طوباس: أطلقت وزارة الإعلام، وهيئة التوجيه السياسي والوطني، و”بنات طوباس الثانوية” المدرسة الشتوية الأولى للقراءة والإعلام.
وتضم المدرسة 30 زهرة و10 صحافيات صغيرات، وتهدف إلى تشجيع الطالبات على القراءة، وتمكينهن من مهاراتها، وتدريبهن على اختيار الموضوعات والمؤلفين، والتواصل الفعّال، وتقوية الثقة بالنفس، والكتابة الإبداعية، والتعريف بعناوين وكتاب من فلسطين، واستكمال أنشطة الصحافيات الصغيرات، المشروع متواصل منذ 7 سنوات في طوباس، والمنفذ من وزارة الإعلام، وجمعية طوباس الخيرية.
وتشمل الفعاليات، المتواصلة لثلاثة أيام، ورشة قراءة جماعية، ومناقشة وعرض كتب، واستعراض عناوين وموضوعات عالجها مؤلفون، وإعداد ملخصات ونشرها في مواقع التواصل ووسائل الإعلام، وتنظيم مبادرات مجتمعية تروج للقراءة، واستضافة مؤسسات وكُتّاب من المحيط، وإعداد حوارات افتراضية مع كتاب وروائيين، وإطلاق مسابقات معرفة للمجتمع المحلي؛ لتشجيعه على عادة القراءة. إضافة إلى تدريبات في الإعلام وفنونه.
وتشارك الطالبات والصحافيات في عرض وتلخيص المخرجات، التي توصلن إليها، ونشرها في وسائل الإعلام، وإطلاق منصة تفاعل إلكترونية للقراءة، ودعوة وسائل إعلام لتغطية وقائع المدرسة، وتسجيل مسابقة لقراءة المجتمعية بالتعاون مع مؤسسات إعلامية وأكاديمية.
وحاورت المشاركات اليوم الكاتب محمود شقير، والشاعر سامي الكيلاني، وسيحاورن غدًا الروائي والأكاديمي وليد الشرفا، والكاتبة نبيهة عبد الرازق، والفنانة منال عوض.
واستعرض شقير تجربته الروائية والقصصية، التي تركز بشكل رئيس على قضية شعبنا وما تعرضه له على يد الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية، وما تفرع عنها من تشريد وعدوان ومحنة. واستعاد سيرته مع القراءة منذ كان في السادسة عشرة، والتي استهلها بـرواية “تحت ظلال الزيزفون” للأديب الفرنسي ألفونس كار، والتي نشرها مصطفى لطفي المنفلوطي معرّبة بعنوان “مجدولين”، وفاضت بالمشاعر الإنسانية. بعدها تأثر بنجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وقرأ لسلامة موسى، وخالد محمد خالد، وثم نشر قصته الأولى عام 1962 في “الأفق الجديد” المقدسية، بعدها اتجه نحو الأدب العالمي كإرنست همنغواي، الذي ترجم مختارات من قصصه.
ووجه شقير إرشادات للإكثار من القراءة في العلوم الإنسانية، والروايات، والشعر والمطالعة، والثقافات العالمية التي تُحفز على الكتابة. وتطرق إلى حضور القدس في كتابة “ظل آخر للمدينة”، الذي نشره بعد إبعاده عنها 18 عامًا في المنافي، وحمل ذكريات طفولته فيها. كما ظهرت المدينة بجلاء في نحو 25 كتابًا منها “خبز الآخرين”، و”القدس وحدها هناك”، و”مدينة الخسارات والرهبة”.
وناقشت الصغيرات الشاعر والأكاديمي د. سامي الكيلاني، عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، وصاحب دواوين: قبَّل الأرض واستراح، وثلاث ناقص واحد. وأشار إلى أهمية المطالعة ودورها في تكوين الشخصية، وتحدث عن سبل إعادة الروح الغائبة للكتاب، بفعل تراجع عادة القراءة، وانتشار وسائل التواصل.
كما تطرق إلى دور الكاتب والشاعر في المشهد الثقافي والوطني. وتحدث الكيلاني، عبر الهاتف من كندا، عن نشره لمختارات من أعماله في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “صورة وكلمة”، تشجع على القراءة المرافقة للصورة، وتنقل للقارئ تجارب معرفية مختلفة. بدوره، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إن المدرسة امتداد لمخيم صحافيات صغيرات المشترك مع جمعية طوباس الخيرية، والمتواصل منذ سبع سنوات، وتشجيع للزهرات على المضي في القراءة وتعميقها، وتعلم فنون الكتابة الإبداعية. وبيّن المفوض السياسي والوطني العقيد محمد العابد أن المدرسة تساهم في إثراء الثقافة الوطنية، وتنمية المعرفة وتطويرها، كما تفتح نافذة حوار مع كتاب وإعلاميين وأصحاب تجارب، وتشجع على الكتابة.
وذكرت مديرة “طوباس الثانوية” كوثر بشارات أن فعاليات النشاط الشتوي الراهن يستكمل مساعي المدرسة في تأسيس فريق قارئ ومروج للكتاب في مجتمعه. وقالت الطالبة سارة دراغمة إن المدرسة تجربة تشجع المنتسبات إليها على تطوير ذاتهن، والتنافس على القراءة، وتعلم فنون الإعلام المختلفة. فيما عرضت يمنى أبو حلوة تجربة فريق “صحافيات صغيرات”، والفنون التي تدربن عليها، والأفلام القصيرة والمبادرات المجتمعية المنجزة خلال السنوات الماضية