السبت, يونيو 7, 2025
24 °c
Jerusalem
22 ° Tue
21 ° Wed
23 ° Thu
26 ° Fri
26 ° Sat
أنتِ لها
Advertisement Banner
  • ميديا

    Trending Tags

    • رياديات

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      التطور الاجتماعي للوعي الانثوي وتأثيره على عالم الريادة الانثوية

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      مي ناصر: الشهادة والمال لا يقرران ماذا نريد أن نعمل

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      ريشة ولون.. قصة مشروع خزف نسوي صغير يصارع من أجل البقاء

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      شيرين دلال تضيف لمسة نجاح جديدة لمركزها بافتتاح مركز شيرين للتجميل

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      المسوقة العقارية كرمل أسعد: السر وراء النجاح هو القيام بأمور مختلفة عما يفعله معظم الناس

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الصيدلانية ماما غالية: لاترضِ بالقليل فأنت ملكة وتستحقين الأفضل

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      الريادية هبة المصري: “إبدئي بنفسك أولا وكوني أنت من يصنع التغير فالتغيير بحاجة إلى الإصرار والإرادة”

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      المخرجة الشابة رزان خضر تشق طريقها بأعمال مميزة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      الريادية علا عسل تحول شغفها في الكيمياء لمنتجات طبية في العناية بالبشرة

      Trending Tags

      • تجربتي

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        طالبة الهندسة ديما إسماعيل: تعلم التعامل مع العقبات فالرحلة مليئة بالتحديات

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الأخصائية النفسية والاجتماعية لمعة معاني: لا حدود للطموح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة آية أبو عرة: الطموح والإصرار هما سر النجاح

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة سجى كنعان بداية حافلة للتخصص في مجال الإذاعة والتلفزيون

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

        الطالبة نارمين قبها عين على القانون والعلاقات الدولية وأخرى لإصدار كتابها الأول

      • صحتكِ
        فوائد تمارين الاطالة

        فوائد تمارين الاطالة

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        علاج نزلات البرد بالأعشاب: ما حقيقة ذلك؟

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        فيتامين د للحامل: أهميته، وأضرار النقص والعلاج

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        تعرف على تأثير أشعة الشمس سلبًا وإيجابًا

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        السكر المضاف يجعل الأطعمة لذيذة لكن خطيرة

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        لماذا البروتين هو سر القوة والصحة لجسمك؟

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

        تغذية المستقبل: التغذية الصحية للمرأة الحامل

      • مطبخكِ
        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        الكعك الأصفر الفلسطيني: مذاق الطعام بنكهة تراث الأجداد

        تكمن فكرة مطبخ حرف G في توفير مساحة للدخول والخروج

        أحدث تصاميم ديكورات المطابخ

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة اللبن: مزيج الطراوة والنكهة الشرقية الأصيلة! 🥣✨

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        فتة العدس البني: دفء الشتاء في طبق! 🍲❄️

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        عصير لفقر الدم: وصفات لذيذة وصحية! 🍹💪

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        سلطات بالسبانخ طبق لذيذ قدميه بالشتاء

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        المسفن الفلسطيني: معجنات تراثية عريقة

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        الخبيزة.. أكلة شعبية توارثها الفلسطينيون

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

        لو لسه مبتدئة في المطبخ.. خطوات بسيطة تخليكي شيف محترفة 👩‍🍳✨

      • إطلالتكِ
        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        الأبيض في الشتاء.. كيف ترتديه وتبدو أنيقًا؟

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        شتاء 2025 إطلالات وأناقة تخطف الأنظار

        نصائح لبشرة صافية

        نصائح لبشرة صافية

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        4 إشارات فى لغة الجسد تعبر عن ثقتك بنفسك.. أبرزها الهدوء والتواصل البصرى

        كيف تعتنين بالشعر التالف: أهم 6 نصائح

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        5 ألوان موضة شتاء 2025.. أبرزها البينك والأصفر المشمس

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        أساسيات تنسيق الملابس الشتوية للسيدات

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        لماذا يظهر السيلوليت عند النساء أكثر من الرجال ؟

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        المصممة ”هند المغربية”  تكشف عن تشكيلة جديدة من القفطان المغربي

        Trending Tags

        • منوعات
          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          مدرسة الأمهات تعقد تدريباً لوحدات الحماية حول إدارة الأزمات في شمال الضفة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          الدكتور نعيم سلامة عضواً في الشبكة الإقليمية لصانعي القرار لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

          أيهما أختار : البورسلان أم السيراميك ؟

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           Jabra تطلق سماعتي الأذن الأكثر تطورا لتثبت ريادتها في ميدان الاتصالات اللاسلكية

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

           مجموعة Aleph تُطلق برنامج شهادة مجاني بمجال التسويق الرقمي في منطقة الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          بالفيديو – “شكلك مش سهل” جديد الفنانة إلهام روحانا

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          دراسة بحثية في العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          كيف نستخدم الإنترنت بأمان؟

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

          العالمة القديسة الإماراتية غزالة المطوع تفتح ملف البرمجة الروحية

        • فرصتكِ
          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          مطلوب كاتبة وصانعة محتوى إبداعية!

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          برنامج تدريبي لتمكين وتعزيز مهارات المرأة “She Creates”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          إطلاق مشروع “بناء الصمود”

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          هل تبحثين عن طريقة لتعزيز علاقتك مع أطفالك وخلق بيئة أسرية دافئة وداعمة؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          بتدوري على وظيفة في قطاع الآي تي والتكنولوجيا و مش عارفة كيف تلاقيها؟

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          كوني قوية في مسيرتك، وتأكدي أن مشرقة دائمًا هنا من أجلك!

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

          فرصة لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص “إدارة المكاتب”

        • حياتي شوب
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        أنتِ لها
        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج

        دلالة الجدار في مجموعة سناء الشعلان القصصية “حدث ذات جدار”

        دلالة الجدار في مجموعة سناء الشعلان القصصية “حدث ذات جدار”

        بقلم :صباح الأنباري/ استراليا

        ثلاث مفردات متجاورة شكَّلن هيكل عنونة المجموعة القصصية للأديبة د. سناء شعلان (حدث ذات جدار) ثلاث مفردات هنَّ العتبة الأولى، أو البوابة الأولى للولوج إلى عالم المجموعة كلّها. الأولى (حدث) وهي فعلية بهيئة الماضي أشارت إلى زمن وقوع الفعل، والثانية ظرفية (ذات) وهي نائبة عن المكان الذي أضيفت إليه. أما الثالثة (الجدار) فقد أشارت إلى ظرفية وقوع الحدث الذي عَوّلت عليه المجموعة كبنية أولية باعتباره المكان الحاضن للفعل أو مجموعة الأفعال التي حدثت في عوالم قصص مجموعة سناء شعلان، وباعتباره الدال السيميائي لكل مدلول مجاور.

        انقسمت المجموعة بشكل عام على قسمين: الأول فيه سرد لما وقع (قريباً من الجدار) والثاني لما وقع (بعيداً عن الجدار) الأول تضمن (إضاءة على ظلام) أرادت القاصة منها تسليط كشافاتها على الجدار باعتباره مركز الحدث، ومحوره، ونقطة الانطلاق إلى مجاوراته المختلفة، وقدمت تعريفاً واقعياً له، وتوضيحاً لأثره نفسياً واجتماعياً كمعلومة سيحملها القارئ دليلاً له في طوافه داخل جغرافية النصوص. وهو إيذان باعتماد الواقعية أسلوب بوح للمضمر والمعلن من معاناة شخوص المجموعة ومكابدتهم الدائمة وعزلهم عن بعضهم قسراً وظلماً. تضمَّن القسم الأول على أحد عشر قصة اشتغلت القاصة فيها على تقنية الراوي العارف بكل شيء والذي يروي الأحداث نيابة، بينما اشتغلت في القسم الثاني المتضمّن على قصتين: (البوصلة والأظافر وأفول المطر) و (خرافية أبو عرب) على تقنية الراوي الذي يروي الأحداث أصالة أو تداخلاً بين الأصالة والنيابة.

        في مقدمة القسم الأول تطالعنا جملة إشارية مقتضبة من القاصة أرادت منها تهيئة القارئ ليتقبّل هيئة الجدار كأداة صلدة صماء جامدة ولكن بسلوك بشري وإحساس إنساني، أحيانا، ليعرف ما يتوجب عليه الاعتراف به خارج طبيعته الإسمنتية الجامدة:

        “من واجب الجدار الفاصل أن يخجل من نفسه، وان يبكي – ولو سراً – احتجاجا على طغيانه واشمئزازاً من وجوده”

        وسنكتشف من خلال عنونة القصة الأولى (وبكى الجدار) أنها سعت إلى جعله شخصا له ما لأي كائن حيّ من مشاعر الخجل والحزن والقدرة على البكاء.

        في هذه القصة تحكي لنا القاصة في مستهلّها عن الولادة والموت، عن الرحيل والبقاء، عن النهاية والبداية وهي وإن لم تسرفْ في التعريف بمن ولد ومن مات في ذلك اليوم (زمن القصة) إلا أنها وضعت أمامنا حقيقة أن النورَ لا يخلّف إلا نورا. هنا تلعب القاصة على الاسم ومعنى الاسم فالعم الذي شُيّع في بداية قصتها هو العم (نور) والطفلان اللذان ولدا لحظة رحيله هما نور أيضا، وهما البنيتان المركزيتان اللتان استندت القصة عليهما. عاشا حياة مشتركة، لم يفارقْ أحدهما الآخر.

        كانا ملازمين بعضهما كتوأمين، كحبيبين، كظلّين ملتصقين، ثم تأتي الصدمة الكبرى حين تمرض الفتاة فتأخذها جدتها إلى المستشفى وفي فترة مكوثها هناك بنى الإسرائيليون جداراً عازلاً فاصلاً فرض على نور الفتاة استحالة العودة لفتاها نور لتبدأ مأساة فراقهما، ويبدأ الجدار بحرمانهما وإسقاط ظله الداكن على حياتهما الشفافة. كبر نور على انتظار ابنة عمه نور وصار يتردد على ذلك الجدار أملاً في أن يسمع صوتها من ورائه واملأ منها في سماعه أيضا، وفي ليلة باردة ممطرة هوجاء كانا ممددين قرب الجدار كجثتين هامدتين جعلتا الجدار يبكي عليهما كمداً وحزناً. لقد استرسلت القاصة في تفاصيل معاناتهما، وقسوة الجدار عليهما، وتعلق روحيهما التي لم يستطعْ الجدار فصلهما فكانت النهاية. نهاية الأنوار التي حركت الحجر وجعلت الجدار يلعن نفسه بنفسه فانتفض:

        “خالعاً كل ما عليه من غرف ومكامن ومراقب وجنود وبوابات، مستسلما للدك والتّهاوي تكفيراً عن ذنبه الأسود، ومنداحاً في دموعه الإسمنتية وفي أحزانه وندمه على قتل الصغيرين العاشقين”

        الهيمنة التي فرضتها لعنات الجدار على هؤلاء كبيرة جداً وواسعة أيضا ولا يمكن استيعاب حجمها بسهولة. وعلى الرغم من واقعيتها وتشكل لبناتها من أرض الواقع إلا أنها ظلّت صعبة قدر تعلق الأمر بالكتابة عنها. لقد وضِعت القاصة بين أمرين قد لا يلتقيان: السرد التقريري البحت، والسرد القصصي العابر للواقعية والتسجيلية. وبدافع الحرص الشديد على نقل الواقع بمحتوياته وتشعباته آلت القاصة د. سناء شعلان على نفسها الوقوف إلى جانب الصدق التام في التعبير عن حقيقة تلك الهيمنة التي شغلتها منذ أقيم جدار العزل وحتى ساعة صدور مجموعتها القصصية فهل دفعت ثمن هذه الوقفة؟ بصريح القول أزعم أنها دفعت ثمن ذلك من تحجيم قدرتها على الخيال والابتكار لصالح الواقع المعيش والحقيقة الماثلة.

        ففي قصة (المقبرة) تسرد لنا حكاية (الحاجة رشدية) أو كما أسمتها (أم الشهداء) بطريقة استبعدت دور مخيالها القصصي وما يمكن أن يقدم لنا من الشغف الذي يفوق العملية الصحفية وتقريريتها. وفي قصة (حالة أمومة) حاولت إنقاذ نفسها من هذا المطب الصعب بجعل الأم الفلسطينية تقفل عائدة إلى وليدها لترضعه متحدية في ذلك جدار الفصل ودورياته المرابطة فتسقط صريعة برصاص العدو وتثبت أن قوة الأمومة تفوق قوة الموت والفناء. وفي قصة (الصديق السري) تأخذنا في سرد شيّق نحو حياة طفلية مُوشَّاة بالبراءة بين طفلين لا يعنيهما خلاف الكبار ولا عدائهم القاتل، وكل ما يسعيان إليه هو صداقة تربطهما مع بعضٍ بصدق وعاطفة لا حدود لبراءتها. إلا انهما وبسبب الجدار الذي كان الطفل الفلسطيني يتسلل منه للقاء صديقه اليهودي قد أدى إلى مقتل الأول والى فشل الثاني بإيقاف إطلاق النار قبل جنودهم فيرمي نفسه عليه ليموت هو الآخر. وليظلَّ الجدار مداناً بجريمة قتل طفلين وإن اختلفت هويتهما إلا انهما ارتبطا برابط البراءة.

        ومما تمتاز به قصص سناء شعلان في هذه المجموعة اهتمامها بانتقاء الشخوص وتقديمهم بطريقة تبدو وكأن القاصة قد أوغلت بدراسة أبعادهم وسلوكهم وحياتهم الداخلية حتى تكاد الشخصية تفصح عما يختلج أو يمور في أعماقها القصية. ففي القصة الموسومة (شمس ومطر على جدار واحد) تقدم لنا شخصيتين جمعهما الجدار تحت بوابته: الأولى شخصية الشاب الأسمر الفلسطيني الذي يعبر يومياً من بوابة الجدار نحو الجهة الأخرى ليشقى بكسب عيشه المضني، والثانية هي المجندة الإسرائيلية ذات الأصول الهنغارية التي تقوم بتفتيشه يومياً قبل عبور البوابة. وتجاوزاً لتكرار التفاصيل عن كلّ منهما اختصر الحال بعلاقة خفية ربطت بين الشخصيتين، علاقة حب مكتوم لم تفصح عنه أي من الشخصيتين. حب أزاح الحقد الدفين، والكراهية البغيضة، وعدم تقبل الآخر ليسمو فوقها جميعاً حتى صارت المجندة تنتظر بلهفة صباحَ اليوم القادم ليتسنى لها أن تكحل عينيها بمرأى فتى أحلامها الشرقي الجميل والمشرق. وذات صباح بينما هي تتقدم نحو الجدار رأت حبيبها المنتظر ملقى على الأرض مع عدد من العمال الذين قتلوا على يد جنود الجدار بدم بارد:
        “وكانت العودة إلى هنغاريا دون رجعة إلى هذا المكان هي الفكرة الوحيدة التي تملك عليها ذاتها، وتلحُّ عليها قبل أن يقتلها الجدار كما قتل الرجل الذي عشقته”

        وفي القصة الموسومة (من أطفأ الشمعة الأخيرة) تقدم لنا القاصة شخصية نذرت نفسها للاطمئنان على أبنائها الأسرى حتى أنها حفظت رسائلهم الشفهية عن ظهر قلب لتنقلها إلى أمهاتهم بطيبةِ وحنانِ أم رؤوم. كان حلم حياتها أن تزور بيت الله، وعندما حانت الزيارة استثمرت وقتها في إيصال رسائل الأسرى الشفوية لأمهاتهم اللائي عزلهن الجدار عن أبنائهن في معتقلات العدو ولم يبق لها إلا أن تطفئ شمعتها الأخيرة قريبا من الجدار.

        لقد انتقت سناء شعلان شخوصها بدقة كبيرة من أولئك الذين فرض عليهم العيش على جانبي الجدار، ومن الأطفال والشباب والشيوخ والثواكل اللائي صبت الحرب على قلوبهن نارها الموقدة. فبالعودة إلى القصة الأولى نجد أن القاصة اختارت الطفلين (الذكر والأنثى) نور لتخبرنا كيف فرَّق الجدار بينهما حد الموت، وفي القصة الثانية والثالثة اختارت شخصية الأم لتسرد لنا في كلتيهما قصة المعاناة الرهيبة لكلّ منهما جراء الجدار. وفي الرابعة اختارت صبيين من جانبي الجدار أقاما علاقة صداقة كان مصيرها الموت برصاص العدو الذي لا يفرق بين طفل فلسطيني وآخر يهودي عندما يتعلق الأمر بالجدار، وفي الخامسة حدثتنا عن شاب وشابة ارتبطا بعلاقة حب ولد ومات قرب الجدار أيضا, وفي السادسة اختارت شخصية الأم ثانية وهي المرأة التي ضحت بزيارتها لبيت الله لتوصل رسائل الأسرى الشفهية لأمهاتهم ثم لتموت قرب الجدار.

        ومن مطالعتنا لبقية قصص المجموعة اتضحت لنا دلالة الجدار القائمة على التأثير المباشر على حياة الشخوص الداخلية والخارجية، وخلخلة نظام حياتهم، وتراكم مشاعر الضيق والحزن ولوعة الفراق. الشخصيات عموماً تختزن طاقة درامية حققت مقبولية تلقيها بكلّ ما لها وما عليها، وارتبطت بجدار الفصل (مكانياً) ارتباط السبب بالنتيجة مانحة إياه دلالة فريدة ارتبطت بمصائرها الفاجعة كـ (مدلول) فتحول – على الرغم من قسوته المفرطة – إلى مصدر إلهام فعّال جعل مداد القاصة يسيح على الورق بهيئة حروف وكلمات أجادت تركيبها في لغة قصصية لها ثراؤها وأثرها وفعلها وكينونتها كمجموعة كاملة.

        وسوم: البوابةامهاتحنانسناء الشعلانقصص
        شارك33غردأرسل

        ذات صلةمواضيع

        ميديا

        31 مايو، 2025

        شفا – فازت المحامية الفلسطينية منار المصري، ممثلة عن نقابة المحامين النظاميين الفلسطينيين، بالمركز الثالث في مسابقة المرافعات الدولية، التي...

        ميديا

        25 مايو، 2025

        أين التاء المربوطة؟ من كل ما يحدث.. بقلم الكاتبة لما عواد في كثيرٍ من الأحيان، تغيب التاء المربوطة عمّا يحدث...

        رياديات

        13 مايو، 2025

        قصص نجاح خلقت بالارادة والعمل بقلم سهير سلامة شابات .. نساء .. شبان.. جمعهم الطموح والنجاح لخلق موقعهم وابراز ذاتهم...

        الموضوع التالي
        فيديو: “سفاح” يطعن النساء في مصر بأداة حادة في أماكن حساسة من أجسادهن ويثير الهلع!

        فيديو: “سفاح” يطعن النساء في مصر بأداة حادة في أماكن حساسة من أجسادهن ويثير الهلع!

        أنتِ لها

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        تعرفي على انتِ لها

        • نبذة عن أنتِ لها
        • من نحن
        • فريق أنتِ لها
        • الهيئة الاستشارية العليا
        • لمشاركاتكم
        • اتصل بنا

        تابعينا

        لا يوجد نتائج
        عرض كل النتائج
        • ميديا
        • رياديات
        • تجربتي
        • صحتكِ
        • مطبخكِ
        • إطلالتكِ
        • منوعات
        • فرصتكِ
        • حياتي شوب

        جميع الحقوق محفوظة | أنتِ لها © 2020

        Login to your account below

        Forgotten Password?

        Fill the forms bellow to register

        All fields are required. Log In

        Retrieve your password

        Please enter your username or email address to reset your password.

        Log In

        Add New Playlist

         

        تحميل التعليقات...