تعتبر أمراض القلب والشرايين مشكلة طبية عالمية يتم التعامل معها بعدة تداخلات دوائية وتغذوية؛ لكن وفقاً لأحدث دراسة طبية تم التأكد من أن النوم أصبح واحداً من الأسلحة التي يمكن استخدامها لمحاربة أمراض القلب، كما يقول استشاري التغذية العلاجية والسكري والباطنة الأستاذ الدكتور طارق العريني.
ووفقاً للدراسة، والتي من خلالها تم قياس مدى تأثير النوم كعامل مرتبط ليس بتصلب شرايين القلب التاجية فقط وإنما ببقية شرايين الجسم، تبيّن أن قلة النوم مرتبطة بزيادة معدل الخطورة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وهذا ما يعني زيادة عوامل خطورة الإصابة بأمراض مثل: اضطراب نسبة السكر بالدم وضغط الدم بالإضافة إلى ارتفاع معدل الالتهابات مع حدوث السّمنة.
كما خلصت الدراسة التي أجريت على أكثر من 3900 من موظفي البنوك وارتدوا فيها جهازاً يسمي “آكتيجراف” لمدة أسبوع لقياس معدل النوم لديهم، إلى أن المشاركين الذين قلّ معدل نومهم عن 6 ساعات يومياً كان معدل الإصابة لديهم بتصلب شرايين الجسم أكثر، وبنسبة 27% عن نظرائهم الذين تمتعوا بالنوم لمدة تتراوح ما بين 7 – 8 ساعات يومياً.
بالإضافة إلى ذلك وُجد أن هؤلاء الذين كانت لديهم جودة النوم سيئة كانوا أكثر توقعاً بإصابتهم بتصلب الشرايين وبنسبة 34% مقارنة بنظرائهم الذين كان نومهم جيداً، وقد تم الحكم على مدى جودة النوم بمتابعة عدد مرات استيقاظهم وحركة أجسامهم أثناء النوم، وفقاً للاستشاري.
وما أكده العريني، أن الأشخاص الذين كان وقت نومهم أكثر من 8 ساعات كانوا أيضاً عرضة لتصلب الشرايين، فيما النساء اللواتي نمنَ أكثر من 8 ساعات كان لديهنّ معدل الإصابة بتصلب الشرايين أعلى.
ولعل من أكثر ما ركز عليه العريني هو ضرورة الحفاظ على عدد ساعات نوم لا تقل عن 6 ساعات بشرط أن يكون النوم جيداً، وبعيداً عن مصادر الأرق، أو أماكن فيها ضوضاء أو أجهزة إلكترونية نشطة كالجوالات أو غيرها من العوامل التي تُفسد النوم.