أطلق مجموعة من الشباب المصريين في الآونة الأخيرة حملة “خليها تعنس”، التى تهدف الى مقاطعة الارتباط والزواج نظرًا لارتفاع التكاليف والمطالبات التي يشترط بها أهل الفتاة ولا يستطيعون تلبيتها، بسببالأوضاع الاقتصادية وظروف الشباب وارتفاع أسعار السلع.
وقامت مجموعة من الفتيات بالرد على تلك الحملة على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي بحملة “خليك في حضن امك” و”خليه يخلل” و”ربنا نجدها نوسة”، لتوضيح أن الفتاة ليست سلعة يقوم الشاب بشرائها، ولتسليط الضوء على إبراز فكرة أن ليست كل الأهالى تبالغ في طلبات الزواج، وذلك من خلال هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي التى أصبحت ساحة للصراعات وتدشين الحملات التى تسيء للمجتمع وتنشر حالة من الكراهية.
وقامت الفتيات بنشر تعليقات على “فيس بوك وتويتر” ردا على حملة الشباب فتقول إحداهن: “أحب أقول إن والبنت ليست سلعة ولا أظنك ترضى على أختك أو بنتك.. وإذا كان هناك بعض الناس يبالغون في طلبات الزواج ده مش مبرر أبدا.. طيب البنات عملت حملة وسمتها خليك في حضن امك.. هتقدر تفتح بؤك؟”
من جانبه؛ يقول سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، بأكاديمية الثقافة والعلوم، إن الشباب حاليا فى المجتمع المصري يجتمعون ويدشنون الحملات التي تعكس صورة سيئة وكراهية بالمجتمع، فظهور حملة “خليها تعنس”، ورد الفتيات بحملات مشابهة دليل على انهيار أفكار الشباب الذي تنحصر فقط على “الخناقات الإلكترونية”.
لافتا إلى أن إذا دشن الشباب حملة مفيدة للمجتمع ولها أهداف راقية، واجتمعوا عليها كما حدث فكان الأمر اختلف وعكس صورة إيجابية وجيدة عن المجتمع وأفكار الشباب به، مؤكدا أن حملة الشباب تعتبر سلوكا مهينا للمراة فى المجتمع وكل شاب شارك بها أهان شقيقته ووالدته أو ابنته بالمستقبل، وهو اندفاع لا مبرر له نحو “التفاهات”، ويقلل من شأنهم، بدلا من أن يجدوا حلولا للمشكلة بشكل مهذب وحضاري لا يسيء للفتيات.
وأكدت هبة منصور، إخصائية اجتماعية، أن الشباب يشعرون بالحمل الثقيل بسبب تكاليف الزواج التى يفرضها بعض الأهالي، مؤكدة ان حل الأزمة بهذا الأمر لا يقبله المجتمع لأنه دليل على فقر أفكارهم.
وأشارت إلى إن الشباب مسئولون عن عملية التغيير والتطوير بالمجتمع والتقدم، وتغيير العادات السيئة، ولابد من تركيز طاقتهم وجهدهم وتوظيفها بالأولويات التى نسعى لتغيرها، ولكن مثل تلك لحملات إهدار لطاقتهم وأفكارهم وتثير حالة من الفوضى والعنف بين الافراد بالمجتمع، مؤكدة أن الحماس الفكرى لدى الشباب ووجود روح المبادرة والقوة الاجتماعية لابد ان يوجه الى الأمور التى تستحق التغيير والمحاربة بدلا من “خناقات الفيس بوك” وبث روح الكراهية.