جاءت تصريحات الفنانة، والمطربة المصرية، شيرين عبد الوهاب التي قالت فيها: “أنا خسارة في مصر”، لتفتح باب الجدل حولها من جديد، خاصة بعد البلاغات التي قدمت ضدها خلال الساعات الماضية للنائب العام المصري بتهمة الإساءة للدولة.
ويبدو أنّ شيرين أصبحت على موعد دائم مع الأزمات، والتصريحات، التي تثير الجدل والغضب، خاصّة أنّ بعضها يحمل عبارات تتعلّق بمصر، مثلما تحدّثتْ مسبقًا عن البلهارسيا، والسّخرية من مياه النيل.
وعن تصريحاتها الأخيرة، ومصيرها بعد الملاحقة القانونية، قال الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إنّ التصريحات التي صدرتْ من شيرين لا تعتبر إساءة للدولة المصرية، كما يتخيّل البعض، مشيرًا، إلى أنّ ما يصدر عن شيرين هو “الأنا” والغرور، والشعور بإمكانياتها الفنية من وجهة نظرها، حيث لا جريمة، ولا عقوبة إلا بنص.
وأضاف مهران في تصريحات لموقع فوشيا الإماراتي كلّ إنسان من حقّه أن يشعر بقيمته وإمكانياته كيفما يشاء، قائلاً: “لا يوجد نص قانوني واضح يعاقب على مثل هذه التصريحات التي تسعى للشو الإعلامي والعودة للمشهد فقط، دون أي مقارنة أو إساءة لأحد”.
ويتّفق مع الرأي السابق، الدكتور محمد الذهبي، أستاذ القانون الدستوري، الذي يؤكّد، أنّ تصريحات شيرين لا تعبّر عن المقارنة بينها، وبين مصر الدولة، ومن ثمّ لم تصدر ألفاظ معينة يتمّ محاكمتها عليها، بتهمة السّبّ والقذف، كما هو متبع في مثل هذه القضايا.
واستكمل أستاذ القانون في حديثه لـ”فوشيا” بأنّ الأمر لا يتعدّى كونه سوء تعبير، الأمر الذي ينتهي بمجرّد الاعتذار، أو التوضيح من قبل الفنانة، دون أيّ شيء آخر.
أما الدكتور سمير صبري، أحد أشهر المحامين في مصر، ومقدّم البلاغ ضدّ شيرين فيقول، إنّ العقوبة التي تنتظر شيرين، هي الحبس مدّة 3 أشهر أو الغرامة، وفقًا لقانون العقوبات، الذي يجرم الإساءة للدولة المصرية، معتبرًا تصريحات شيرين تمثل إهانة لمصر.
واختتم صبري حديثه مع “فوشيا” بأنّ شيرين اعتادتْ الهجوم على مصر والإساءة لها، ومن غير المقبول التّغاضي عن أخطائها المتكرّرة، قائلاً: “لم يعد مقبولاً أن تظل تخطئ دون عقاب، وسنقاضيها أمام كافة الجهات القضائية حتى تنال عقابها”.
واتّهمتْ البلاغات المقدّمة، شيرين، بالتطاول على مصر أثناء الاحتفال بأعياد رأس السّنة الميلادية، بأحد الفنادق الكبرى، وأمام جمع هائل من الحضور، حيث قالت: “أنا خسارة في مصر”، وذلك بعد أن تلقّتْ تحية كبيرة من جمهورها على أدائها خلال الحفل.
وكانت شيرين قد أكّدتْ في تصريحات تلفزيونية، أنّها لن تداعب الجمهور، أو تتحدث مرّة أخرى في الحفلات مع الحاضرين، احترامًا لزوجها وأهله، لأنّ كل كلمة تتفوّه بها تؤخذ بشكل خاطئ، لافتةً، إلى أنّها كانت تتحدّث بشكل عاديّ عن أخطاء الحفل.
وأوضحتْ، إن حفلتها برأس السّنة كانت عائلية للغاية، وكلّ حضورها من مصر والدول العربية، مضيفةً، أنها الحفلة الوحيدة، التي لم يقدّم بها خمور.
كما أصدرت الفنانة المصرية بيانًا رسميًا، سردتْ فيه حقيقة ما حدث في الحفل، والموقف الذي فسّره البعض بأنه إساءه لبلادها، قائلة: “ما حدث هو أنني استمعت لصدى صوتي كلما غنيت فنظرت إلى الملحن الكبير حلمي بكر وكان من بين الحضور وقلت له الصدى ده من المرايا التي خلفي فأجاب نعم، فضحكت وقلت أنا خسارة في مصر وهي عبارة دارجة نرددها جميعًا كدعابة لأنني كنت سعيدة بمعرفتي سبب صدى الصوت”.
وواصلتْ: “أثناء الغناء سقطت مائدة زجاجية بمن عليها فأحسست بتوتر الحضور فقلت:welcome egypt ورددت ما معناه أن كل شيء سيتم إصلاحه فورًا لأخفف من هلع الجمهور صدمة الصغار من صوت الزجاج عند تحطمه”.
وكانت شيرين العام الماضي، قد سخرتْ من مياه النيل حينما طالبها أحد جمهورها بأداء أغنية “مشربتش من نيلها”، لتردّ عليه “هيجيلك بلهارسيا”، في الواقعة التي عُرفتْ إعلاميًا بـ”البلهارسيا”، وتمّ ايقافها عن العمل لعدّة أشهر، بقرار من نقابة الموسيقيين آنذاك، على الرّغم من اعتذارها عبر بيان رسميّ.