لا يوجد عُمر محدد ثابت لكي يكتسب الطفل مهارة مُعينة، فالأمر مُتفاوت من طفل للآخر، كذلك الأمر بالنسبة للكلام والبدء في استخدام اللغة.
لذا فإن معرفة الخط الزمني لاكتساب هذه المهارات يمكن أن يساعد الوالدين في معرفة ما إذا كان هناك سبب منطقي لقلقهم على تأخر النطق عند طفلهم.
هكذا يتطور مفهوم التعبير اللغوي عند الطفل
وقد يكون لدى الطفل مُشكلات في النطق واللغة، فيعجز عن إجادة القدرة على التعبير، أو يتأخر في تلك القدرة.
مثلاً قد ينطق الطفل-الذي لديه تأخر لغوي- الكلمات جيداً ولكنه يعجز عن استخدام كلمتين معاً لإيصال معنى مُحدد.
وقد يستخدم الطفل الذي لديه هذه المُشكلة كلمات وعبارات للتعبير عن أفكاره ورغباته واحتياجاته، ولكن يصعب على الآخرين فهم ما ينطق به.
مراحل تطور الكلام واللغة هي نفسها لدى جميع الأطفال، ولكن العمر الذي يطور فيه الأطفال هذه المهارة، حسب خبراء موقع Kids Health، هو الذي يختلف.
المهارات الكلامية التي ينبغي على الطفل اكتسابهاتوجد بعض الملامح العمرية التي وضعها الأطباء لرصد التطور اللغوي لدى الأطفال زمنياً:
– قبل عمر 9 أشهر، يستخدم الأطفال نغمات مُختلفة ويُصدرون أصواتاً تُشبه الكلام، ويقولون كلمات مثل «ماما» و«بابا» بدون فهم ما تعنيه هذه الكلمات.
– عند 12 شهراً يجب على الأطفال الانتباه الكامل إلى الأصوات حولهم، والبدء في التعرّف على أسماء الأشياء الشائعة حولهم مثل «باب، زجاجة، شباك، تليفون». وقد يُشاهد الطفل العالم المُحيط به باهتمام ولكنه لا يتفاعل مع الصوت، وهذا قد يكون مؤشراً لضعف السمع.
– من عمر 12 وحتى 15 شهراً يحاول الأطفال إصدار أصوات الحروف مثل «ب، م، د، ن». كما يبدأون في تقليد الأصوات والكلمات التي يسمعونها، وينبغي أيضاً أن يكونوا قادرين على فهم واتباع التوجيهات البسيطة والتعليمات التي من خطوة واحدة مثل «هات الكرة».
– من عمر 18 وحتى 24 شهراً، يستطيع مُعظم الأطفال -وليس جميعهم- أن يقولوا حوالي 20 كلمة عند عمر العام ونصف العام.
– وبحلول العامين يكون لديهم حصيلة لغوية مكونة من 50 كلمة أو أكثر. كما يبدأون في الجمع بين كلمتين لعمل جمل بسيطة. ويجب عند عمر العامين أن يكون الطفل قادراً على تحديد الأشياء الشائعة، فعند سؤاله أين أنفه يُمكنه أن يُشير إليه، ويُمكنه أيضاً اتباع الأوامر المُكونة من خطوتين، مثل «هات اللعبة وأعطها لي».
– من عمر عامين وحتى 3 سنوات، تزيد الحصيلة اللغوية للطفل بشكل ملحوظ. ويجب أن يستطيع الجمع بين ثلاث كلمات أو أكثر في جملة واحدة، كذلك يبدأ في فهم معاني الكلام الدائر حوله. كما يبدأ في التعرف على الألوان والأوصاف مثل «هذه كبيرة، تلك صغيرة.. وهكذا».
علامات مشكلة النطق لدى الطفل
يمكن التعرّف على أن الطفل لديه مُشكلة في النطق والكلام من خلال بعض العلامات مثل:
– أن يكون الطفل بلغ 18 شهراً ولديه مُشكلات في تقليد الأصوات، أو في فهم الطلبات اللفظية البسيطة.
– أن يبلغ الطفل عامين وأقصى ما يستطيع فعله هو تقليد الكلام فقط من خلال أصوات بنغمات مُعينة، ولا يتمكن من إنتاج كلمات أو عبارات بشكل عفوي، ولا يُمكنه التعبير عن احتياجاته المُباشرة.
– عدم نطق كلمة ذات معنى إلّا بعد الثالثة أو الرابعة من العمر.
– ظهور بعض العيوب في النطق في سن الخامسة، مما يجعل هناك صعوبة في فهمه، وهو مؤشر غير صحي لأنه ينبغي فهم ما يقوله الطفل بشكل كامل عند عمر الأربعة أعوام حتى من قبل الأشخاص الذين لا يعرفونه.
هل هناك أسباب عضوية؟
نعم، وقد يكون الطفل ولد بها. بعض الأسباب نفسية، قد يكون الطفل قد تعرض لها
ومن بين الأسباب العضوية:
– أن يكون لدى الطفل مُشكلات في الفم أو اللسان مما يحدّ من حركة اللسان لإنتاج الكلام.
– أن يكون لدى الطفل مُشكلة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام، مما يؤدي إلى مُشكلات في الفم، ويكون من الصعب التنسيق بين الشفاه واللسان والفك لإنتاج أصوات الكلام، فقد يكون الطفل مُصاباً بما يُعرف بـ «اللسان المربوط» أو «الشفة الأرنبية».
– كذلك، هناك ارتباط بين مُشكلات السمع وتأخر الكلام، فيجب عمل جلسة اختبار سمع للطفل إذا كان الطفل لديه تأخر في الكلام.
فالأطفال الذين يُعانون من مشكلات في السمع يواجهون صعوبة في التعبير، بالإضافة إلى مُشكلات في الفهم والتعامل مع البيئة المُحيطة.
وما هي الأسباب النفسية؟
– تأثر الطفل بالبيئة المُحيطة به، فإذا سخر الأهل والأشخاص المحيطون بالطفل من طريقة نطقه، فإن هذا يدفعه إلى الامتناع عن الكلام خوفاً من النقد.
– كذلك قد يكون الطفل مُتلعثماً أو ينطق الكلمات بحروف ناقصة، إذا كان هناك ما يوتر نفسية الطفل ولا يشعر بالأمان.
– وقد يكون أيضاً فرق اللغة بين الأب والأم.
طرق علاج الأسباب العضوية والنفسية
كلما تم اكتشاف مُشكلة تأخر النطق وتم علاجها بشكل مُبكر، كان هذا أفضل. وهناك بعض الطرق التي تُساعد في علاج تأخر الكلام لدى الطفل، مثل:
– طلب المُساعدة الطبية، فإذا كان الطفل لديه مُشكلة عضوية تؤخر نطقه للكلمات، يمكن علاج الطفل من خلال التدخل الدوائي أو الجراحي إذا لزم الأمر.
– الذهاب إلى طبيب تخاطب، يُساعد على تحسين مهارات التحدث واللغة، كما يُرشد الوالدين إلى كيفية مساعدة الطفل.
– مُشاركة الوالدين هي أمر بالغ الأهمية في مساعدة الأطفال الذين لديهم مُشكلة في الكلام أو اللغة. فيجب قضاء الكثير من الوقت في التواصل مع الطفل، حتى أثناء الرضاعة، وتشجيعه على تقليد الأصوات والإيماءات.
– القراءة؛ يجب أن يبدأ الوالدان في القراءة لأطفالهم منذ عمر مُبكر، ويجب اختيار الكتب المُلائمة لعمر الطفل كأن يبدأ بالكتب المُصورة. ويتم تشجيع الطفل على النظر إلى الصورة أثناء نطق الكلمة الخاصة بها، ثم الانتقال إلى أغاني الحضانة التي لها جاذبية إيقاعية.
– يجب استخدام المواقف اليومية لتعزيز لغة الطفل، فإذا كنت تصطحبه في الشارع، ينبغي ذكر أسماء الأشياء التي تُقابلكم في الطريق. كما يجب توضيح الأشياء التي تتم بالمنزل، أثناء طهي وجبة طعام أو تنظيف غرفة. حافظ على الوضوح والتحدث بلغة بسيطة، مع تجنب الحديث مثل الأطفال.
– الاستماع إلى الطفل عندما يحاول التحدّث وعدم مُقاطعته.
– الابتعاد عن نقده عندما يخطئ في الكلام كي لا يخاف من السخرية.
– تشجيعه على اللعب والاختلاط مع غيره من الأطفال، وخاصة من هم أكبر منه سناً ليمارس الحديث والكلام.