إذني، أنا كاتب كتابي عليكي – عقد القران – وجسدك ملكي أنا) ثم طلقني. لم ينتهي الأمر عن هذا الحد، إذ عدت إليه لاحقًا، وأنجبت منه 4 بنات وولد، وتكرر الواقعة ذاتها قبل حفل زفاف ابني على خطيبته، عندما وجدها قرب المنزل تشتري بعض الأشياء بصحبة ابن عمها دون استئذانه فطلقها رغم محاولاتنا لاحتواء الأمر، لم استغرب ما حدث وقد ورث طباع أبوه.”
عمرو دياب
نهى محمد، 30، موظفة بشركة سياحة “تزوجتُ وعمري 27 عامًا، لم تكن حياتي مفروشة بالورود، وكان زوجي يكبرني بـ16 عامًا، لم يكن زواجي هادئًا، ومررنا بخلافات كبيرة كان بعضها ينتهي بتركي بيت الزوجية إلى منزل عائلتي، وتصاعدت إحداها إلى درجة الطلاق لكننا عدنا بعد اعتذاره وتأكيده على أنه لا يستطيع الحياة من دوني. وفي لحظة صفاء بيننا لم تحدث كثيرًا، سمع “الكول تون” الخاص بي وكانت أغنية لعمرو دياب فأنا أحبه جدًا، وكأني ارتكبت جُرم لا يغفر، ثارت ثائرته ونزع مني الهاتف وضربني ضربًا مبرحًا، عقد جلسة عرفية مع أفراد عائلتي، سأله قريبه الذي حضر الجلسة من جانبه، ماذا يريد؟ فقال أريد تطليقها فهي لا تحترمني، (يعني أيه إللي يرن عليها يستمع إلى كلام حب)”. –
بدلة رقص
-أماني عبد الرحمن، 32، ربة منزل“هناك تجارب عابرة في حياتنا، تؤلمنا خلال حدوثها ولكن نتذكرها بعد ذلك ونضحك، هكذا كانت تجربة زواجي التي لا تستغرق أكثر من شهر، بعد طلاقي عندما تساءل أصدقائي عن السبب كنت أتهرب من الإجابة، لخجلي من حقيقة ما جرى، فهل أقول لهم أن زوجي السابق انفصل عني بسبب (بدلة رقص). هذا ما حدث بعد أن وجد دولاب ملابسي يخلو من بدلة رقص، سألني عنها، وعن مدى اهتمامي بالرقص الشرقي، فقلت له أني لست مهتمة ولا أعرف كيف أرقص، وليس لدي الرغبة في التعلم، فرد بأن الرقص شيء مهم جدًا له، ولو لم أتعلم الرقص سينفصل عني، فصممت أنا أيضًا على الانفصال.”