من أصعب ما تواجهه الأمّ مع طفلها، عصبيّته، التي تجعلها غير قادرة على فهمه وضبطه؛ فتظل طوال الوقت خائفة من إيذاء نفسه، ومن حوله.
والأسوأ، أنْ تردّ عليه بالصُّراخ، والتعنيف، بغرض تخويفه منها، والصّواب أنْ تدرك الأسباب، التي تجعله عصبيًا، وتعالجها بالتّدريج، دون أنْ تزيد الطّين بلّة.
دوافع عصبيّة الطّفل
أثناء شعور الطفل بالضعف، أو النّقص، يلجأ للتعبير عمّا ينتابه، بالعصبية، والصّراخ، حسبما أوضحت اختصاصية تربية الطّفل، سيرسا قوفبز، وبالتّالي، لا يستطيع السّيطرة على نفسه.
واعتبرتْ قوفبز، مشاهدة الطفل لمشاهد العنف، والتكسير، وتخريب ممتلكات البيت، وضرب الأشخاص، سببًا لإقناعه بنجاح تلك الطّرق، في التعبير عمّا يعانيه الآخرون من مشاكل نفسيّة.
وهذا ما يستدعي من عائلته، الاهتمام به، لحلّ مشكلته سريعًا، كي لا تتطوّر الأمور إلى أبعد من ذلك، فيصعب تفاديها مستقبلاً.
إضافة إلى شعوره بعدم الأمان والحبّ، جراء انفصال أبويْه وتفكّك أسرته، أو تعرّضه للتّنمّر من أفراد العائلة، أو المدرسة، ما يجعله طفلاً عصبيًا متمردًا لعدم وجود مكان يفرّغ فيه انفعالاته، بالشّكل الصّحيح، كما رأتْ قوفبز.
كيفيّة التّصرف معه
باتّباع بعض الخطوات، يمكن حلّ مشكلته، وإنْ احتاجتْ لبعض الوقت، كما تقول الاختصاصية. ومن أهم تلك الخطوات الحديث معه بهدوء وتروٍّ، بعيدًا عن الصّراخ الذي يزيده توترًا، وهيجانًا.
وينبغي تحديد المشكلة، التي تُسبّب له العصبية، سواءً كانت جسدية، أو نفسية، أو اجتماعية، وتنبيهه من خطورة العصبيّة عليه، من خلال سرد قصص وهميّة، أو حقيقية، حدثتْ لبعض الأطفال العصبيّين، وأثّرتْ عليهم سلبًا.
بالمقابل، دعتْ قوفبز إلى مساعدته على اكتساب الهدوء، والمسامحة، وشراء الألعاب، التي تُشغل تفكيره، إضافة إلى توفير بيئة مليئة بالحبّ، والحنان، تُشعره بالرّاحة والاطمئنان، والعمل على تشجيعه الدّائم بالمكافآت، والحصول على ما يريد، شريطة التزام الهدوء، والأدب، دون تكسير، أو تخريب.
وأخيراً، وهي الأهمّ باعتقاد الاختصاصية، تركه يتكلّم ويعبّر عمّا في داخله، وتجنّب إسكاته كلما رغب في الحديث، والصّبر عليه، حتى يتعلّم الهدوء، وعدم العصبيّة.