إنّ الطفل بمثابة كاميرا يلتقط كلّ ما يراه ويُخزّنه في ذاكرته باستمرار، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بأقرب المقرّبين إليه والذي يراهم يومياً وهم أهله والمُقرّبين الذي يتعلّق بهم.
لذلك، من الطّبيعي أن يتأثّر الطفل سلباً بتصرّفات والديه السلبيّة وعلى العكس فإنّه يتأثّر إيجاباً نتيجة تصرّفات أهله الإيجابيّة. التفاصيل عن هذا الموضوع في هذا الموضوع من موقع صحتي.
الاحترام
يتعلّم الطّفل عدم الاحترام في تصرّفاته مع الآخرين عندما يرى ذلك في تصرّفات أهله؛ وذلك لأنّ تربية الأطفال تكون بالتصرّفات والمواقف التي يعتمدها الوالدان وليس بأقوالهما فقط! وهذا ما يعرفه الطّفل جيّداً ويُمكن أن يُميّزه بكلّ سهولة.
فعندما يرى أنّ والديه لا يحترمان بعضهما بعضاً أو يتعاملان بقلّة احترام مع الآخرين، فإنّ الطّفل سيستنسخ هذا السّلوك منهما. وعلى العكس فإنّه يتعلّم الاحترام عندما يرى ذلك في تصرّفات أهله.
المسؤوليّة
عندما يرى الطّفل أنّ والديه أو أحدهما لا يتحمّل المسؤوليّة المُناط بها في المنزل، خصوصاً عندما يعود الأمر إلى تأمين احتياجات المنزل والأطفال، فإنّه من الصّعب أن يتمكّن الطفل من أن يُصبح شخصاً مسؤولاً في المستقبل عندما يكبر
الوعود
من أبرز الأقوال الشائعة “لا يُمكن إعطاء الوعود لطفل”، في إشارة إلى أنّ الطفل يُصدّق كلّ الوعود التي تُطلق وينتظر تنفيذها.
في حين أنّ الوعود وُجدت لتُنفّذ وليس الطّفل مُخطئاً في تصديقها، ولكنّ الأهل غالباً ما يتناسون تنفيذ وعودهم ويؤجّلونها باستمرار، خصوصاً عندما يكون الطّفل هو الموعود.
الثقة بالنّفس
من أين للطّفل أن يأتي بالثّقة في نفسه إذا لم يصنعها له والداه بأعمالهما؟ لذلك، لا بدّ من مُعاملة الطّفل في العائلة وكأنّه فردٌ ذو أهمّية مثله مثل غيره وتقصّد التشاور معه وأخذ رأيه في بعض الأمور خصوصاً تلك التي تخصّه.
كذلك، يؤثّر تصرّف الوالدين سلباً في الطّفل من ناحية بناء ثقته بنفسه عندما يتجادلان أمامه باستمرار وعلى أمورٍ سخيفة ويرفعان صوتيهما ويتلفظان بكلماتٍ قاسية من دون احترام الآخر. أمام هذا الواقع الذي قد يكون يومياً، يشعر الطّفل بالقلق وعدم الأمان ويخاف من المستقبل ما يُدمّر ثقته بنفسه.
لذلك، يُنصح باعتماد أسلوبٍ واعٍ في تربية الأطفال لأنّ الوالدين مسؤولان بتصرّفاتهما قبل أقوالهما عن الطّفل ونفسيّته ومستقبله