ديانا مروان
وكالة وفا – طولكرم
لم تجد آلاء حنون (27) عاما، من مدينة طولكرم، بعد تخرجها من جامعة فلسطين التقنية، تخصص هندسة اتصالات، عملاً في مجال دراستها وخبرتها، لتتجه إلى عملها الخاص وهو صناعة الكروشيه وعرائس الأميوجرامي.
ترى حنون أن الفراغ قاتل، لذا حاولت البحث عن أي شيء لاستغلال هذا الفراغ بشكل مفيد، وكانت “الكروشيه” هي البداية للتخلص منه قبل أربع سنوات.
حنون قالت لـ”وفا”: يعد الكروشيه شكلاً من أشكال الحياكة، والتي تتم باستخدام صنارة خاصة لحياكة خيوط الغزل، أو خيوط الصوف وترتكز جميع غرز الكروشيه على السلسلة، أو على غرزة الحشو.
وأضافت: “حاولت أن أتعلم من جدتي طرق الحياكة بالصوف والصنارة، ولكن لخبرتها وسرعة عملها للغرز الكثيرة والمختلفة، استصعبت الأمر”.
وبينت: كنت أشاهد فيديوهات اليوتيوب للتعلم تقول حنون، وذهبت إلى السوق لجلب المواد الخام اللازمة للإنتاج، وبدأت العمل على انتاج طاقية من الصوف، وكانت تجربة ناجحة. واستمريت على هذه الطريقة وانتاج قطع مختلفة للأطفال بالعائلة، تنوعت بين الجاكيتات والقبعات والأحذية الشتوية، وتتابع بدأت أبحث عن شيء مميز وغير تقليدي، يجمع الكروشيه مع فن غريب.
تتابع حنون: بعد البحث المستمر والاطلاع على الإنترنت، توصلت إلى الدمى المصنوعة من الكروشيه “الأميوجرامي”، ومن خلال اليوتيوب تعلمت طريقة الصنع، وانتجت دمية “طائر البوم”.
ويسمى هذه النوع من الفنون بـ “الأميوجرامي” وهو فن ياباني، ويستخدم فيه خيوط الكروشيه وغرزه، وتشكل لتكون دمية في النهاية، من خلال حشوها وإضافة الأسلاك المعدنية لتسهيل حركتها وايقافها.
وتضيف: بعد النجاح الأول تشجعت وأكملت البحث للحصول على أي معلومة جديدة، وللحصول على النترونات أو الرسمات كنت أشتري بعضها والآخر متوفر بشكل مجاني.
وتوضح: في البداية استخدمت خيوط الصوف، لكنها مع مرور الوقت تتراخى، فبدأت أبحث عن البديل من خلال متابعة الفنانين العالمين الذين ينتجون هذه الدمى، فوجدت خيوط القطن.
وتقول: واجهت صعوبة لعدم توفر خيوط القطن، فلجأت إلى السوق الإلكتروني في الأردن وتركيا للحصول على أغلب المواد اللازمة في صناعة الدمى، وتعد هذه أكبر المشاكل التي تواجهني، نظراً لقلة انتشار هذا النوع من الفنون في فلسطين.
وتبين: وجود الموهبة والإبداع وروح الفن من أهم أسرار النجاح في هذا الفن، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والتخيل أيضاً، وعند تخيل شكل الدمية تستطيع معرفة صناعتها، فبعض المناطق يجب نفخها كالركبة مثلاً.
وعن الفرق بين أول دمية انتجتها والأخيرة تقول حنون: “هناك اختلاف كبير وواضح بين دمية طائر البوم والتي ما زلت أحتفظ بها وكانت هي البداية بخيوط الصوف، وبين آخر دمية من حيث الجسم ودقة تفاصيله المصنوعة بخيوط القطن، والعيون والحواجب، والشعر الحراري الذي أجلبه من الأردن ليتناسب مع السيشوار”.
وتقوم آلاء بتدعيم الدمى بهيكل من الأسلاك المعدنية بشكل كامل، لإمكانية توقيفها وتحريكها وأخذ الوضعية المناسبة لها، وتظل تبحث عن كل جديد لتطوير موهبتها وانتاجها للحصول على الأفضل.
وعن الوقت الذي تستغرقه في انتاج الدمى تقول: “بعض الدمى كالأرانب لا تستغرق سوى ساعات قليلة، أما دمى العرائس تأخذ شهرين وذلك لدقة التفاصيل فيها، والملحقات التابعة لها”.
ولا تقتصر موهبة المهندسة آلاء حنون على الكروشيه وصناعة الدمى، وبحكم مجال عمل والدها في انتاج الكريمات من العسل والشمع والزيوت والمواد الطبيعية، توجهت أيضاً لهذا المجال، وتمكنت من انتاج كريم الجزر الخاص بها والذي لاقى إقبالا من المحيطين، وتشارك اليوم حنون في دورة لصياغة الذهب والفضة.
الصور من صفحة مطرزات آلاء حنون