اختتمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية مؤخرا برنامجا حافلاً استمر لمدة يومين استقبلت من خلاله وفداً من مؤسسة حزب الوسط الدولية السويدية بالإضافة إلى ممثلات عن البرلمان السويدي، حزب الوسط السويدي ومؤسسة الشباب التابعة للحزب.
تخللت الجلسة الافتتاحية لزيارة الوفد السويدي لقاءً مع ممثلات عن جمعية المرأة للتنمية في مقر الجمعية برام الله، لا سيما الفريق المسؤول عن تصميم وتنفيذ العمل الاستراتيجي مع مجالس الظل الذي يهدف إلى الحد من استقصاء النساء من الحياة السياسية، وتشجيع مشاركة النساء في مراكز صنع القرار. وافتتحت اللقاء المديرة العامة للجمعية السيدة آمال خريشة مؤكدةً على أهمية ونجاعة الشراكة مع مؤسسة حزب الوسط الدولية السويدية CIS، شاكرةً الجهود التي تبذلها CIS في مناصرة حقوق النساء في المشاركة في الحياة السياسية وحقوقها المدنية التي من شأنها إعادة النظر في العديد من القضايا الاجتماعية التي تعيد انتاج ثقافة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي مثل حقوق الولاية. ومن جهتها، أثنت الأمين العام للمؤسسة السويدية كاثرين إيسكسون على التعاون القائم بين الطرفين خلال كلمتها مسلطةً الضوء على التعاون مع الجمعية بشكل خاص وعلى أهم إنجازات وبرامج CIS بشكل عام، مشيدةً برؤية جمعية المرأة واستراتيجياتها وأدوات المناصرة التي توظفها من أجل النهوض بواقع النساء.
وأكدت خريشة على أهمية التحالف النسوي الدولي ومدى تأثيره في عملية التفاوض في المجتمع الفلسطيني، خاصة من الناحية السياسية. وقد أكدت على ما ورد في كلمة ايسكسون، عندما قالت “إنني فخورة جداً لما تفعلنه ولمشاركتكن قصصكن الخاصة، فالذي يجمعنا هنا هي الأختية القوية، حتى إن أتينا من قارات، ودول، وثقافات مختلفة، ونتكلم لغات مختلفة، لكننا نتشارك في نفس المبادئ، ولذلك يجب علينا مساندة بعضنا البعض”. وتابعت قائلة: “نحن فخورون بأن مؤسستنا تمكنت من دعم جمعية المرأة العاملة، مادياً ومعنوياً”.
كما وقام الوفد أثناء اليوم الثاني بزيارة إحدى مجالس الظل في قرية دير السودان، حيث اجتمعت جمعية المرأة العاملة والوفد السويدي، مع نساء مجلس الظل ورئيس البلدية ونائبه، لمناقشة وضع النساء في صنع القرار ومشاركتهن السياسية في القرية بعد إنشاء مجلس الظل.
حيث عبرت إحدى أعضاء المجلس عن امتنانها لإتاحة هذه الفرصة في المشاركة السياسية، وعن مقدار التغيير الإيجابي في دور المرأة في القرية والتأثير الذي حدث على حياتهن اليومية والعملية، بالنسبة لها ولأخريات أمثالها من عضوات المجلس. وتابعت قائلة: في الماضي لم يكن يوجد أي نوع من التواصل بين المرأة ومجلس البلدية، فكانت تحتفظ بمشاكلها من دون أن تعلم بمن ستستنجد، لكن الآن بوجود مجالس الظل، أصبح للمرأة صوت أقوى وفعل أعمق على أرض الواقع.
حيث إن مؤسسة حزب الوسط الدولية السويدية هي الداعم الرئيسي لمشروع مجالس الظل في جمعية المرأة العاملة، وهي إحدى الأحزاب السياسية السبعة في السويد، وقد تم تأسيسها في عام 1995، وتوظيفها نيابة عن الحكومة السويدية وبتمويلٍ من الوكالة السويدية الدولية للتعاون التنموي (Sida) ومانحين آخرين، بهدف تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق والجنوب. وتتمثل رؤية مؤسسة حزب الوسط الدولية السويدية في التمكين السياسي للنساء والجيل الشاب كعوامل أساسية للتغيير ولتعزيز الديمقراطيات وتحسين الظروف الوطنية للسلام، خصوصاً وأن النساء والشباب من أكثر الفئات المقصية سياسياً.